عون: استمرار الاحتلال الإسرائيلي يصعب على لبنان تطبيق قرارته وسلطته

منذ 8 ساعات
عون: استمرار الاحتلال الإسرائيلي يصعب على لبنان تطبيق قرارته وسلطته

أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون، السبت، أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي لخمس تلال في جنوب البلاد والاعتداءات المتواصلة يجعل من الصعب على الدولة بسط سلطتها كاملة وتنفيذ قراراتها بما في ذلك احتكار السلاح.

جاء ذلك خلال استقباله في قصر بعبدا شرقي بيروت وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، الذي وصل مساء السبت قادماً من سوريا.

وأبلغ الرئيس عون الوزير البريطاني أنه يتطلع إلى استمرار الدعم البريطاني للبنان في المحافل الإقليمية والدولية، ولا سيما في مجلس الأمن الدولي، في ما يتعلق بتمديد ولاية قوات الأمم المتحدة المؤقتة في الجنوب (يونيفيل)، لأن الوضع الراهن في لبنان والمنطقة يتطلب استمرار وجود هذه القوات من أجل تنفيذ القرار 1701 كاملاً.

في عام ٢٠٠٦، اعتمدت الأمم المتحدة بالإجماع القرار ١٧٠١، الهادف إلى إنهاء الأعمال العدائية بين حزب الله وإسرائيل. ودعا مجلس الأمن إلى وقف دائم لإطلاق النار قائم على إنشاء منطقة عازلة.

وأشار الرئيس اللبناني إلى أن جيش بلاده “يتمركز في المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني، باستثناء المناطق التي لا تزال تحتلها إسرائيل، وخاصة التلال الخمس، والتي ترفض الانسحاب منها، على الرغم من الاتفاق الذي تم التوصل إليه في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي برعاية الولايات المتحدة وفرنسا، والذي حظي بموافقة الحكومة اللبنانية ودعم المجتمع الدولي”.

منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار الذي تدعمه الولايات المتحدة وفرنسا حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، ارتكبت إسرائيل آلاف الانتهاكات، ما أدى إلى مقتل 211 شخصا على الأقل وإصابة 504 آخرين، بحسب إحصاء لوكالة الأناضول للأنباء استنادا إلى بيانات رسمية.

وفي انتهاك للاتفاق، انسحب الجيش الإسرائيلي جزئياً من جنوب لبنان، لكنه واصل احتلال خمسة تلال لبنانية استولى عليها في الحرب الأخيرة.

تتزايد الضغوط الدولية على لبنان، وخاصة من جانب الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل، لنزع سلاح حزب الله، على الرغم من الاحتلال الإسرائيلي المستمر.

وقال الرئيس اللبناني للمسؤول البريطاني إن “عدد عناصر الجيش في الجنوب، في المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني، سيصل إلى 10 آلاف”.

وأكد أنه لن يكون هناك أي قوة مسلحة أخرى في الجنوب سوى الجيش اللبناني والقوى الأمنية وقوات اليونيفيل.

ورأى عون أن “استمرار احتلال هذه التلال الخمس، التي لا قيمة عسكرية لها في ظل التقدم التكنولوجي في أجهزة المراقبة، يحول دون تثبيت الأمن والاستقرار في الجنوب”.

وتابع: “إن رفض إسرائيل إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين المعتقلين لديها، واستمرار الأعمال العدائية التي تستهدف بين الحين والآخر الضاحية الجنوبية لبيروت والطرق المؤدية إلى العاصمة، يجعل من الصعب على الدولة ممارسة سلطتها كاملة وحماية المواطنين وتنفيذ قراراتها بما في ذلك احتكار السلاح”.

قال الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، الجمعة، إن الحزب لن يستجيب لدعوات تسليم سلاحه إلا بعد خروج “العدوان” الإسرائيلي من لبنان.

ودعا عون إلى “الضغط على إسرائيل لسحب قواتها وتوفير الضمانات اللازمة لمنع تكرار الاعتداءات على لبنان والالتزام بالقرار 1701 بكل جوانبه”.

وشكر عون بريطانيا على دعمها للجيش اللبناني، وخاصة في بناء وتجهيز أبراج مراقبة الحدود.

وأكد مجدداً ترحيب لبنان بأي مساعدة تعزز الاستقرار على الحدود الجنوبية وتمكن الجيش والقوات الدولية من تنفيذ مهماتها المشتركة.

وقال عون للوزير البريطاني إن “الحكومة اللبنانية تنفذ إصلاحات تعتبرها أولوية لبنانية وليست مطلبا دوليا”.

وأشار إلى إنجاز قانون تعديل السرية المصرفية، ومناقشة مجلس النواب قانون إعادة تنظيم المصارف، وإعداد مجلس الوزراء قانون الفجوة المالية، فضلاً عن إجراءات أخرى لاستعادة الثقة المالية في لبنان واقتصاده.

من جانبه أكد لامي متانة العلاقات البريطانية اللبنانية واستمرار دعم بلاده للبنان في كافة المجالات، ولا سيما في المجال العسكري.

وأشار إلى أن بريطانيا تتابع عن كثب الوضع في لبنان وتصرفات الحكومة منذ انتخاب الرئيس عون.


شارك