تأكيدا لانفراد الشروق.. فصائل سودانية تتقدم بمذكرة للجنة الوساطة الجنوبية بشأن تنفيذ بنود في اتفاق سلام جوبا

منذ 14 ساعات
تأكيدا لانفراد الشروق.. فصائل سودانية تتقدم بمذكرة للجنة الوساطة الجنوبية بشأن تنفيذ بنود في اتفاق سلام جوبا

وتعتزم المجموعات السياسية تقديم مذكرة مماثلة إلى رئيس مجلس السيادة السوداني خلال ساعات قليلة.

 

قدمت عدد من أطراف عملية السلام الموقعة على اتفاق جوبا للسلام مذكرة إلى رئيس لجنة الوساطة الجنوبية تطالب بتنفيذ اتفاق جوبا للسلام وفقاً للاتفاقية الخاصة بالقضايا القومية.

وقال محمد سيد أحمد سر الختم رئيس الكيان الشمالي السوداني لصحيفة الشروق إن “الكيان الشمالي الذي يقوده حركة جيش تحرير السودان ــ المجلس القيادي ــ بقيادة علي حامد شاكوش، وحركة تحرير كوش ــ بقيادة أسامة دهب، والجبهة الثالثة ــ تمازج ــ بقيادة عكاشة سليمان” قدموا هذه المذكرة لرئيس لجنة المصالحة الجنوبية.

وأضاف أن مذكرة أخرى ستُرسل اليوم السبت إلى الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني، تدعو إلى عقد لجنة وساطة لحل الخلاف حول الحقوق والالتزامات في بنود اتفاقية السلام السودانية 2020 التي رعتها جنوب السودان.

– محتويات المذكرة

اطلعت الشروق على نسخة من المذكرة المقدمة إلى لجنة الوساطة، والتي تضمنت بيانًا: “إن اتفاقية جوبا للسلام، التي وقعتها أربع عشرة منظمة، ترسخ بوضوح مبدأ تقاسم السلطة، الذي يتجلى في تمثيل ثلاثة أطراف في عملية السلام في مجلس السيادة، ومشاركة 25% في مجلس الوزراء. وقد شكّل هذا البند حجر الزاوية في ضمان شمولية ومشاركة جميع الأطراف في بناء مستقبل السودان. ومع ذلك، نأسف لأن تطبيقه قد انحرف بشكل كبير عن روح الاتفاقية ونصها. فقد احتكرت ست منظمات فقط هذه النسب والفرص لمدة خمس سنوات، مما حرم ثماني منظمات أخرى وقعت على الاتفاقية من حقها في التمثيل والمشاركة الفعالة. وهذا يتناقض مع مبادئ العدالة وتكافؤ الفرص التي بُني عليها الاتفاق. ومع تعيين رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس وقراره بحل الحكومة، أُعيد تعيين المنظمات الست نفسها مؤخرًا في نفس المناصب الوزارية التي كانت تحتكرها سابقًا. وقد أثار هذا المنصب استياءً عميقًا لدى الأطراف الأخرى، مما…” “يهدد بتقويض الثقة وتعريض الاستقرار للخطر”. العملية برمتها.

وذكر واضعو المذكرة أن خلاصة مطالبهم تتضمن التنفيذ الكامل لاتفاقية جوبا دون أي حذف أو إضافات، كما هو منصوص عليه في قسم “القضايا القومية”، حيث يتساوى فيه جميع الأطراف في حقوقهم والتزاماتهم، وكما هو منصوص عليه في الفصل الأول من الاتفاقية (القضايا القومية)، وكيفية توزيع السلطة، كما هو منصوص عليه في البند الرابع (اتفق الطرفان على تمثيل أطراف عملية السلام الموقعة على هذه الاتفاقية بإضافة ثلاثة أعضاء إلى مجلس السيادة الانتقالي)، وكما هو منصوص عليه في البند الخامس (اتفق الطرفان على تمثيل أطراف عملية السلام الموقعة على هذه الاتفاقية في مجلس الوزراء، وفقاً للإجراءات المقررة في الوثيقة الدستورية، أي ما يعادل 25% من مجلس الوزراء).

وفي الأول من يوليو/تموز، أفادت صحيفة الشروق حصرياً أن عدداً من أطراف اتفاق جوبا للسلام، التي تطالب بالمشاركة في الحكومة الانتقالية السودانية، تعتزم تقديم مذكرتين إلى مجلس السيادة السوداني ولجنة الوساطة في جنوب السودان، تطلب تدخل اللجنة لحل الأزمة الحالية المتعلقة بالخلاف حول تفسير بنود المشاركة في الحكومة الانتقالية.

اقرأ أيضاً:

تعتزم خمسة فصائل مطالبة لجنة الوساطة الجنوبية بتفسير شروط المشاركة في الحكومة الانتقالية في السودان.

وكان مقرر لجنة الوساطة في جنوب السودان وزير الاستثمار في جنوب السودان الدكتور ضيو مطوك أكد في وقت سابق لـ«الشروق» أن اللجنة لا مانع لديها من التدخل لحل الأزمة الحالية المحيطة باتفاقية جوبا للسلام، شريطة أن تطلب السلطات السودانية ذلك ببساطة.

– مذكرة إلى رئيس مجلس السيادة

علمت الشروق أن المذكرة المقدمة اليوم السبت لرئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان من أربعة أحزاب موقعة على اتفاق السلام، والتي تدعو إلى انعقاد لجنة الوساطة لحل الخلاف حول الحقوق والالتزامات الواردة في نصوص اتفاق السلام السوداني الذي روجت له دولة جنوب السودان عام 2020، ليست الأولى من نوعها. وكانت خمسة أحزاب موقعة على اتفاق جوبا للسلام قد قدمت مذكرة في 31 مايو الماضي، وهي: “الكيان الشمالي بقيادة محمد سيد أحمد سر الختم، وحركة جيش تحرير السودان بقيادة مصطفى تمبور، وحركة جيش تحرير السودان – مجلس القيادة – بقيادة علي حامد شاكوش، وحركة تحرير كوش بقيادة أسامة دهب، والجبهة الثالثة تمازج – بقيادة عكاشة سليمان”، طالبت فيها الفريق أول البرهان بتنفيذ اتفاق جوبا للسلام للسودان، وتصحيح الاختلالات والتشوهات التي صاحبت تنفيذ الاتفاق، ومراجعة تنفيذ المصفوفة.

في هذه الأثناء، أعلنت حركة جيش تحرير السودان بقيادة والي وسط دارفور مصطفى تمبور، أنها لم تقدم مذكرتين إلى رئيس مجلس السيادة والوساطة في جنوب السودان تطلب تدخله لحل الخلاف حول تفسير بنود اتفاق جوبا للسلام للسودان بشأن المشاركة في الحكومة الانتقالية.

– حصص التمثيل في الحكومة الجديدة

في الأيام الأخيرة، وبعد تعيين الدكتور كامل إدريس رئيساً لوزراء السودان وبدء مشاورات تشكيل الحكومة، نشأ خلاف حول توزيع تمثيل أطراف اتفاق السلام في الحكومة.

أكد كبير مفاوضي حركة تحرير السودان، محمد بشير أبونمو، أن الحركات المشمولة باتفاقية جوبا للسلام لم تُدرج ضمن نسبة الـ 25% في الحكومة الانتقالية المنصوص عليها في الاتفاقية. وأوضح أن هذه النسبة تنطبق على الحركات المسلحة التي وقّعت الاتفاقية، وليست عامة لكل من انضم لاحقًا أو انخرط في تيارات أخرى، كالشمال والوسط، والتي، كما أشار، مُنحت حصصًا معينة من السلطة في الولايات الاتحادية.

وبالإضافة إلى ذلك، تتمسك حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم وحركة تحرير السودان بقيادة مينا أركو مناوي بمناصبهما الوزارية السابقة: وزارة المالية ووزارة المعادن.

يرى الدكتور محمد زكريا، الناطق الرسمي باسم حركة العدل والمساواة، إحدى الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق السلام والتي كان زعيمها وزيراً للمالية سابقاً، أن لجنة الوساطة ليست هي المسؤولة عن تفسير بنود اتفاق جوبا، بل الجهات القضائية هي المسؤولة عن تفسير القانون.

وأضاف زكريا في تصريحات سابقة لـ”الشروق” أن تدخل لجنة الوساطة جائز في حالات معينة، مثل مراقبة وضبط تنفيذ الاتفاق وفق الآليات المقررة في الاتفاق.


شارك