المشاط: ننفذ برامج لمبادلة الديون مع ألمانيا وإيطاليا بقيمة تجاوزت 900 مليون دولار

منذ 5 ساعات
المشاط: ننفذ برامج لمبادلة الديون مع ألمانيا وإيطاليا بقيمة تجاوزت 900 مليون دولار

صرحت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، بأن مصر تنتهج نهجًا استباقيًا لتعزيز إدارة وإصلاح الديون المستدامة، بالاستفادة من الأدوات المبتكرة والشراكات الاستراتيجية. ويشمل ذلك تنفيذ برامج مبادلة الديون مع ألمانيا وإيطاليا بقيمة تزيد عن 900 مليون دولار، بالإضافة إلى توقيع اتفاقية فريدة من نوعها مع الصين. وقد نجحت هذه البرامج في إعادة توجيه التزامات السداد إلى القطاعات ذات الأولوية، مثل الصحة والتعليم والتخفيف من آثار تغير المناخ، ومواءمة التمويل الخارجي مع أهداف التنمية الوطنية.

جاء ذلك خلال مشاركتهما في جلسة بعنوان “حلول الديون من أجل المرونة والإصلاح: تمويل خطة 2030 في أفريقيا وخارجها”، نظمتها وزارة المالية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وشارك في الجلسة رئيس الوزراء مصطفى مدبولي ووزير المالية أحمد كجوك. وكانت الجلسة جزءًا من المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية في إسبانيا.

ركزت الجلسة على أهمية إيجاد حلول شاملة لأزمة الديون التي تواجه العديد من الدول النامية. بلغ الدين الخارجي في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل مستوى قياسيًا بلغ 8.8 تريليون دولار أمريكي في عام 2023، مع نمو الديون قصيرة الأجل بوتيرة أسرع من الالتزامات طويلة الأجل.

وأوضحت المشاط أنه في إطار هذه الجهود تم إطلاق الاستراتيجية الوطنية المتكاملة للتمويل، والتي تقدم نموذجاً لحشد التمويل المستدام لمعالجة فجوات التنمية وتقليل المخاطر المالية والديون المستقبلية.

كما سلّطت المشاط الضوء على جهود مصر لمبادلة الديون بالاستثمار من خلال اتفاقية تاريخية مع الإمارات العربية المتحدة. ويعزز هذا الاتفاق جذب الاستثمار الأجنبي المباشر مع تخفيف أعباء التمويل. وفي موازاة ذلك، عززت مصر ريادتها في مجال التمويل الأخضر من خلال إصدار السندات الخضراء، وتسعى بشكل متزايد إلى استكشاف أدوات تمويل عالية الجودة ومرتبطة بالاستدامة لتنويع مصادر تمويلها ودمج الاستدامة البيئية والاجتماعية بشكل أفضل في محفظة ديونها.

وفيما يتعلق بتوصيات فريق خبراء الأمين العام للأمم المتحدة، التي سلطت الضوء على أهمية إنشاء منصة لتبادل الخبرات والمساعدة الفنية بشأن استخدام آليات التمويل المبتكرة وبرامج مقايضة الديون بالتنمية، سلطت المشاط الضوء على تجربة مصر في تحقيق التوازن بين أولوياتها الوطنية مع الاستفادة من الأدوات المالية المتاحة للمؤسسات المالية الدولية.

في عام ٢٠٢٢، أطلقت مصر المنصة الوطنية لبرنامج “نوفي”. وتهدف المنصة إلى حشد التمويل التنموي لتمكين مشاركة القطاع الخاص في مشاريع التنمية، وخاصةً مشاريع التكيف والتخفيف، من خلال آليات تمويل مبتكرة وأدوات ضمان الاستثمار. علاوة على ذلك، نجحت مصر في حشد ما يقارب ١٥.٦ مليار دولار أمريكي من التمويل الخاص بين عامي ٢٠٢٠ ومايو ٢٠٢٥، منها ٤ مليارات دولار أمريكي للمشاركين في مشاريع المنصة الوطنية لبرنامج “نوفي”.

وأكدت أن تحديث تحليل استدامة الديون عملية حاسمة لتقييم أكثر عدالة لقدرة البلدان النامية على الوفاء بالتزاماتها المالية الحالية والمستقبلية دون الوقوع في أزمة ديون، لأنه يعكس تقييماً للوضع الاقتصادي والمالي العام للبلدان وفعالية إدارة ديونها.

وأضافت أن بنوك التنمية متعددة الأطراف قادرة على زيادة سيولتها وقدرتها التمويلية من خلال زيادة استخدامها لحقوق السحب الخاصة للدول الأعضاء. ويتم ذلك من خلال آليات مثل أدوات رأس المال المختلط، وأدوات دعم السيولة، وغيرها من الحلول المتكاملة والمبتكرة التي من شأنها تعزيز قدرة هذه المؤسسات على مواجهة التحديات العالمية، مثل تغير المناخ.

وأكدت أن المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية يشكل فرصة حاسمة لبدء إصلاحات هيكل الديون العالمية والدفع نحو حلول عادلة تتماشى مع إدارة الدين العام وأهداف التنمية المستدامة.

علاوةً على ذلك، شاركت المشاط في منتدى حول وضع الديون العالمية في مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد). وأوضحت أن المنتدى لم يسلط الضوء على أزمة الديون فحسب، بل قدم أيضًا خطة تنفيذية واقعية وعملية لمعالجتها. ويمثل هذا تقدمًا هامًا في النقاش حول الديون السيادية.

أكدت المشاط على أهمية مشاركة الدول التي نجحت في إعادة هيكلة ديونها أو اتفاقيات مبادلتها تجاربها مع المجتمع الدولي، ليس فقط فيما يتعلق بالنتائج، بل أيضًا فيما يتعلق بالحوكمة الداخلية التي ساهمت في نجاح هذه المشاريع. فإدارة الدين العام لا تقتصر على وزارة أو جهة واحدة، بل تتطلب تنسيقًا بين جهات متعددة داخل الدولة. لذا، تُعدّ الحوكمة عنصرًا أساسيًا في هذه التجارب.

كما أكدت أن الدول الدائنة متنوعة في طبيعتها، وأن آليات التوصل إلى الاتفاقيات تختلف. وهذا يتطلب قدرات فنية ومؤسسية قوية من الدول المدينة للتفاوض بفعالية، ليس على اتفاقية واحدة فحسب، بل على سلسلة من الاتفاقيات المرتبطة بمسارات التنمية طويلة الأجل.

وأكدت على أهمية المساعدة الفنية، ليس فقط في شكل تدريب أو مشورة، بل أيضًا كقيمة مالية مضافة ملموسة، إذ يتطلب تنفيذ هذه المبادرات موارد كبيرة. وأوضحت أن الأدوات والآليات متوفرة بالفعل في مختلف المؤسسات والهيئات المعنية بهذه القضايا. ويكمل تجميع هذه الجهود على منصة مشتركة الجهود القائمة، ويمثل قيمة مضافة حقيقية لجميع أصحاب المصلحة، سواءً الدول المدينة أو الدائنة.


شارك