رغم هدوء التوترات الجيوسياسية.. توقعات بارتفاع أسعار الذهب خلال النصف الثاني من 2025

منذ 11 ساعات
رغم هدوء التوترات الجيوسياسية.. توقعات بارتفاع أسعار الذهب خلال النصف الثاني من 2025

• عزام: ضعف الدولار وخفض أسعار الفائدة وشراءات البنوك المركزية تزيد الطلب على المعدن الأصفر. • مبابي: الذهب لا يزال قوياً.. والسعر الحالي جيد جداً للشراء.

 

رغم انحسار التوترات الجيوسياسية عقب اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل وعودة شهية المستثمرين للمخاطرة، توقع خبراء لـ”الشروق” ارتفاع سعر الذهب في النصف الثاني من عام 2025. وأسباب ذلك ضعف الدولار الأميركي، وتوقعات خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، وزيادة مشتريات البنوك المركزية حول العالم، وهو ما سيدعم المعدن الأصفر على المدى المتوسط.

يتوقع أحمد عزام، رئيس قسم الأبحاث في مجموعة إكويتي، ارتفاع أسعار الذهب عالميًا في النصف الثاني من العام، على الرغم من تراجع المخاطر الجيوسياسية. وقد أدى ذلك إلى تراجع أحد أكبر محركات الشراء، ودفع المعدن إلى مستوى قياسي بلغ 3450 دولارًا للأوقية الشهر الماضي. ويأتي هذا على الرغم من الاتفاقيات التجارية المتوقعة بين الولايات المتحدة والصين وشركاء آسيويين آخرين، والتي خففت من مخاوف السوق وساعدت على تحويل استثمارات المستثمرين إلى الأسهم والدخل الثابت.

أوضح عزام أن هناك عوامل لا تزال تدفع أسعار الذهب للارتفاع رغم الانخفاضات الأخيرة. وتشمل هذه العوامل ضعف الدولار الأمريكي وتزايد توقعات السوق بخفض محتمل لأسعار الفائدة الأمريكية بنهاية عام 2025، لا سيما في ظل ضغوط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وهذا يجعل الذهب في متناول المستثمرين خارج الولايات المتحدة ويزيد الطلب عليه. إضافةً إلى ذلك، واصلت البنوك المركزية، لا سيما في الصين والهند ودول الخليج، شراء كميات هائلة من الذهب في النصف الأول من هذا العام – بإجمالي 1000 طن – مما وفر شبكة أمان من الانخفاضات الحادة في الأسعار. علاوةً على ذلك، أدى التحول عن الدولار والتوجه نحو الاستثمارات البديلة إلى تعزيز سوق الذهب بشكل كبير، مما جعله ثاني أهم احتياطي استراتيجي، متجاوزًا اليورو.

وأضاف أن سعر الذهب يتداول حاليًا في نطاق يتراوح بين 3300 و3450 دولارًا للأونصة. ويعتمد اختراق هذا النطاق على عاملين: تطور العائدات الحقيقية الأمريكية، التي تستقر فوق 1.7% وتبطئ الاتجاه الصعودي لسعر الذهب، ونتائج المحادثات التجارية المرتقبة بين واشنطن وبكين، والتي قد تُغير بشكل كبير شهية المخاطرة العالمية. علاوة على ذلك، مع انخفاض سعر الذهب، ينخفض الطلب من المستثمرين المؤسسيين، مدفوعًا بتوقعات التيسير النقدي بنهاية العام. وبالتالي، سيُقابل أي انخفاض حاد بطلب قوي من صناديق التحوط والمؤسسات الحكومية.

يتوقع عزام أن يختبر الذهب مستوى 3150-3100 دولار أمريكي قبل أن يعود إلى مستوياته القياسية التي تتراوح بين 3575 و3635 دولارًا أمريكيًا للأونصة. وأوضح أنه طالما ظل الدولار ضعيفًا، والعوائد الحقيقية تحت السيطرة، واستمرار البنوك المركزية في شراء الذهب، فإن الاتجاه طويل الأجل للذهب سيظل إيجابيًا، حتى لو شهد السوق انخفاضات قصيرة الأجل خلال فترات الهدوء السياسي وتعافي الإقبال على المخاطرة.

من جانبه، توقع سعيد إمبابي، الرئيس التنفيذي لمنصة تداول الذهب عبر الإنترنت “آي ساجا”، استمرار ارتفاع سعر المعدن الأصفر خلال الفترة المقبلة، خاصة مع توقعات خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة في النصف الثاني من عام 2025. وأضاف أن أي إشارة لخفض سعر الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ستدعم سعر الذهب على الفور، بالإضافة إلى الطلب المرتفع من دول مثل الصين والهند، التي تشتري المعدن الأصفر بكميات كبيرة، سواء للاحتياطي أو للاستخدام المحلي.

أكد مبابي أن سعر الذهب بدأ بالارتفاع، متجاوزًا بسرعة 3350 دولارًا بعد أن كان قد انخفض إلى ما دون 3300 دولار. وقد أدى ذلك إلى ارتفاع سعر المعدن الأصفر محليًا، حيث وصل سعر الذهب عيار 21 قيراطًا إلى 4650 جنيهًا مصريًا للجرام، بعد أن كان يُتداول سابقًا بأقل من 4600 جنيه مصري. وهذا يؤكد استمرار ثبات سعر الذهب، خاصةً بعد المكاسب القوية التي حققها في النصف الأول من العام الجاري. ويتوقع ارتفاعًا إضافيًا ليصل إلى 3500 دولار على الأقل.

فيما يتعلق بفرص الشراء، نصح مبابي المستثمرين بالشراء عند انخفاض سعر الذهب، بدلاً من الشراء خلال فترات صعود السوق. وأضاف أن السعر الحالي يُعتبر “ملائمًا جدًا” للشراء، نظرًا للانخفاض الكبير في سعر الذهب خلال الأسبوع الماضي، من 5000 جنيه مصري إلى 300 أو حتى 400 جنيه مصري.

صرح نادي نجيب، الأمين العام السابق لشعبة الذهب بغرفة تجارة القاهرة، بأن سعر الذهب ارتفع 55 جنيهًا في تعاملات أمس، ليصل سعر الجرام إلى 4645 جنيهًا (4590 جنيهًا سابقًا). ومن المتوقع أن يشهد مزيدًا من الارتفاع خلال الفترة المقبلة. وكان السعر قد انخفض 160 جنيهًا الأسبوع الماضي إثر انحسار التوترات الجيوسياسية، إلا أنه تعافى مع ارتفاع سعر الأوقية عالميًا نتيجة ضعف الدولار. وأضاف أن الأسعار المحلية مرتبطة ارتباطًا مباشرًا بأسعار الصرف العالمية.

وأضاف نجيب أن الأسعار الحالية مستقرة ومناسبة جدًا للشراء، مما سيزيد الطلب عليها خلال الفترة المقبلة. وتوقع أن يرتفع سعر المعدن الأصفر تدريجيًا نتيجة زيادة الطلب المحلي. ومن المتوقع أن يتراوح سعر جرام الذهب عيار 21 بين 4750 و4800 جنيه مصري الشهر المقبل.

وفي الأسواق العالمية، حافظ سعر الذهب على مكاسبه، ليستقر عند نحو 3340 دولاراً للأوقية (الأونصة)، بعد ارتفاعه بنسبة 2% خلال يومي التداول السابقين.


شارك