وزيرة التخطيط تؤكد ضرورة تنفيذ توصيات تقرير الفريق الأممي لحل إشكالية الديون

منذ 16 ساعات
وزيرة التخطيط تؤكد ضرورة تنفيذ توصيات تقرير الفريق الأممي لحل إشكالية الديون

شاركت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، في العديد من الفعاليات التي ركزت على خلق حيز مالي للدول النامية، والأطر والمنصات الوطنية، ومواءمة تدفقات رأس المال مع أهداف التنمية المستدامة، وخلق حيز مالي للدول النامية، ورؤية جديدة للديون.

وبحسب بيان البنك اليوم، تأتي مشاركة الوزيرة في إطار مشاركتها المستمرة في المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية بمدينة إشبيلية الإسبانية، حيث تشارك ضمن الوفد المصري الذي يرأسه رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي.

*خلق مساحة مالية للدول النامية وتطوير رؤية جديدة للديون*

شاركت الدكتورة رانيا المشاط في حلقة نقاشية بعنوان “فتح المجال المالي: رؤية جديدة للديون وتمويل التنمية”، والتي ضمت أيضًا الدكتور محمود محيي الدين، رئيس فريق خبراء الأمم المتحدة المعني بالديون والمبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل خطة التنمية المستدامة 2030، والسيدة رولا دشتي، الأمينة التنفيذية للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا).

زوزانا بريكسيوفا، مديرة قسم الاقتصاد الكلي والمالية والحوكمة في اللجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة.

وأكد وزير التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي أن المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية يمثل لحظة حاسمة للوفاء بالتزامات المجتمع الدولي بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة، خاصة في ظل الأزمات المتلاحقة التي يواجهها العالم والتي تقوض قدرة الدول النامية والناشئة على تلبية متطلبات مسار التنمية.

أكد وزير التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي على أهمية تنفيذ توصيات فريق عمل الأمم المتحدة المعني بتنظيم الديون في دول الجنوب. وتضمنت هذه التوصيات أحد عشر حلاً ممكناً، منها إعادة توجيه وزيادة الأموال المتاحة لدى بنوك التنمية متعددة الأطراف وصندوق النقد الدولي لتحسين السيولة؛ وتطبيق تدابير لتمديد آجال الاستحقاق، وتمويل عمليات إعادة شراء القروض، وخفض خدمة الديون في أوقات الأزمات؛ وإصلاح الإطار المشترك لمجموعة العشرين ليشمل جميع البلدان متوسطة الدخل؛ وإصلاح تحليلات استدامة الدين (DSAs) لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي لتعكس بشكل أفضل وضع البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل؛ وتوصيات أخرى.

وأعربت عن أملها في أن يسهم المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية في اتخاذ خطوات ملموسة لإعادة هيكلة النظام المالي العالمي الذي لم يعد قادرا على مواكبة التحديات والتغيرات التي تواجه الدول النامية والناشئة.

وأشارت إلى أن ارتفاع الديون وتراجع الاستثمار يُقوّضان قدرة الدول النامية والناشئة على اللحاق بالركب. كما شدّدت على ضرورة مواجهة التحديات العالمية والعودة إلى النظام متعدد الأطراف للتعاون الإنمائي.

أشارت المشاط إلى الجهود الوطنية المبذولة لتحسين تمويل التنمية من خلال آليات مبتكرة، مثل برامج مبادلة الديون مع ألمانيا وإيطاليا، بالإضافة إلى توقيع اتفاقية جديدة مع الصين. وأكدت على المصداقية والثقة المتبادلة بين مصر والمؤسسات المالية الدولية، والتي ساهمت في حشد أكثر من 15.6 مليار دولار من التمويل الميسر للقطاع الخاص منذ عام 2020.

إصلاح البنية المالية الدولية

في سياقٍ مماثل، شاركت الدكتورة رانيا المشاط في جلسةٍ رفيعة المستوى بعنوان “إصلاح الهيكل المالي الدولي: مواءمة تدفقات رأس المال مع أهداف التنمية والمناخ”، والتي نظمها مركز كولومبيا للاستثمار المستدام (CCSI)، وشبكة حلول التنمية المستدامة (SDSN)، ومجلس الحزام والطريق للتنمية الخضراء (BRIGC). وحضر الجلسة البروفيسور جيفري ساكس، رئيس شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة (SDSN)؛ وكلافير جاتيتي، المدير التنفيذي للجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة (UNECA)؛ والبروفيسور كيفن أوراما، كبير الاقتصاديين في بنك التنمية الأفريقي؛ وكارلا لوفيرا، وزيرة مالية موزمبيق؛ وآخرون.

أكدت الدكتورة رانيا المشاط أن التنمية الشاملة والمستدامة في القارة الأفريقية لا تتحقق بالاقتراض أو بتعبئة الموارد المحلية فحسب، بل لا بد من الجمع بين النهجين لضمان تمويل كافٍ ومستدام لمشاريع التنمية.

وأكدت المشاط أن مصر تعمل على تحقيق التوازن بين التمويل المحلي والدولي، انطلاقاً من رؤية واضحة مفادها أن تعبئة الموارد المحلية تعزز الاستدامة، في حين توفر الشراكات الدولية دفعة قوية لتنفيذ المشروعات الاستراتيجية الرئيسية.

وفيما يتعلق بالهيكل المالي العالمي، أشارت إلى أن النظام المالي الدولي الحالي يُفاقم عدم المساواة في تدفقات رأس المال بين الدول النامية والناشئة والمتقدمة، ويُحدّ من فرص التمويل في دول الجنوب. وأكدت أن الدول النامية، وخاصةً الدول الأفريقية، لا تزال تواجه أعباءً ماليةً غير مبررة بسبب ارتفاع تكاليف التمويل مقارنةً بالدول المتقدمة. ويُضعف هذا التفاوت قدرتنا على تحقيق أهداف التنمية المستدامة في الوقت المحدد.

وأضافت أن تدفقات رأس المال تتجه في الاتجاه المعاكس، مبتعدةً عن البلدان الأكثر احتياجًا، رغم أنها توفر فرصًا استثمارية عالية العائد. فبدلًا من توجيه رأس المال نحو فرص التنمية عالية العائد، نشهد تدفقات خارجة بسبب تزايد مخاطر التقلبات العالمية، التي تحد من قدرة البلدان على الحصول على تمويل طويل الأجل. نحن بحاجة ماسة إلى إصلاحات في النظام المالي الدولي.


شارك