سلام بارد.. إسرائيل تخفض توقعاتها لأي اتفاق محتمل مع سوريا

منذ 20 ساعات
سلام بارد.. إسرائيل تخفض توقعاتها لأي اتفاق محتمل مع سوريا

ونقل موقع “واللا” العبري عن مسؤول إسرائيلي قوله إن التوصل إلى اتفاق سيستغرق بعض الوقت بسبب الخلافات حول إصرار إسرائيل على العمليات ضد أهداف في سوريا واتفاقيات المنطقة العازلة.

وخفضت إسرائيل توقعاتها بشأن الاتفاق الذي سيتم التوصل إليه مع سوريا، مشيرة إلى أن التوصل إليه سيستغرق وقتا وأنه سيكون “سلاما باردا”، على الأقل في المراحل الأولية.

وذكر موقع “والا” الإخباري العبري: “في حين أن التطبيع ليس مطروحا على الطاولة بعد، فإن المحادثات قد تمهد الطريق لجهود دبلوماسية مستقبلية، بدءا بالجهود الرامية إلى تخفيف التوترات وتحديث التدابير الأمنية على طول الحدود الإسرائيلية السورية المضطربة”.

ونقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي لم يكشف عن هويته قوله يوم الاثنين: “بينما تفضل الولايات المتحدة نهجا تدريجيا يبني العلاقات بين البلدين ببطء، فإن إسرائيل تريد أن تعرف مسبقا أن النتيجة النهائية لهذه العملية ستكون اتفاق سلام مع سوريا يتضمن تطبيعا كاملا للعلاقات”.

وأضاف المسؤول الإسرائيلي: “التوصل إلى اتفاق مع سوريا ليس وشيكا وسيستغرق بعض الوقت”.

وبحسب موقع “واللا” الإلكتروني، “في أوائل يونيو/حزيران، أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مبعوث ترامب إلى سوريا، توم باراك، باهتمامه بالتفاوض على اتفاقية أمنية جديدة مع الحكومة السورية ما بعد الأسد بوساطة أمريكية”.

ونقل عن مسؤول إسرائيلي كبير لم يكشف عن اسمه قوله: “هدف نتنياهو هو التوصل إلى سلسلة من الاتفاقيات على مراحل مع سوريا، بدءا بنسخة محدثة من اتفاق فك الارتباط لعام 1974 وانتهاء باتفاقية سلام كاملة وتطبيع”.

احتلت إسرائيل معظم مرتفعات الجولان السورية منذ عام 1967. وبعد سقوط نظام الأسد في أواخر عام 2024، استغلت إسرائيل الوضع الجديد في البلاد، واحتلت المنطقة العازلة السورية، وأعلنت فشل اتفاق فك الاشتباك لعام 1974 بين الجانبين.

كما احتلت جبل الشيخ ذي الأهمية الاستراتيجية، والذي يبعد حوالي 35 كيلومترًا فقط عن العاصمة دمشق. يقع بين سوريا ولبنان، ويشرف على إسرائيل، ويمكن رؤيته من الأردن. وله أربع قمم، أعلاها 2814 مترًا.

ويرى المسؤولون الإسرائيليون الآن أن هذه المناطق هي أداة التفاوض الأكثر أهمية، ويقولون إن إسرائيل ستنسحب فقط في مقابل السلام الكامل وتطبيع العلاقات مع سوريا، بحسب ما ذكر موقع والا.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي لم تكشف هويته قوله: “إن المحادثات تقتصر حالياً على مسؤولين دون مستوى الرئيس السوري أحمد الشرع، ولا يوجد نقاش حتى الآن حول عقد قمة بين الزعيمين”.

ويشير الموقع إلى أن إسرائيل “تتواصل مع سوريا عبر أربع قنوات على الأقل، بما في ذلك مستشار نتنياهو للأمن القومي تساحي هنغبي، ومدير الموساد ديفيد برنياع، ووزير الخارجية جدعون ساعر للحوار السياسي والاستراتيجي، فضلاً عن الجيش الإسرائيلي للتنسيق العسكري اليومي”.

ونقل عن مسؤولين إسرائيليين “كبار” لم يكشف عن هويتهم قولهم إنهم “يريدون رؤية مشاركة أميركية أكبر في الوساطة لأن إسرائيل تعتقد أن هذا من شأنه أن يوفر للحكومة السورية حافزاً أقوى للتوصل إلى اتفاق”.

وبحسب الموقع فإن “وضع مرتفعات الجولان التي احتلتها إسرائيل من سوريا خلال حرب عام 1967 يشكل أحد أكبر علامات الاستفهام التي تحوم حول أي محادثات سلام مستقبلية بين إسرائيل وسوريا”.

وتابع: “في كل جولة مفاوضات على مدى العقود الثلاثة الماضية، طالب نظام الأسد بانسحاب إسرائيلي كامل أو شبه كامل من المنطقة مقابل السلام. خلال ولايته الأولى، اعترف (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب بهضبة الجولان كجزء من إسرائيل، وهي خطوة لم تتراجع عنها إدارة (الرئيس الأمريكي السابق جو) بايدن”.

قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر يوم الاثنين إن إسرائيل منفتحة على اتفاق مع سوريا، لكنه أكد أن مرتفعات الجولان ستظل جزءا من إسرائيل حتى في أي اتفاق مستقبلي.

من جانبها، ذكرت صحيفة جيروزالم بوست العبرية: “تجري إسرائيل وسوريا حاليًا محادثات أمنية تُشكّل تحديات كبيرة في السعي لتحقيق السلام. ومع ذلك، يواجه الطرفان عقبات قد تؤدي إلى “سلام بارد” بدلًا من المصالحة الكاملة”.

ونقلت الصحيفة عن مصدرين لم تكشف هويتهما يوم الاثنين قولهما: “تواصل إسرائيل وسوريا محادثاتهما الأمنية، التي قد تفضي إلى اتفاق سلام بين البلدين. إلا أن تحديًا كبيرًا برز في المحادثات”.

وذكرت الصحيفة: “أوضحت الحكومة السورية أنه لن يُسمح لإسرائيل، في ظل أي اتفاق، بالعمل على الأراضي السورية أو مهاجمة أهداف. في الوقت نفسه، تُصرّ إسرائيل على أنها لا تزال قادرة على مواجهة التهديدات الأمنية، وخاصةً في حال انسحابها من المناطق العازلة، كما تطالب حكومة دمشق”.

وأضافت نقلا عن مصادر مطلعة على المفاوضات لم تكشف هويتها: “حتى لو تم التوصل إلى اتفاق، فإنه سيكون سلاما باردا، على الأقل في المراحل الأولية”.

وأضافت الصحيفة: “في حال توقيع مثل هذا الاتفاق، فلن يُغيّر وضع مرتفعات الجولان. لكنه سيُشير إلى المناطق العازلة بين البلدين، والتي سيطرت عليها إسرائيل بعد سقوط نظام الأسد قبل أكثر من ستة أشهر”.

ونقلت عن مصدر إسرائيلي لم تكشف هويته قوله: “في هذه المرحلة، لا يتعلق الأمر باتفاقية سلام بقدر ما يتعلق باتفاقية أمنية تهدف إلى التعاون ضد التهديدات التي يتعرض لها السكان المدنيون”.

وأضاف المصدر أنه “من غير المرجح أن نتمكن من تناول الحمص في دمشق أو الإبحار في اللاذقية في أي وقت قريب”.

رغم أن الحكومة السورية الجديدة لم تُهدد إسرائيل، إلا أن إسرائيل شنّت غارات جوية على سوريا منذ سقوط نظام الأسد أواخر عام ٢٠٢٤، ما أسفر عن مقتل مدنيين وتدمير مواقع ومركبات وذخائر عسكرية سورية. كما غزت إسرائيل محافظتي القنيطرة وريف دمشق.


شارك