تحقيق لرويترز عن مجزرة الساحل السوري يتهم مسؤولا حكوميا بالتورط

منذ 5 ساعات
تحقيق لرويترز عن مجزرة الساحل السوري يتهم مسؤولا حكوميا بالتورط

(وكالات)

نشرت وكالة رويترز نتائج تحقيق شامل في المجزرة التي وقعت على الساحل السوري بين 7 و9 مارس/آذار، وأودت بحياة نحو 1500 مدني علوي. وكانت هذه المجزرة من أبشع المجازر التي شهدتها البلاد منذ بداية المرحلة الانتقالية.

وفقًا لرويترز، تم التحقق رقميًا من صحة التحقيق، الذي استند إلى إفادات شهود موثّقة ومقاطع فيديو. وخلص التحقيق إلى أن المجزرة نُفّذت على يد قوات حكومية جديدة وجماعات مسلحة موالية للرئيس المؤقت أحمد الشرع. وجاء هذا الهجوم الانتقامي ردًا على انتفاضة محدودة شنّها مؤيدون سابقون للنظام السابق في عهد بشار الأسد. وأسفرت الانتفاضة عن مقتل نحو 200 من قوات الأمن في منطقة تُعتبر تاريخيًا مركزًا اجتماعيًا وسياسيًا للحكومة السورية.

وفقًا لتحقيق أجرته رويترز، كان لجرائم القتل دوافع طائفية واضحة. وأفاد ناجون بأن المسلحين استجوبوا الضحايا عن انتماءاتهم الدينية قبل إعدامهم. وأفاد شهود عيان بوجود كتابات غرافيتي على جدران القرى المتضررة، كُتب عليها: “كنتم أقلية، والآن أصبحتم أقلية”.

من بين النتائج الرئيسية للتحقيق أن الجماعات المسؤولة عن المجزرة كانت في معظمها عناصر سابقة في المعارضة المسلحة. بعضها ينتمي إلى هيئة تحرير الشام، الفرع السابق لتنظيم القاعدة في سوريا، مثل لواء عثمان وجهاز الأمن العام، الذي أصبح لاحقًا وزارة الداخلية في الحكومة الانتقالية.

وفقًا لرويترز، شاركت في العمليات أيضًا جماعات مدعومة من تركيا، منها فرقة حمزة وفرقة السلطان سليمان شاه، بالإضافة إلى جماعات متطرفة مثل جيش الإسلام وجيش الأحرار وجيش المجد. كما شارك مقاتلون أجانب من الجماعات العرقية الأويغورية والشيشانية والأوزبكية.

وشارك مدنيون سنة أيضاً في الهجمات، مدفوعين برغبة في الانتقام من المجازر السابقة التي ارتكبتها قوات الأسد في مناطقهم.

أفادت وكالة رويترز أن بعض قادة الاغتيالات انضموا لاحقًا إلى هيكل الدولة الجديد. وتحديدًا، تم ذكر اسم المتحدث باسم وزارة الدفاع الانتقالية، حسن عبد الغني، المعروف بلقب “أبو عهد الحموي”. وقد ظهر اسمه في تسريبات من غرف العمليات نُشرت عبر تيليجرام. تضمنت هذه التسريبات تعليماتٍ ودعواتٍ دينية بعباراتٍ مثل “جزاكم الله خيرًا”، والتي اعتُبرت دليلًا على التورط المباشر لشخصيات رسمية في الحكومة الانتقالية.

وذكرت وكالة رويترز أن التحقيق استند إلى مقابلات مع أكثر من 200 من أقارب الضحايا، بالإضافة إلى 40 مقاتلاً ومسؤولاً، كما قام بتحليل تسجيلات فيديو ووثائق رسمية.


شارك