المشاط تناقش مع نظيرتها الألمانية أولويات الشراكة والجهود الدولية للتمويل من أجل التنمية

منذ 22 ساعات
المشاط تناقش مع نظيرتها الألمانية أولويات الشراكة والجهود الدولية للتمويل من أجل التنمية

– مناقشة الاستعدادات للمفاوضات الحكومية المشتركة بشأن التعاون الاقتصادي في عام 2025

– مناقشة الجهود الرامية إلى توسيع التمويل من أجل التنمية، وتعبئة الاستثمار الخاص، وإعادة هيكلة النظام المالي العالمي.

التقت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، مع ريم العبلي رادوفان، وزيرة التعاون الاقتصادي والتنمية الجديدة في ألمانيا، وذلك على هامش المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية في إشبيلية، والذي تشارك فيه مصر بوفد رفيع المستوى برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء.

ناقش الجانبان أهمية المؤتمر، الذي يُعقد في هذه الظروف الاستثنائية، ودوره في تعزيز الحوار العالمي حول إعادة هيكلة النظام المالي، وحشد الاستثمارات الخاصة، وتوسيع نطاق تمويل التنمية. كما تطرقا إلى التعاون الاقتصادي المثمر بين مصر وألمانيا.

– ملف التعاون الاقتصادي بين مصر وألمانيا ودعم القطاع الخاص

وقالت المشاط إن محفظة التعاون الاقتصادي الثنائي بين مصر وألمانيا وصلت إلى 1.6 مليار يورو لتنفيذ مشروعات تنموية مختلفة في القطاعات ذات الأولوية التي تساهم في التنمية الاقتصادية المستدامة، بما في ذلك الطاقة والمناخ، وإمدادات المياه والصرف الصحي، والري، والهجرة، وإدارة المخلفات، وتحسين القدرة التنافسية للقطاع الخاص.

كما أشادت المشاط بمشاركة ألمانيا في “مؤتمر تمويل التنمية حول تعزيز القطاع الخاص: النمو الاقتصادي والتوظيف”، الذي نظمته الوزارة الشهر الماضي. وشهد المؤتمر عرضًا لآلية ضمان الاستثمار EFSD+، بتمويل قدره 1.8 مليار يورو من المفوضية الأوروبية. وأعربت ألمانيا عن استعدادها للمشاركة في ضمانات الاستثمار واستخدامها لتحفيز القطاع الخاص، وبالتالي تعزيز النمو الاقتصادي والتوظيف في مصر.

– مناقشة اتفاقيات التمويل وبرامج تبادل الديون

خلال اللقاء، نُوقِشَت اتفاقية التعاون المالي الموقعة بين مصر وألمانيا لعام ٢٠٢٢، بقيمة ١١٨ مليون يورو (ما يعادل ٦٫٧ مليار جنيه مصري). وتغطي الاتفاقية عدة مجالات، منها اتفاقية الدعم المالي لمبادرة التعليم الفني الشامل التابعة لوزارة التربية والتعليم والتدريب الفني، والتي تهدف إلى دعم إنشاء ٢٥ مركز تميز مصري (مراكز تخصصية ومدارس تكنولوجيا تطبيقية).

كما تم مناقشة التمويل منخفض الفائدة والمنح لتمويل مشروع ربط محطتي الكهرباء أكوا باور (1) وأكوا باور (2) لتوليد 1100 ميجاوات من طاقة الرياح ضمن المحور الطاقي لبرنامج نوافي.

وناقش الجانبان أيضًا الاستعدادات للمفاوضات المشتركة بين الحكومتين بشأن التعاون هذا العام والدفعات الجديدة في إطار برنامج مقايضة الديون بالتنمية.

كما تم توقيع دفعة جديدة من برنامج مبادلة الديون بقيمة 21 مليون يورو (1.2 مليار جنيه مصري) لتحسين إمدادات الطاقة المتجددة. ويمثل هذا استمرارًا للتعاون بين الجانبين في برنامج مبادلة الديون المصري الألماني، الذي بدأ عام 2011 وأسفر عن العديد من المشاريع التنموية.

وأكدت أن برنامج مبادلة الديون مع ألمانيا يمثل تطبيقًا عمليًا لدعوات إعادة هيكلة النظام المالي العالمي، وسيُدار من خلال هيكل حوكمة يضمن التنفيذ الأمثل للاتفاقيات وتحقيق أقصى استفادة. وتتولى وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي تنسيق المشاريع مع الجانب الألماني، والتفاوض مع بنك التنمية الألماني والمؤسسات الوطنية المستفيدة.

– نقل المعرفة وتعميق التعاون المشترك

وأشادت أيضاً بمشاركة ألمانيا في نشر تقرير المتابعة الثاني للمنصة الوطنية لبرنامج “نوافي”، فضلاً عن المشاركة الألمانية الفعالة في تمويل مشاريع الطاقة لتنفيذ الإعلان السياسي خلال مؤتمر المناخ COP27 في مصر، والذي يتضمن 258 مليون يورو في شكل تمويل منخفض الفائدة ومبادلات الديون والمساهمات المالية لتوسيع مشاريع الطاقة المتجددة.

شهد الاجتماع نقاشات بناءة حول نقل الخبرات والتجارب المصرية في تنفيذ المنصة الوطنية “نوفي” إلى الدول الأفريقية في إطار التعاون جنوب-جنوب. كما ناقش الجانبان التعاون المثمر مع الهيئة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) في مجالات متنوعة، مثل التعليم الفني، وإدارة الموارد المائية، وتنمية المجتمعات المحلية، وتعزيز ريادة الأعمال، وتمكين المرأة.

– إدارة الاستثمارات العامة وتحقيق الاستدامة المالية

وأكدت المشاط أن الوزارة تعمل على رفع كفاءة الإنفاق الحكومي وتعزيز فعالية الاستثمارات العامة لتحقيق الآثار التنموية المرجوة. وأشارت إلى اتخاذ إجراءات صارمة لإدارة الاستثمارات العامة وإعادة ترتيب أولويات خطة التنمية، بما يضمن توجيه الأموال المتاحة نحو المشاريع ذات الأولوية ذات الأثر التنموي الأكبر.

وأضافت أن هذه الإجراءات تهدف إلى تحقيق التوازن بين احترام السقف المحدد للإنفاق الاستثماري وتقليص الاعتماد على القروض الخارجية وتعزيز الشراكات مع القطاع الخاص لزيادة التمويل لمشاريع التنمية المستدامة.

وأكدت التزام الحكومة بالالتزام بسقف الاقتراض الخارجي، وقصره على دعم الموازنة واستكمال بعض المشاريع ذات الأولوية. وفي الوقت نفسه، سيتم زيادة التمويل الميسر للقطاع الخاص، وهو ما ينعكس في اتجاه الدين الخارجي نحو الانخفاض.

– الجهود الدولية لإصلاح النظام المالي العالمي

خلال المناقشات التي جرت خلال المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية في إشبيلية، أكد الجانبان على أهمية فريق الخبراء المعني بالديون التابع للأمين العام للأمم المتحدة، والذي أُنشئ في ديسمبر/كانون الأول 2024. وقد حدد هذا الفريق إحدى عشرة أولوية سياسية قابلة للتنفيذ لدعم حلول مستدامة للديون. وتشمل هذه الأولويات الإصلاحات النظامية، وبناء القدرات، والإصلاحات الضريبية الوطنية.

ناقش الجانبان الجهود الدولية الرامية إلى توسيع نطاق تمويل التنمية والاستفادة من نماذج التمويل المُجرّبة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وجذب الاستثمارات الخاصة. كما ناقشا ضرورة التحوّل إلى أدوات تمويل أكثر ابتكارًا تُواكب التغيرات العالمية الراهنة وتُسهم في خفض الديون في الاقتصادات النامية والناشئة. وفي هذا السياق، استعرضت المشاط جهود الحكومة لوضع سقف سنوي للدين، وتطبيق إجراءات لإدارة الإنفاق الاستثماري بما يحقق الاستدامة المالية ويعزز القطاع الخاص.

– تأكيد الشراكة الاستراتيجية والدعوة لزيارة مصر

أكدت المشاط أن ألمانيا من أهم شركاء مصر التنمويين الدوليين، حيث ساهمت الشراكة بينهما في التنمية الاقتصادية، وحماية المناخ، وزيادة الاستثمار في رأس المال البشري. وأوضحت أن اتفاقية الدعم المالي تأتي في إطار الشراكة القائمة بين البلدين، والتي يجري تعزيزها في إطار الشراكة الاستراتيجية المصرية الأوروبية، وتحظى بدعم قيادتي البلدين.

في ختام اللقاء، دعت المشاط الوزير الألماني لزيارة مصر للاطلاع على مشاريع التعاون المُنفذة بين مصر وألمانيا، ومتابعة تنفيذها. وأعرب الجانبان عن رغبتهما في بدء المفاوضات الحكومية المصرية الألمانية في عام ٢٠٢٥، وتوقيع اتفاقية الشريحة الجديدة من برنامج مبادلة الديون المصرية الألمانية، والمقرر تفعيلها في ديسمبر ٢٠٢٥.

 

 


شارك