باحثون مصريون يستخدمون الذكاء الاصطناعي والطاقة الكمومية للتنبؤ بجودة الهواء

يتنافس الباحثون المصريون على تطوير حلول ثورية للتنبؤ بجودة الهواء في جميع أنحاء البلاد، بالاستفادة من أحدث التقنيات في مجال الذكاء الاصطناعي والطاقة الكمومية.
وتنطلق المسابقة بمدرسة صيفية هجينة وتدريب عملي بجامعة النيل في الفترة من 13 إلى 22 يوليو الجاري، بمشاركة أكثر من 200 باحث من مختلف الجامعات المصرية.
أعلنت جامعة النيل في بيان صحفي يوم الثلاثاء أن هذا التحدي الفريد يجمع باحثين وخبراء في علوم الكم والذكاء الاصطناعي والبيئة لتطوير أدوات وحلول كمية مبنية على بيانات واقعية. ويتمثل هدفهم المشترك في تقديم مساهمة إيجابية ملموسة في مكافحة تلوث الهواء، سواء من خلال البرمجة أو علوم البيانات أو معالجة قضايا تغير المناخ.
وأضافت أن المسابقة، بدعم مالي من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، تهدف إلى توفير تدريب عملي على الأدوات الكمومية بقيادة نخبة من أساتذة الجامعات وخبراء البيئة. والأهم من ذلك، أن المسابقة تتجاوز المحاكاة وتركز على تطوير تطبيقات كمية واقعية، مع توفير إمكانية الوصول إلى قدرات الحوسبة الكمية في العالم الحقيقي.
وأوضحت أن المسابقة تتيح للموهوبين فرصة الفوز بجوائز والحصول على اعتراف عالمي وعرض حلولهم المتميزة على منصات رئيسية.
صرح الدكتور أحمد المهدي، عميد كلية تكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسوب بجامعة النيل، لوكالة الأنباء الألمانية (DPA) اليوم، بأن هدف المسابقة هو استخدام الذكاء الاصطناعي والحواسيب الكمومية لحل مشكلة خطيرة في مصر، ألا وهي تلوث الهواء، الذي يودي بحياة 115 ألف شخص سنويًا. وأكد أن التقنية الجديدة، وإن لم تحل مشكلة التلوث، إلا أنها تُمكّن من التنبؤ بالوقت والمكان، مما يُمكّن من اتخاذ إجراءات وقائية.
وأوضح أن هدف المسابقة هو إتاحة الفرصة للمشاركين لتقديم حلول تستخدم الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية للتنبؤ بتوقيت ومصدر التلوث، وبالتالي تمكين الجهات المعنية من معالجة المشكلة وتجنب المخاطر وإنقاذ الأرواح.
وأشار إلى أن المسابقة ستستمر ثلاثة أشهر: أسبوعين للدراسة وإعداد المشاركين وتطوير مهاراتهم، وستة أسابيع للمرحلة الأولى المعتمدة على المحاكاة، وأربعة أسابيع لاستخدام حاسوب كمي حقيقي في الحوسبة السحابية في الولايات المتحدة.
أعلن المهدي أن المشاركين سيعرضون نتائجهم، وسيتم اختيار أفضل خمسة باحثين وأكثرهم نجاحًا في مجال الحوسبة الكمومية. وأشار إلى أن الفائزين الثلاثة سيحصلون على جوائز نقدية مقدمة من الأكاديمية المصرية للبحث العلمي والتكنولوجيا. علاوة على ذلك، ستدعم جمعية آلات الحوسبة (ACM)، وهي جمعية أمريكية دولية لها فرع في جامعة النيل بالقاهرة، هذه النتائج لتعزيز الزخم التكنولوجي.
وأشار إلى أن المشاركين سيتلقون تدريبًا مكثفًا على التقنيات وآليات عملها، بدءًا من ميكانيكا الكم، ثم الحوسبة الكمومية، ثم أنظمة المعالجات الكمومية باستخدام تقنيات الضوء والموصلات الفائقة، بما في ذلك التعامل مع مشاكل عدم الدقة في المعالجات الحالية، وأخيرًا محاضرات حول الذكاء الاصطناعي الكمومي التقليدي والمتقدم. وأكد أن هدف المسابقة هو ترسيخ التكنولوجيا في مصر.