بحضور الوزير.. تعليم النواب تناقش مشروع قانون التعليم الجديد اليوم

تعقد لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب اجتماعا اليوم بمشاركة وزير التربية والتعليم والتدريب الفني محمد عبد اللطيف، لمناقشة مشروع قانون مقدم من الحكومة لتعديل بعض أحكام قانون التعليم رقم 139 لسنة 1981، بحسب عضو اللجنة جيهان البيومي.
وأبلغ البيومي «الشروق» أن اجتماع اللجنة كان من المقرر أن يعقد أمس، ولكن بسبب تأخر انتهاء الاجتماع لمناقشة مشروع قانون الإيجار القديم، تقرر تأجيل الاجتماعات إلى اليوم وغدًا.
وأشار البيومي إلى أن اللجنة ستناقش دستورية مشروع القانون للوصول إلى صياغة أكثر توافقاً مع قانون التعليم والدستور المصري الذي ينص على مجانية التعليم.
في تصريحات لصحيفة الشروق، أكدت حنان حسني يشار، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، أن اللجنة ستعقد عدة اجتماعات خلال الأيام المقبلة للانتهاء من مشروع القانون. وأضافت: “ستكثف الاجتماعات لإقراره وإقراره قبل نهاية دور الانعقاد الحالي”.
دعا أعضاء مجلس النواب الحكومة إلى سحب مشروع القانون المُعدّل لبعض أحكام قانون التعليم رقم 139 لسنة 1981. وجادلوا بأنه يُخوّل وزير التعليم إجراء تعديلات مستقبلية على التعليم الثانوي دون الحاجة إلى تعديلات تشريعية. كما جادلوا بأنه يُخالف الأحكام الدستورية المتعلقة بحرية التعليم.
يرى أشرف أمين، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، أن مشروع القانون يُقوّض الدور التشريعي والتنظيمي لمجلس النواب. وقال: “يُتيح هذا القانون لوزير التعليم إجراء تغييرات على نظام التعليم الثانوي بناءً على قرارات تنفيذية، لا تتطلب سوى موافقة مجلس الوزراء، دون الحاجة إلى تعديلات تشريعية. ويتطلب القانون الحالي تعديلات تشريعية لإدخال التغييرات على نظام التعليم الثانوي”.
وأضاف أمين لصحيفة الشروق أن إقرار مشروع القانون بصيغته الحالية سيمنع مجلس النواب من التدخل في أي تغييرات مستقبلية على التعليم الثانوي. وتابع: “هناك معارضة كبيرة لمشروع القانون بين أعضاء مجلس النواب، وقد أبلغنا مجلس الوزراء برفضنا الفوري وحثثناه على إعادة النظر فيه”.
من جانبها، قالت النائبة إيرين سعيد إن مشروع القانون يهدف إلى إلغاء مجانية التعليم المنصوص عليها في المادة 19 من الدستور: “ويقترح مشروع القانون رسوم امتحانات ورسوم دراسية تزيد على 2000 جنيه مصري”.
وقال سعيد لـ«الشروق» إن الرسوم الواردة في مشروع القانون، والتي تصل إلى 500 جنيه مصري لإعادة الامتحان الواحد، تعد مخالفة واضحة للدستور المصري، ولم تأخذ في الاعتبار الوضع الاقتصادي للأسرة المصرية.
وتابعت: “لنفترض أن إعادة امتحان واحد يكلف 500 جنيه مصري، وإذا أخذ الطالب نحو ست مواد في فصل دراسي واحد ورسب فيها كلها، فسوف يضطر إلى دفع نحو 3 آلاف جنيه مصري للوزارة، رغم أن الدستور ينص بوضوح على مجانية التعليم، بما في ذلك الدراسة والامتحانات”.
أشار سعيد إلى أن مشروع القانون يمنح وزير التربية والتعليم صلاحية إلغاء التعليم الثانوي تدريجيًا، مضيفًا: “يُخول النص الوزير بإنشاء برامج وأنظمة تعليمية متكاملة تُعادل التعليم الثانوي العام، وفقًا للقواعد واللوائح والإجراءات التي تضعها السلطة التنفيذية. وهذا تفويض مفتوح للوزير، دون الحاجة إلى الرجوع إلى مجلس النواب لإجراء تعديلات تشريعية”.
وأضافت: “هذا النص يسمح أيضًا لوزير التعليم بإدخال نظام تعليمي آخر غير البكالوريا في أي وقت، مما يهدد نظام التعليم الثانوي بتغييرات محتملة في أي وقت”.
وأكدت لـ«الشروق» أن اللجنة ستعقد عدة اجتماعات خلال الأيام المقبلة للانتهاء من مشروع القانون، مضيفة: «سيتم تكثيف الاجتماعات لإقراره وإقراره قبل نهاية دور الانعقاد الحالي».
أحال رئيس مجلس النواب المستشار الدكتور حنفي الجبالي، مؤخراً، مشروع تعديل بعض أحكام قانون التعليم رقم 139 لسنة 1981 إلى لجنة مشتركة تضم لجنة التعليم والبحث العلمي، ولجنة التخطيط والموازنة، ولجنة الشؤون الدستورية والتشريعية.
ينص مشروع القانون على توسيع نطاق إلزامية التعليم ليشمل المرحلة الثانوية، وفقًا للمادة 19 من الدستور، مع الحفاظ على نظام التعليم الثانوي العام كنظام أكاديمي مدته ثلاث سنوات. كما تنص المادة 24 من الدستور على اعتبار التربية الدينية واللغة العربية والتاريخ الوطني موادًا أساسية في جميع مراحل التعليم.
كما نصت على استبدال نظام التعليم الثانوي الفني العام بـ”نظام التعليم الثانوي الفني والتقني التكنولوجي” لمدة ثلاث سنوات دراسية، واستبدال نظام التعليم الفني المتقدم بـ”نظام التعليم التكنولوجي المتقدم” لمدة خمس سنوات دراسية، واستحداث “نظام التعليم الثانوي المهني” لمدة سنة أو سنتين لإعداد الفئة (المهنية) التي لا يتوفر فيها هذا النظام للقبول في الجامعات أو الكليات، واستحداث حكم باستمرار عمل المعلمين حتى نهاية العام الدراسي إذا بلغ أحدهم سن التقاعد خلال العام الدراسي ليكمل دراسته حتى النهاية.
كما يجيز مشروع القانون، بقرار من رئيس مجلس الوزراء، إنشاء برامج وأنظمة تعليمية متكاملة تُعادل الثانوية العامة أو الثانوية الفنية، تحت أي مسمى (مثل البكالوريا)، وفقًا للقواعد واللوائح والأنظمة والإجراءات التي تضعها السلطة التنفيذية، مقابل رسوم لا تتجاوز ألف جنيه مصري. وفي حالة إعادة الامتحان، تُفرض رسوم لا تتجاوز خمسمائة جنيه مصري لكل مادة، مع إمكانية مضاعفة هذه الرسوم بما لا يتجاوز الحد الأقصى للرسوم.
يتضمن مشروع القانون أيضًا حكمًا ينظم إعادة دراسة المرحلة الثانوية في حالة الرسوب، والمواد المسموح بإعادتها، وعدد مرات الإعادة، ومواعيد الامتحانات، مقابل رسوم لا تقل عن 200 جنيه مصري ولا تزيد على 2000 جنيه مصري. كما يحدد رسوم ومصاريف الدراسة في المدارس الثانوية الفنية بحد أقصى 1000 جنيه مصري. وفي حالة الإعادة، تُدفع رسوم لا تتجاوز 500 جنيه مصري لكل مادة، مع إمكانية مضاعفة هذه الرسوم، بما لا يتجاوز الحد الأقصى للرسوم. ويزيد أيضًا رسوم امتحانات التقييم في المدارس الثانوية الفنية، والتي يحددها وزير التعليم بحد أقصى 200 جنيه مصري.