المفتي يلتقي وزير الشئون الدينية الجزائري لتعزيز التعاون في مواجهة التطرف

أكد فضيلة الدكتور نذير محمد عياد مفتي الديار المصرية ورئيس الأمانة العامة لدور ومؤسسات الإفتاء في العالم، أن دار الإفتاء المصرية لها تجربة رائدة على المستوى العربي والإسلامي في ضبط الخطاب الإفتائي وإرساء منهجية الفتوى.
وأشار إلى أن المؤسسة أصبحت مرجعًا موثوقًا في مكافحة الفكر المتطرف، بفضل أدواتها العلمية الحديثة، ومبادراتها المؤسسية، ومراكزها البحثية المتخصصة، التي يمكن الاستفادة منها في دعم جهود المؤسسات الإسلامية في الخارج، لا سيما فيما يتعلق بإعداد وتأهيل الأئمة والخطباء، وتدريبهم على الإفتاء، مع مراعاة مختلف السياقات الاجتماعية.
جاء ذلك خلال زيارته الرسمية إلى الجزائر حيث شارك في مؤتمر “التعارف الإنساني وأثره في تعزيز العلاقات وتحقيق التعايش” ولقائه مع الدكتور يوسف بلمهدي وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري.
وأشار مفتي الجمهورية إلى جهود مركز السلام لدراسة التطرف ومكافحة الإسلاموفوبيا التابع لدار الإفتاء المصرية، موضحاً أنه مركز بحثي يسعى إلى فهم جذور التطرف ووضع استراتيجيات علمية لمكافحته من خلال دراسات وأبحاث متخصصة تستهدف شرائح مختلفة من المجتمع.
كما تناول دور المؤشر العالمي للفتوى، وهو أداة بحثية ترصد وتُحلل اتجاهات الفتوى عالميًا، وتكشف عن التوجهات الخطيرة التي قد تؤدي إلى الفوضى أو العنف باسم الدين. وأكد أن المؤشر أصبح مرجعًا دوليًا مهمًا لتحليل الخطابات الدينية وصياغتها بشكل منضبط، مع مراعاة الواقع وتحدياته.
تحدث سماحة المفتي عن الأمانة العامة لهيئات ومؤسسات الإفتاء في العالم، إحدى أهم المنظمات الدولية المعنية بتنسيق وتنظيم العمل الإفتائي في العالم الإسلامي. وتضم في عضويتها 111 هيئة فتوى من أكثر من 80 دولة حول العالم. تُشكل الأمانة مظلة جامعة ومؤسسة مرجعية تُعنى بتوحيد الخطاب الديني السليم، وتعزيز تبادل الخبرات والمعارف بين هيئات الإفتاء، وإطلاق مبادرات ومشاريع مشتركة تُعزز دور الفتاوى الصحيحة في الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي ومواجهة التحديات الفكرية الراهنة.
وجّه سماحة المفتي العام دعوةً رسميةً للدكتور يوسف بلمهدي، وزير الشؤون الدينية والأوقاف بالجمهورية الجزائرية، للمشاركة في المؤتمر الدولي المقبل للأمانة العامة لهيئات ومؤسسات الإفتاء العالمية، الذي سيُعقد في القاهرة في أغسطس المقبل تحت عنوان “بناء المفتي الصالح في عصر الذكاء الاصطناعي”. ويهدف المؤتمر إلى تطوير منهجية الفتوى السليمة، ومواجهة المستجدات والتحديات الراهنة. ومن المتوقع أن يشارك فيه كبار المفتين والعلماء والباحثين من جميع أنحاء العالم.
من جانبه، أعرب الأستاذ الدكتور يوسف بلمهدي، وزير الشؤون الدينية والأوقاف بالجمهورية الجزائرية، عن سعادته بزيارة فضيلة مفتي جمهورية مصر العربية إلى وطنه الثاني الجزائر، معتبرًا هذه الزيارة محطة مهمة في العلاقات الأكاديمية بين علماء البلدين الشقيقين، وتأكيدًا على الروابط التاريخية والدينية والثقافية التي تجمع الشعبين المصري والجزائري.
وأشاد بالدور الرائد لدار الإفتاء المصرية في تعزيز قيم التسامح والاعتدال ومحاربة الأفكار المتطرفة من خلال خطاب ديني متوازن قائم على المعرفة والعقل والانفتاح على الواقع وتحدياته.
كما أكد التزام بلاده بتعزيز التعاون مع دار الإفتاء المصرية، وتكثيف الشراكات مع المؤسسات الدينية والفكرية المعتدلة في جمهورية مصر العربية. وأعرب عن سعادته بالدعوة الكريمة من سماحة المفتي لحضور المؤتمر العالمي المقبل للأمانة العامة لهيئات ومؤسسات الإفتاء العالمية، الذي يحرص على حضوره سنويًا. وأشاد بعنوان مؤتمر هذا العام، مشيرًا إلى أهميته في مواكبة مستجدات العصر ومعالجة هموم البلاد.
وفي ختام اللقاء تبادل الجانبان عدداً من الإصدارات العلمية والفكرية التي تتناول مشاكل البلاد وواقع المجتمعات، مؤكدين أهمية تعزيز التعاون العلمي وتعزيز الشراكات في مجالات البحث والإنتاج العلمي المشترك.
حضر اللقاء الأستاذ الدكتور مبروك زيد الخير رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر، والشيخ الدكتور كمال بوزيدي عضو المجلس الإسلامي الأعلى، والدكتور سمير جاب الله مدير الثقافة الإسلامية والإعلام والتوثيق بالوزارة، والدكتور كمال الدين قاري مدير الموارد البشرية والتكوين بالوزارة.