مصدر لـ«الشروق»: الحكومة توقف إمدادات الغاز لمصانع الأسمدة لحين إشعار آخر

محمد الخشن: إمدادات الأسمدة للسوق المحلية لن تتأثر لكن الشركات ستتكبد خسائر.
صرح مصدر رفيع المستوى في صناعة الأسمدة لصحيفة الشروق أن الحكومة أبلغت المصانع والشركات صباح اليوم بوقف إمدادات الغاز بشكل كامل حتى إشعار آخر. يأتي ذلك في الوقت الذي تواجه فيه الحكومة أزمة طاقة متوقعة نتيجة تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.شنّت إسرائيل غارات جوية على إيران في ساعة مبكرة من صباح اليوم، مستهدفةً منشآت نووية ومصانع صواريخ وقيادات عسكرية. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن هذه الغارات بداية عملية طويلة الأمد لمنع طهران من تطوير سلاح نووي.وفقًا لرويترز، قُتل ما لا يقل عن 20 قائدًا عسكريًا إيرانيًا رفيع المستوى في الغارات الإسرائيلية، بمن فيهم قائد الحرس الثوري وقائد القوات الجوية. تُمثل هذه العملية تصعيدًا كبيرًا في المواجهة بين الخصمين. وأعلنت إيران أن إسرائيل ستدفع “ثمنًا باهظًا للغاية”.قامت وزارة البترول والثروة المعدنية بتفعيل خطة طوارئ لتحديد أولويات إمدادات الغاز الطبيعي التي وضعتها سابقًا. وتشمل هذه الخطة تعليق إمدادات الغاز الطبيعي لبعض المنشآت الصناعية، وزيادة استهلاك الديزل في محطات الكهرباء إلى أقصى حد متاح، وتنسيق تشغيل بعض المنشآت باستخدام وقود الديزل. وجاء في بيان صدر مؤخرًا عن الوزارة أن هذا الإجراء يأتي كإجراء احترازي واستجابةً للعمليات العسكرية التي اندلعت في المنطقة.أعلنت وزارة الطاقة الإسرائيلية، صباح اليوم، إغلاق حقل ليفياثان للغاز بشكل مؤقت، عقب الهجمات الإسرائيلية على إيران، بحسب ما ذكرت وكالة بلومبرج للأنباء.حقل ليفياثان هو أكبر حقل للغاز الطبيعي في البحر الأبيض المتوسط، وأكبر مشروع طاقة في إسرائيل. ويُقدر احتياطيه بـ 22.9 تريليون قدم مكعب من الغاز القابل للاستخراج.ويلبي حقل ليفياثان احتياجات إسرائيل المحلية، كما يصدر كميات كبيرة منه إلى مصر والأردن.قال محمد الخشن، رئيس الجمعية المصرية لتجار وموزعي الأسمدة، إن المعروض في السوق المحلي لم يتأثر بهذه الأزمة، مؤكداً أن التعاونيات التابعة لوزارة الزراعة لم تشهد أي نقص في إمدادات الأسمدة حتى خلال أزمة الشهر الماضي.وأضاف الخشن، في تصريحات لصحيفة الشروق، أن توقف إمدادات الغاز لمصانع القطاع مؤقت ولن يستمر طويلًا. وأشار إلى أن الحكومة تعمل منذ عدة أشهر على تلبية احتياجات البلاد من الغاز الطبيعي عبر استيراد شحنات عديدة، وقد وصل معظمها بالفعل.وتابع: “يعتقد الناس أن المصانع ستغلق أبوابها فور الإعلان عن قطع إمدادات الغاز، لكن هذا غير صحيح”. وأوضح أن المصانع يمكنها مواصلة العمل لعدة أيام بعد قطع الإمدادات، ثم تستأنف الإمدادات.وأشار إلى أن كافة الشركات التزمت بتوفير حصصها من الأسمدة للسوق المحلية، إلا أنه قال إن ذلك سيؤدي إلى انخفاض أحجام الصادرات.ولم يوضح الخشن التراجع المتوقع في صادرات الأسمدة خلال الفترة المقبلة، لكنه قال: “أعتقد أنه سيكون هناك تراجع كبير في حجم الصادرات، وهو ما سيؤثر سلبا على أرباح الشركات هذا العام”.
وعن أسعار الأسمدة في السوق المحلي، أكد الخشن أنها مستقرة منذ فترة، عند 20 ألف جنيه للطن في السوق الحرة، مستبعداً ارتفاعها خلال الفترة المقبلة. تُلزم الحكومة مُنتجي الأسمدة المحليين بتسليم 55% من إنتاجهم إلى التعاونيات التابعة لوزارة الزراعة بسعر 4500 جنيه مصري للطن كدعم للمزارعين. ويُباع 10% إضافية من الإنتاج في السوق المحلية، بينما يُصدر 35% المتبقية. تعتمد مصانع الأسمدة في السوق المحلية على الكميات المُصدّرة لتحقيق أرباح وتعويض الفرق بين تكاليف الإنتاج والكميات المُسلّمة لوزارة الزراعة. تبلغ تكلفة إنتاج السماد المُدعّم 6000 جنيه مصري للطن، بينما يُباع لوزارة الزراعة مقابل 4500 جنيه مصري. ويتراوح سعر التصدير حاليًا بين 400 و450 دولارًا أمريكيًا للطن.
يُشكل الغاز الطبيعي المكون الرئيسي لإنتاج الأسمدة، حيث يُمثل أكثر من 85% منها. وتحصل المصانع المحلية على الغاز بسعر مدعوم قدره 5.75 دولار أمريكي لكل مليون وحدة حرارية بريطانية لإنتاج الأسمدة للسوق المحلية. أما الكمية المُصدّرة، فيتم توفيرها وفقًا لصيغة تسعير تحددها الحكومة. وبسبب أعمال الصيانة الدورية على خط أنابيب تصدير الغاز الإسرائيلي، أوقفت الحكومة إمدادات الغاز لمصانع الأسمدة لمدة أسبوعين في مايو/أيار الماضي. وكان طارق زغلول، عضو مجلس إدارة المجلس التصديري للصناعات الكيماوية، قد صرّح لصحيفة الشروق سابقًا بأن إنتاج الأسمدة انخفض بنسبة 20% خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام مقارنة بالعام السابق. إلا أنه أشار إلى أن الوضع سيزداد سوءًا خلال الفترة المقبلة.