البنك الأوروبي لإعادة الإعمار يدعم مصر في تنفيذ أول عقود كهرباء مباشرة بين جهات القطاع الخاص

مصر توافق على أول عقود الطاقة الخضراء بين شركات القطاع الخاص بقدرة 400 ميجاوات.
يتيح برنامج تجريبي جديد بيع الكهرباء مباشرة من المنتجين إلى الصناعة.
أعلن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية (EBRD) أن إصلاحات سوق الطاقة في مصر قد أحرزت تقدمًا ملحوظًا عقب تصديق الحكومة على أولى اتفاقيات شراء الطاقة الثنائية بين منتجي الكهرباء من القطاع الخاص ومستهلكيها. ووفقًا لبيان صادر اليوم، وافق البنك أيضًا على أربعة مشاريع للطاقة المتجددة بقدرة إجمالية تبلغ 400 ميجاوات، سيتم التعاقد عليها مباشرةً مع المستخدمين النهائيين.
وأوضح أن هذه الخطوة تأتي في إطار تجربة تمهيدية لتطبيق قواعد الشراء المباشر بين شركات القطاع الخاص. وقد وُضعت هذه القواعد بمساعدة فنية من البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية لصالح هيئة تنظيم الكهرباء وحماية المستهلك المصرية، وتمت الموافقة عليها العام الماضي.
وبحسب البيان، تشمل المشاريع الأربعة المعتمدة شركة كرم سولار، التي ستقوم ببناء محطة طاقة شمسية بقدرة 100 ميجاوات لتزويد شركة السويس للصلب بالكهرباء؛ وشركة AMEA Power، التي ستقوم ببناء محطة طاقة شمسية بقدرة 100 ميجاوات لتزويد مجموعة BEFAR ومحطة حاويات قناة السويس بالكهرباء؛ وشركة TAQA PV، التي ستقوم بتثبيت محطة هجينة بقدرة 100 ميجاوات (طاقة شمسية وطاقة رياح) لتزويد مرافق شركة عز للصلب بالكهرباء؛ وشركة Enara، التي تقوم بتطوير محطة طاقة هجينة بقدرة 100 ميجاوات لتزويد شركة منتجات السيليكون في العلمين وشركة حلوان للأسمدة بالكهرباء.
تُحدد قواعد العقود المباشرة بين الشركات الخاصة الشروط التي يُمكن بموجبها لمنتجي الطاقة استخدام شبكة الكهرباء لبيع الكهرباء مباشرةً للمستهلكين. ويُمثل هذا تحولاً جذرياً عن نموذج المشتري الواحد الحالي، ويُمثل خطوةً مهمةً في جهود مصر لتحرير سوق الكهرباء وتحقيق الهدف المنصوص عليه في قانون الكهرباء لعام ٢٠١٥.
وبحسب البيان، تُعزز هذه الآلية التنافسية في قطاع الكهرباء، وتُوسّع خيارات المستهلكين، وتُشجع الاستثمار الخاص في الطاقة المتجددة، وتُتيح للشركات المصرية، وخاصةً تلك ذات الاستهلاك العالي للطاقة والتركيز على التصدير، إمكانية التعاقد مباشرةً مع مُنتجي الطاقة المتجددة. وتزداد أهمية هذه الميزة لهذه الشركات، إذ يجب عليها إثبات انخفاض البصمة الكربونية لمنتجاتها، مثل الهيدروجين الأخضر المُخصص للتصدير إلى السوق الأوروبية.
وعلاوة على ذلك، وبما أن توليد الكهرباء بموجب هذه العقود يتم تمويله بالكامل من قبل القطاع الخاص، فإن آلية الشراء المباشر للقطاع الخاص تمثل وسيلة مهمة لزيادة إنتاج الكهرباء في مصر دون الحاجة إلى عقود حكومية.
قال مارك ديفيس، المدير الإقليمي للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية لجنوب وشرق البحر الأبيض المتوسط: “هذه الخطوة المهمة دليل واضح على أن وجود إطار تنظيمي سليم قادر على حشد الاستثمارات الخاصة والمساهمة في تحول قطاع الطاقة. ومن خلال تمكين الشركات من شراء الكهرباء الخضراء مباشرة من المنتجين، تفتح مصر آفاقًا جديدة للقطاع وتعزز قدرته التنافسية. ونحن فخورون بدعمنا لهيئة تنظيم الكهرباء المصرية وجهاز حماية المستهلك في تطوير هذه الآلية الرائدة، وسنواصل العمل بشكل وثيق مع شركائنا طوال مرحلة تنفيذ هذه المشاريع”.
صرح محمد موسى عمران، رئيس هيئة الطاقة وحماية المستهلك المصرية، قائلاً: “يُمثل هذا المشروع التجريبي خطوةً مهمةً نحو تعزيز القدرة التنافسية في سوق الكهرباء المصرية. ومن خلال تمكين العقود المباشرة بين منتجي الكهرباء ومستهلكيها، فإننا نعزز دور القطاع الخاص في تلبية الطلب المتزايد على الطاقة النظيفة في مصر. وهذا أمرٌ بالغ الأهمية لتسريع وتيرة استخدام الطاقة المتجددة على نطاق واسع وتحقيق أهدافنا طويلة المدى في هذا المجال”.
قدم البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية المساعدة الفنية بتمويل من أمانة الدولة السويسرية للشؤون الاقتصادية، وهي شريك رئيسي للبنك في العديد من برامجه واستراتيجياته القائمة لإزالة الكربون من قطاع الطاقة في البلدان التي يعمل فيها.
يجري التنفيذ في إطار برنامج الطاقة المتجددة التابع للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، والذي يدعم حاليًا 16 دولة في تطوير آليات قائمة على السوق لتعزيز الاستثمار الخاص. وحتى الآن، تم تركيب أكثر من 8,500 ميجاواط من الطاقة المتجددة في ثماني دول في إطار هذا البرنامج.