مراتى جابتلى صاحبي وأنا قطعته حتت.. لماذا عاقبت الجنايات عامل “ميت عقبة” بالإعدام مرتين؟

منذ 25 أيام
مراتى جابتلى صاحبي وأنا قطعته حتت.. لماذا عاقبت الجنايات عامل “ميت عقبة” بالإعدام مرتين؟

قدمت محكمة جنح الجيزة أسباب حكمها في القضية رقم 24049 جنايات العجوزة 2023، المقيدة برقم 4756 محكمة شمال الجيزة 2023، والتي قضت بإعدام عامل بمنطقة ميت عقبة شنقًا لقتله صديقه وتقطيع جثته وإلقائها في مقلب قمامة، لمغازلته زوجته والسعي لإقامة علاقة غير شرعية.

في حيثياتها، ذكرت المحكمة أن الواقعة، كما وردت في حكم الإدانة، والمؤكدة من خلال الملفات والتحقيقات، يمكن تلخيصها فيما يلي: كانت هناك علاقة صداقة بين المتهم “عماد ح.” والمجني عليه “عامر ح.”، إلا أن الأخير لم يحافظ على هذه الصداقة وغازل زوجته الثانية “نادية ر.” مما أثار غضب الزوج، الذي تآمر مع زوجته لاستدراج المجني عليه. في يوم الحادثة، قدمت له زوجته عصيرًا كان الزوج قد خلطه بمادة مخدرة. فقد الزوج رباطة جأشه، فقرر التخلص منه. استل سلاحًا أبيض (سكين) وطعنه في رقبته. حاول المجني عليه الهرب، لكنه طعن عدة مرات في أنحاء متفرقة من جسده بقصد قتله. بعد التأكد من وفاته، قام الزوج بتقطيع جثته إلى عدة قطع ووضعها في أكياس بلاستيكية، وحاول إخفاءها في أماكن مختلفة للتخلص منها دون أن يراها أحد.

وأضافت المحكمة أن الأدلة أثبتت صحة الواقعة ضد المتهم “عماد” وزوجته “نادية”. وجاء ذلك بناءً على شهادة نائب مباحث قسم شرطة العجوزة، الذي أكد أن المجني عليه غازل زوجة المتهم وضغط عليها للاتصال به هاتفيًا، مستغلًا علاقتهما وتردده المتكرر على منزلها. رفضت الزوجة وأبلغت زوجها، مما أثار غضب الزوج الذي أراد التخلص من المجني عليها. استدرج المتهم الثاني إلى منزله حيث كانت تقيم المجني عليها، لكنها غادرت، وكان المتهم الأول معه بمفرده. عرض عليه مشروبًا مخدرًا. وعندما ذهب المجني عليه إلى دورة المياه، أخرج سكينًا وطعنه في ساقه من الخلف أسفل الرقبة. ثم طعنه عدة طعنات في أنحاء متفرقة من جسده حتى تأكد من وفاته. ثم أخرج سلاحًا أبيض آخر (بلطة)، ومزق جسده إربًا ووزعه في أكياس بلاستيكية، أعاد توزيعها في أماكن متفرقة.

ذكرت المحكمة أن المتهم اعترف بالحادثة أثناء تحقيقات النيابة العامة. زُعم أنه اعتدى على المجني عليه وطعنه بسكين، ثم قطّع جثته وتخلص من أجزائها في أماكن مختلفة، مبررًا ذلك بدفاعه عن شرفه. وبينما أنكر لاحقًا ارتكابه للحادثة أمام المحكمة، أصرّ المتهمان على إنكارهما، زاعمين عدم توافر أركان القتل العمد أو نية القتل. كما أنكر المتهم الثاني تواجده في مسرح الجريمة.

رأت المحكمة أنه لم يُفرّق بين أقوال المتهم في تقرير التحقيق وأقواله في تقارير الأدلة، إذ كان للقاضي مطلق الحرية في تقييم الأدلة التي يراها صحيحة. وأكدت المحكمة أن الاعتراف دليلٌ للمحكمة تقديره وفقًا لتقديرها الخاص، وليست مُلزمةً بقبوله كما هو، بل عليها استنباط الحقيقة منه.

أفادت المحكمة بأن اعتراف المتهم بالحادثة في ملفات التحقيق ومحضر الجلسة كان مقنعًا، وأن هناك نية مسبقة في ارتكاب الجريمة. وقد طلب المتهم من زوجته استدراج المجني عليه إلى منزله، وحضّر المخدرات، ثم طعنه بسكين، مما يدل على نية مسبقة وسبق إصرار.

وذكرت المحكمة أيضًا أن نية القتل كانت واضحة ليس فقط من مظهر الحادثة، بل أيضًا من ملابساتها والأدلة. وخلصت المحكمة إلى أن المتهم الأول استدرج المجني عليه إلى الشارع بقصد قتله انتقامًا لما فعله بزوجته، فطعنه عدة طعنات، منها طعنة قاتلة في الرقبة.

وجدت المحكمة ثبوت التهم المنسوبة إلى المتهمين، وأن إنكارهما لم يُضعف ثقة المحكمة بالأدلة. وقررت المحكمة بالإجماع إحالة القضية إلى مفتي الجمهورية، الذي أصدر فتوىً بإعدام المتهم الأول. وأيدت محكمة الاستئناف حكم أول درجة الصادر بحق المتهم.


شارك