بعد رحلة بالخيول لـ8 أشهر.. وصول الأسبان الـ 3 لمكة لأداء الحج

منذ 3 شهور
بعد رحلة بالخيول لـ8 أشهر.. وصول الأسبان الـ 3 لمكة لأداء الحج

مع وصول ملايين الحجاج إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، قام فريق صغير من ثلاثة فرسان برحلة غير عادية استغرقت حوالي ثمانية أشهر، متبعين طريق الحج الذي سافره المسلمون الأندلسيون على ظهور الخيل من جنوب إسبانيا إلى المملكة العربية السعودية منذ أكثر من 500 عام.

قطع الفريق، المكون من عبد القادر حركاسي عيدي، وطارق رودريغيز، وعبد الله رافائيل هيرنانديز مانشا، مسافة تقارب 6500 كيلومتر من أكتوبر 2024 حتى قبيل موسم الحج 2025. انضم إليهم محمد مصباحي في البداية، لكن طبيبًا بيطريًا نصحهم بسحب حصانين.

واصل الفريق توثيق رحلتهم على إنستغرام. قال عبد القادر حركاسي عيدي، أحد منظمي الرحلة من المملكة العربية السعودية: “كان حلمًا تحقق”.

ويأتي الإلهام من صديق هاركاسي عيدي، هيرنانديز مانشا، وهو مدرس اللغة الإسبانية الذي وعد نفسه قبل 36 عامًا بأنه إذا نجح في امتحانه المهم، فسوف يعتنق الإسلام ويذهب إلى الحج على ظهور الخيل، اقتداءً بأسلافه الأندلسيين.

بدأت الرحلة رسميًا في مسجد أندلسي عتيق بقرية ألوناستري لا ريال جنوب إسبانيا، حيث استقبلهم المسلمون الإسبان بحفاوة بالغة. تدرب الفرسان لمدة أربع سنوات على الخيول العربية من سلالة خوزستان، المعروفة بقوتها وقدرتها على التحمل.

صورة 1 رحلة إسبان إلى مكة

وعلى الرغم من التحديات المالية، حيث نفدت أموالهم بعد عبور شمال إسبانيا، واصل الفريق رحلته، وقاموا بالتخييم والطهي لأنفسهم، وقطعوا حوالي 40 كيلومترًا كل يوم.

في فرنسا وإيطاليا، لجأوا إلى إسطبلات ركوب الخيل لأن الطرق المعبدة تُرهق الخيول. وفي مدينة فيرونا الإيطالية، تبرع مؤثر سعودي لحملة تبرعات، مما ساعد في تجاوز فصول الشتاء القاسية في سلوفينيا وكرواتيا.

خلال جولتهم في البلقان، حظي الفريق بحفاوة الاستقبال في دول مثل البوسنة والهرسك. وفي سراييفو، استقبلتهم السلطات الدينية، وشهدوا احتفالاتٍ ضخمة في المدن التي مروا بها. وفي صربيا، اكتشفوا مجتمعًا مسلمًا نابضًا بالحياة في نوفي بازار.

صورة 2 رحلة إسبان إلى مكة

عند وصولهم إلى تركيا، التقى الفريق بخيولهم، وشابهت الاحتفالات تجمعات قوافل الحج التقليدية في إسطنبول، حيث استقبلهم المسؤولون والمواطنون بحفاوة بالغة. وبدأت رحلتهم إلى تركيا مع بداية شهر رمضان.

رغم المخاوف الأولية، عبروا سوريا بسلام. هناك، شاهدوا الدمار وسمعوا قصصًا كثيرة، لكنهم استُقبلوا بحفاوة في كل مكان. من دمشق، سافروا إلى القدس، ثم إلى الأردن قبل أن يصلوا إلى صحراء السعودية.

صورة 3 رحلة الإسبان لمكة

في السعودية، واجهوا في البداية تحديات لوجستية، إذ طلبت منهم السلطات ترك خيولهم في إحدى بلدات الرياض ومواصلة رحلتهم جوًا إلى المدينة المنورة. إلا أنهم استُقبلوا في المدينة المنورة بحفاوة بالغة، واستقبلهم أميرها استقبالًا رسميًا.

وصف الفريق الرحلة بالمعجزة، وأعربوا عن فخرهم بتمثيل المسلمين الإسبان حول العالم. كما اعتبروا رحلتهم إنجازًا بارزًا في عالم الفروسية، إذ يُعدّ قطع مسافة 6500 كيلومتر على ظهور الخيل في غضون ستة إلى سبعة أشهر معجزة.

صورة 4 رحلة إسبان إلى مكة

في نهاية الرحلة، عاد الفرسان جوًا إلى إسبانيا، تاركين خيولهم في المملكة العربية السعودية. وصفت هركاسي عيدي هذا بأنه “الجزء المحزن” من القصة، وأكدت التزامها بالحفاظ على سلالات الخيول التي رافقوها.

قالت هركاسي عيدي إنهم تعلموا في هذه الرحلة، من بين أمور أخرى، أهمية النوايا الصادقة والصبر والتوكل على الله لتحقيق الأهداف. وأضافت: “عندما تكون النية واضحة، يجب على المرء أن يكون ملتزمًا، صبورًا في مواجهة الصعوبات، شاكرًا عند تحسن الأمور. مع النوايا الصادقة والصادقة، كل شيء ممكن”.


شارك