مصر تطلق مبادرة لتسريع تبني الذكاء الاصطناعي في القطاعات الحيوية بالتعاون مع أمريكا

عمرو طلعت: الاستثمار في تحسين القدرات الرقمية للدولة وتبني الذكاء الاصطناعي لبناء مصر الرقمية. – 180% نمواً في عدد شركات التعهيد العاملة في مصر منذ 2021.. و80% زيادة في صادرات خدمات التعهيد خلال ثلاث سنوات. طلعت يشهد توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وشركة IBM لتدريب 100 ألف متدرب في مجال الذكاء الاصطناعي على مدى خمس سنوات.
أكد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن مصر تواصل جهودها للاستثمار في تحسين قدراتها الرقمية وتبني التقنيات الجديدة، وخاصة الذكاء الاصطناعي، من خلال تنفيذ استراتيجية متكاملة لبناء مصر الرقمية. وأضاف أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أصبح أحد الركائز الأساسية للنمو الاقتصادي في مصر، مشيراً إلى أن هذا القطاع هو أسرع القطاعات نمواً في البلاد بمعدل نمو سنوي يصل إلى 16%. لقد تضاعفت مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي خلال السنوات السبع الماضية، حيث ارتفعت من 3.2% إلى 6%. جاء ذلك في كلمة الدكتور عمرو طلعت خلال مشاركته في جلسة بعنوان “تسريع التحول الرقمي في مصر من خلال الذكاء الاصطناعي لتحقيق النمو الاقتصادي” ضمن فعاليات منتدى قادة السياسات المصرية الأمريكية 2025. وحضر الحفل السيد عمر مهنا، رئيس غرفة التجارة الأمريكية بالقاهرة، إنجلترا. أحمد الظاهر الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “إيتيدا”، وأعضاء غرفة التجارة الأمريكية ومجلس الأعمال المصري الأمريكي، وعدد من المديرين التنفيذيين لشركات التكنولوجيا العالمية.
وأضاف الدكتور عمرو طلعت أن المواطن هو محور الاستراتيجية الرقمية لمصر. وتهدف إلى تمكينهم من الوصول إلى الخدمات الرقمية وتطوير مهاراتهم الرقمية بما يؤهلهم للحصول على فرص عمل متميزة. وإذ نذكّر بأن هناك مجموعة واسعة من برامج بناء القدرات الرقمية المتاحة، والتي تستهدف جميع المواطنين من جميع الأعمار؛ التوضيح: ارتفع عدد المتدربين من 4000 في عام 2018 إلى 500000 متدرب سنويًا حاليًا. مؤكداً التزام الوزارة بتوفير برامج تعليمية متطورة لتدريب الكوادر الرقمية المتخصصة من خلال إنشاء مدارس “WE” للتكنولوجيا التطبيقية والتي يبلغ عددها حتى الآن نحو 19 مدرسة بمختلف المحافظات، وكذلك من خلال إنشاء الجامعة المصرية لعلوم الحاسب في مدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة، أول جامعة في أفريقيا متخصصة في الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات؛ وأشار إلى أن هناك جهوداً تبذل حالياً من أجل خلق بيئة محفزة للابتكار الرقمي وريادة الأعمال في جميع أنحاء الدولة. وسيتم تحقيق ذلك من خلال توسيع مراكز الابتكار الرقمي في مصر، والتي يبلغ عددها حاليًا نحو 24 مركزًا في 20 محافظة.وأكد الدكتور عمرو طلعت أن المزايا التنافسية التي تتمتع بها مصر جعلتها مركزاً عالمياً لتصدير خدمات التعهيد، وهو ما عزز ثقة الشركات العالمية في توسيع استثماراتها في مصر. توضيح: ارتفع عدد الشركات العاملة في قطاع التعهيد في مصر بنسبة 180% منذ عام 2021، من 64 شركة إلى أكثر من 180 شركة، والتي أنشأت أكثر من 200 مركز خدمة تعهيد. كما ارتفعت صادرات خدمات الاستعانة بمصادر خارجية بنسبة 80% خلال ثلاث سنوات. – التأكيد على اهتمام الحكومة بتوطين صناعة الإلكترونيات من خلال تهيئة البيئة المشجعة للشركات على الاستثمار في هذا القطاع في مصر؛ وأشار إلى أن هناك حاليا تسع شركات لتصنيع الهواتف المحمولة في مصر، وأن الهدف هو إنتاج أكثر من تسعة ملايين هاتف محمول العام الجاري، وتحقيق قيمة مضافة محلية تتجاوز 40%.وأوضح الدكتور عمرو طلعت أن أكثر من 90% من حركة البيانات بين آسيا وأوروبا تمر عبر مصر. تمر عبر مصر عشرون كابلًا بحريًا دوليًا، بما في ذلك خمسة كابلات قيد الإنشاء، وعشر محطات هبوط. ومن المقرر إنشاء محطتين هبوط إضافيتين خلال العام المقبل. وأشار إلى الجهود المبذولة لتوسيع البنية التحتية الرقمية في جميع أنحاء البلاد من خلال توسيع كابلات الألياف الضوئية وبناء أبراج الهاتف المحمول.وأشار الدكتور عمرو طلعت إلى أن التحول الرقمي يعد أحد المحاور الرئيسية لبناء مصر الرقمية. وأوضح أنه تم توفير أكثر من 200 خدمة حكومية رقمية للمواطنين، ويجري تنفيذ العديد من المشاريع التي تهدف إلى رقمنة العمليات الحكومية، ومنها مشروع رقمنة منظومة التأمين الصحي الشامل، وأتمتة نظام حيازة الأراضي الزراعية. – شرح الجهود المبذولة لوضع الإطار القانوني واعتماد السياسات اللازمة لتحقيق حوكمة الشركات الفعالة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.وأشار الدكتور عمرو طلعت إلى جهود الدولة في تحسين استخدام الذكاء الاصطناعي من خلال تطبيق الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي التي تم إطلاق النسخة الأولى منها عام 2019، واستمرار هذه الجهود من خلال النسخة الثانية من الاستراتيجية التي تم إطلاقها مطلع العام الجاري. موضحا أن النسخة الثانية من الاستراتيجية تهدف إلى بناء صناعة الذكاء الاصطناعي مدعومة بالحوكمة والتكنولوجيا والبيانات والبنية الأساسية والنظام البيئي والمهارات لضمان استدامتها وتنافسيتها ودفع عجلة التنمية في مصر؛ وأوضح أنه يتم حالياً تنفيذ عدد من المشاريع لتطوير تطبيقات باستخدام الذكاء الاصطناعي وبالتالي تقديم حلول مبتكرة في قطاعات عديدة. وشملت هذه التطورات تطبيقات الترجمة الآلية، وتطوير النظام القانوني، والكشف المبكر عن مجموعة من الأمراض، واستخدام صور الأقمار الصناعية لتحديد حدود الأراضي الزراعية وتكوين الأراضي الزراعية.
واستعرض الدكتور عمرو طلعت أهم التطورات التي أظهرتها مؤشرات قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والتي تعكس النمو السريع للقطاع. حصلت مصر على تصنيف A في مؤشر جاهزية الحكومة الرقمية للبنك الدولي، كما حصلت على تصنيف “متقدم” في مؤشر الأداء التنظيمي للاتصالات التابع للاتحاد الدولي للاتصالات. وتتصدر مصر أيضًا القارة في متوسط سرعة الإنترنت عبر الخطوط الثابتة، كما تعد أسعار خدمة الإنترنت عبر الخطوط الثابتة في مصر ثاني أقل الأسعار في أفريقيا. وحسّنت مصر ترتيبها بواقع 46 مركزاً في مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي بين عامي 2019 و2024، كما أنها من بين الدول الثلاث الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حيث بيئتها الداعمة لنمو الشركات الناشئة وريادة الأعمال.
تعزيز جهود الدولة في تنمية المهارات المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي؛ وخلال المنتدى شهد الدكتور عمرو طلعت توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وشركة آي بي إم. ويهدف الاتفاق إلى التعاون في تدريب وتأهيل 20 ألف متدرب سنويا، أي ما مجموعه 100 ألف متدرب على مدى خمس سنوات، فضلا عن التعاون في تعزيز الاستخدام المسؤول للتكنولوجيا. تم التوقيع على مذكرة التفاهم من قبل المهندس. تم التوقيع. المهندس رأفت هندي نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتطوير البنية التحتية التكنولوجية والتحول الرقمي، والمهندس. مروة عباس، المدير العام لشركة IBM شمال شرق أفريقيا. بحضور السيد سعد توما المدير العام لشركة IBM في الشرق الأوسط وأفريقيا.وتنص مذكرة التفاهم على توفير تدريب متخصص من خلال IBM SkillsBuild، وهي منصة تعليمية مجانية مصممة لتسهيل الوصول إلى المهارات التقنية والمهنية اللازمة في سوق العمل المستقبلي من خلال مسارات تعليمية أساسية ومتقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى دورة في الحوسبة الكمومية. وتقدم المنصة للمتدربين مؤهلات رقمية معترف بها في مجالات ذات طلب مرتفع مثل الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات والأمن السيبراني.يستهدف برنامج التدريب جمهورًا واسعًا، بما في ذلك الطلاب وطالبي العمل والمهنيين العاملين، ويقدم موارد متخصصة للإرشاد المهني والإعداد المهني والمشاريع العملية. وستدعم وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات هذا التعاون من خلال توفير فرص التدريب، وتنسيق اختيار المجموعات والأفراد المؤهلين – مثل المواهب الشابة والمطورين والموظفين المدنيين وموظفي القطاعين العام والخاص والفنيين والخبراء – للمشاركة في ورش العمل وبرامج التدريب، ودمج شركة آي بي إم في الفعاليات الوطنية الرئيسية حول الذكاء الاصطناعي.وتنص مذكرة التفاهم أيضًا على أن تساهم شركة IBM في تبادل المعرفة ونقل أفضل الممارسات العالمية بشأن أحدث اتجاهات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتطبيقاتها المتقدمة في مختلف القطاعات، بالإضافة إلى رفع الوعي بالميثاق المصري للذكاء الاصطناعي المسؤول.وفي هذا السياق؛ وأكد الدكتور عمرو طلعت أن هذا التعاون يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق أحد الأهداف الرئيسية للاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي، وهو توسيع قاعدة المهارات والكفاءات والخبرات المحلية في مجال الذكاء الاصطناعي، ومن ثم تعزيز الجهود الرامية إلى تعظيم إمكانات تقنيات الذكاء الاصطناعي في تعزيز عملية التحول الرقمي وتحقيق النمو الاقتصادي. وأضاف أن هذا التعاون يأتي في إطار التزام وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ببناء شراكات استراتيجية مع كبرى شركات التكنولوجيا العالمية والاستفادة من خبراتها في تدريب الكوادر المتخصصة في الذكاء الاصطناعي بالمهارات الرقمية اللازمة لمواكبة التطورات التكنولوجية وتلبية متطلبات سوق العمل المستقبلية.أوضحت المهندسة مروة عباس: “تعكس هذه المذكرة التزام IBM المستمر بدعم التحول الرقمي في مصر. ومن خلال منصة IBM SkillsBuild، نعمل على سد فجوة المهارات الرقمية، وتمكين الشباب، وتعزيز ممارسات الذكاء الاصطناعي الأخلاقية والمسؤولة. ونعمل بشكل وثيق مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لبناء مستقبل رقمي أكثر مرونة واستدامة، قائم على الابتكار وتنمية المواهب الوطنية.”
وأعلن المنتدى أيضًا عن مبادرة لتسريع تبني الذكاء الاصطناعي في القطاعات الرئيسية وتمكين مصر من أن تصبح رائدة في تطبيق التقنيات الحديثة. ويتم تنفيذ هذه المبادرة بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والوزارات ذات الأولوية ذات الصلة وغرفة التجارة الأمريكية في مصر وشركات التكنولوجيا الأمريكية ومجتمع الأعمال المصري والأمريكي المهتم بالذكاء الاصطناعي. يركز عمل المبادرة على التعاون في دعم الشركات الناشئة من خلال التمويل والتوجيه والتواصل مع المستثمرين، فضلاً عن تعزيز الابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي. وتشمل المبادرة أيضًا التعاون في بناء القدرات الرقمية من خلال تطوير وإعداد برامج تدريبية، ودمج الذكاء الاصطناعي في التعليم، وتبادل الخبرات الدولية في هذا المجال. ويتضمن ذلك تحسين التعاون بين القطاعين العام والخاص لتنفيذ مشاريع تجريبية مشتركة ورصد نتائجها. وبالإضافة إلى ذلك، سيتم إنشاء شراكات بين الشركات من مختلف القطاعات لتطوير حلول مبتكرة. وتهدف المبادرة أيضًا إلى تنظيم حملات توعية حول فوائد ومخاطر الذكاء الاصطناعي. كما نساهم في حوكمة الذكاء الاصطناعي من خلال تنظيم المنتديات وورش العمل لإنشاء أطر أخلاقية وقانونية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في مصر. وسيتم تشكيل لجنة تنفيذية للمبادرة تضم كافة الشركاء. وسوف تجتمع اللجنة بشكل منتظم لضمان الرصد المستمر وتنسيق التنفيذ.