وزير الاستثمار: إطلاق المنصة المؤقتة للتراخيص الاستثمارية خلال الأيام القادمة

منذ 2 شهور
وزير الاستثمار: إطلاق المنصة المؤقتة للتراخيص الاستثمارية خلال الأيام القادمة

أعلن وزير الاستثمار والتجارة الخارجية حسن الخطيب، أنه سيتم إطلاق منصة التراخيص الاستثمارية المؤقتة خلال الأيام المقبلة. وستضم المنصة في مرحلتها الأولى 389 خدمة وترخيصاً إلكترونياً. وفي مرحلة لاحقة، سيتم إطلاق منصة “الكيانات الاقتصادية”، التي تغطي دورة حياة المشروع بأكملها، من الفكرة إلى الترخيص والتشغيل.

جاء ذلك خلال مشاركته في منتدى الأعمال المصري الأمريكي الذي نظمته غرفة التجارة الأمريكية، وحضره عدد من قيادات الشركات الأمريكية الكبرى العاملة في مصر والمنطقة، إلى جانب عدد من المسؤولين الحكوميين وممثلي القطاع الخاص.

وأكد الوزير أن هذا المنتدى يمثل منصة مهمة لتعزيز الشراكة الاقتصادية بين مصر والولايات المتحدة وبناء جسور جديدة للتعاون في مواجهة التغيرات العالمية المتسارعة. وأوضح أن مصر شهدت نقلة نوعية في تطوير البنية التحتية خلال العقد الماضي، بما في ذلك إنشاء المدن الجديدة، وشبكات الطرق، والموانئ والمطارات، فضلاً عن مشاريع الطاقة وغيرها، مما ساهم في خلق بيئة أكثر تنافسية وجاذبية للاستثمار المحلي والأجنبي.

وأكد الخطيب أن الوضوح والاستقرار في السياسات الاقتصادية الكلية يشكلان ركيزة أساسية لرؤية الحكومة لجذب الاستثمار، موضحاً أن الدولة تعمل حالياً على تنفيذ حزمة من الإصلاحات المالية والنقدية والتجارية تهدف إلى ضمان الشفافية وتعزيز النمو. وأعلن الخطيب أنه تم لأول مرة إنجاز حصر شامل لجميع الرسوم والأعباء المالية المفروضة على المستثمرين دون إعفاء ضريبي. ويهدف ذلك إلى تخفيف الأعباء وتحسين الحوكمة والشفافية.

وأشار الوزير إلى أن هذا الإصلاح سيتم على مرحلتين، المرحلة الأولى ستعالج الأعباء التي تتحملها كافة القطاعات مثل مساهمات صندوق التدريب والتأهيل التي تغيرت نسبتها من واحد في المائة من صافي الربح إلى ربع في المائة من الحد الأدنى للأجور التأمينية بموجب قانون العمل الذي أقر مؤخرا. وتندرج المساهمة التضامنية أيضاً ضمن هذه المرحلة، حيث قرر مجلس الوزراء عدم احتسابها من الإيرادات، بل من الأرباح الصافية. ونحن الآن في نقاشات مع الجهات المعنية لتحديد النسبة المناسبة والإعلان عنها في أقرب وقت.

وأضاف الخطيب أن المرحلة الثانية تهدف إلى إعادة تنظيم وتخفيف الأعباء المالية غير الضريبية، وإعادة هيكلة العلاقات المالية بين الدولة والمستثمر، وتوضيح حقوق المستثمر والتزاماته تجاه الدولة خلال فترة الاستثمار.

وفيما يتعلق بالتجارة الخارجية أكد الخطيب أن الحكومة تهدف إلى مضاعفة الصادرات لتحقيق مساهمة قدرها 20 بالمئة في الناتج المحلي الإجمالي. وأشار إلى التعاون الجاري مع وزارة المالية لتسريع التخليص الجمركي من 14 يوماً إلى يومين فقط بنهاية عام 2025، وذلك من خلال تنفيذ 29 إجراءً مشتركاً لتحسين كفاءة سلاسل التوريد وتسهيل تدفق التجارة.

وأكد الخطيب أن الحكومة تبذل جهودا متواصلة لإزالة كافة العوائق غير الجمركية التي من شأنها أن تعيق التجارة. كما تعمل على تسهيل الإجراءات بما يتوافق مع المعايير الدولية وبالتالي تحسين انسيابية حركة البضائع.

وأشار الوزير إلى أنه تم مؤخرا اعتماد معايير السلامة الأمريكية للسيارات المستوردة، وهو ما سيعطي للمستهلكين خيارات أكثر ويسهل دخول العلامات التجارية العالمية إلى السوق. بالإضافة إلى ذلك، تم اتخاذ عدد من التدابير التنظيمية المتعلقة بشهادة الحلال. وكان من أهم هذه القرارات: رحب العديد من شركاء مصر التجاريين بإلغاء شرط الحصول على شهادة الحلال لواردات الحليب ومنتجات الألبان وفقاً للمعايير الدولية. وبالإضافة إلى ذلك، تُبذل الجهود لتمكين الشركات الجديدة من التقدم بطلبات الحصول على شهادة الحلال، وهو ما يهدف إلى زيادة القدرة التنافسية وضمان خفض التكاليف.

وأضاف الخطيب أنه يتم حالياً دراسة تخفيض رسوم تقييم المطابقة للمنتجات والمنشآت الغذائية، بما يخفف العبء على المصدرين في السوق المصرية ويعزز التجارة العادلة.

وأوضح الوزير أنه يتم حالياً إعداد استراتيجية شاملة لتعزيز دور صندوق مصر السيادي ونقل حزمة من أصول الدولة إليه. ويهدف ذلك إلى تعظيم العائد على الأصول الحكومية وتحقيق قيمة اقتصادية ملموسة. وأشار إلى أن صندوق الثروة السيادية سيلعب دوراً محورياً في إدارة محفظة الأصول العامة وتعظيم العوائد التي تحققها. وسلط الوزير الضوء على العديد من المزايا التنافسية التي تتمتع بها مصر، بما في ذلك موقعها الجغرافي الفريد الذي يربط بين ثلاث قارات، واتفاقيات التجارة الحرة مع أكثر من 70 دولة، والبنية التحتية الحديثة، والقوى العاملة الشابة المتعلمة التي يزيد عددها عن 31 مليون شخص.

وتناول الخطيب عدداً من قصص النجاح للشركات الأمريكية العاملة في مصر والتي قامت بتوسيع استثماراتها مؤخراً. وأكد أن هذه النماذج تعكس ثقة المستثمرين في السوق المصرية وتسلط الضوء على الفرص الواعدة الموجودة في مختلف القطاعات.

وحث الوزير الشركات الأميركية على زيادة استثماراتها في مصر والاستفادة من الحوافز التنافسية والإصلاحات الجارية. وأكد استعداد الحكومة لمواصلة الحوار مع المستثمرين ومعالجة كافة التحديات التي تواجههم بما يضمن بيئة أعمال مستقرة ومستدامة.


شارك