محللون: المركزي حذِر في خفض الفائدة مع استمراره في سياسة التيسير النقدي

وانخفضت أسعار الفائدة على الشهادات وبعض منتجات الائتمان ذات الأسعار المتغيرة بنسبة 1%. حسن: القطاع العقاري هو المستفيد الأكبر من انخفاض أسعار الفائدة. الشافعي: الميزانية العامة قد تستفيد من خفض محدود
وعزا العديد من المحللين الاقتصاديين قرار البنك المركزي بخفض سعر الفائدة الرئيسي بنسبة 1% إلى استمراره في التيسير النقدي الحذر، والذي بدأه الشهر الماضي، خاصة في ظل ارتفاع التضخم لحماية الاستثمار الأجنبي في أوراق الدين.
وفي الاجتماع الثالث للجنة السياسة النقدية هذا العام، خفض البنك المركزي المصري أسعار الفائدة على الودائع والقروض للمرة الثانية على التوالي، لتنخفض من مستوياتها المرتفعة.
وقال محمد حسن العضو المنتدب لشركة ألفا لإدارة الاستثمارات المالية إن قرار خفض سعر الفائدة الرئيسي بنسبة 1% يأتي ضمن استراتيجية البنك المركزي للتيسير النقدي. ومع ذلك، تظل الخطوة متحفظة للحفاظ على جاذبية الاستثمار الأجنبي في أذون وسندات الخزانة المصرية، خاصة في ظل الانخفاض المؤقت لقيمة الدولار.
وتوقع حسن أن يواصل البنك المركزي خفض أسعار الفائدة تدريجيا بنسب تتراوح بين 1 و2% في الاجتماعات المقبلة، بحيث يصبح إجمالي الخفض المتوقع في عام 2025 ما بين 6 و8%.
وأشار إلى أن أسعار الفائدة الحقيقية ظلت مرتفعة مع انخفاض التضخم إلى 13.9%، وهو ما يتوافق مع سعر فائدة حقيقي يزيد على 10%.
وأوضح أن خفض أسعار الفائدة من شأنه أن يساعد في تخفيف أعباء الديون الحكومية ومساعدة الشركات على زيادة اقتراضها وإنتاجها. وهذا أيضاً له تأثير إيجابي على القطاع العقاري، الذي يعتبر المستفيد الأكبر من خفض أسعار الفائدة نتيجة زيادة خيارات التمويل وعدد المستثمرين. وتوقع أيضاً أن يكون للقرار تأثير إيجابي على سوق الأسهم، حيث ترتبط معدلات نمو السوق عادة بانخفاض أسعار الفائدة، كما أن الفجوة المتزايدة بين التضخم وأسعار الفائدة الحقيقية لا تعد مؤشراً إيجابياً للسوق المالية.
ويأتي التيسير النقدي الحالي بعد أن رفع البنك المركزي المصري أسعار الفائدة بإجمالي 1900 نقطة أساس من مارس/آذار 2022 إلى مارس/آذار 2024.
وفي العام الماضي، عقد البنك المركزي ثمانية اجتماعات بشأن أسعار الفائدة، وقرر في ستة اجتماعات متتالية الإبقاء على أسعار الفائدة على الودائع والإقراض لليلة واحدة وسعر الفائدة الرئيسي للبنك المركزي عند 27.25% و28.25% و27.75% على التوالي، بعد زيادات كبيرة في أسعار الفائدة بلغت 800 نقطة أساس في شهري فبراير ومارس.
ووصف مصطفى شفيع، رئيس قسم الأبحاث في العربية أونلاين، خفض أسعار الفائدة بنسبة 1% بأنه “خفض حذر”، مشيرا إلى أن العائدات الحقيقية تظل إيجابية.
وأوضح الشافعي أن الظروف العالمية والإقليمية تتطلب اتباع نهج متوازن في خفض أسعار الفائدة، خاصة في ظل ارتفاع معدلات التضخم. ويتوقع أن يرتفع معدل التضخم في المدن إلى 14.5 بالمئة في مايو/أيار المقبل.
وأظهرت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، ارتفاع معدل التضخم السنوي على مستوى الجمهورية إلى 13.5% في أبريل 2025، مقارنة بـ13.1% في مارس. وارتفع المعدل الشهري بنسبة 1.3% في أبريل.
وأشار الشافعي إلى أن الميزانية الإجمالية قد تستفيد من الخفض، ولكن بدرجة محدودة، خاصة وأن نسبة التراجع كانت معتدلة.
قال أحمد معطي الرئيس التنفيذي لشركة في إي للاستثمارات إن خفض البنك المركزي لأسعار الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس يأتي في ظل استمرار الضغوط التضخمية المحدودة على جانب الطلب، والاتجاه النزولي المتوقع للتضخم، وتعافي النشاط الاقتصادي. ومن المتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5%، مقارنة بـ4.3% في الربع الرابع من عام 2024.
وأوضح معطي أن التضخم السنوي سينخفض بشكل حاد في الربع الأول من عام 2025 نتيجة تراجع الضغوط التضخمية. ويمثل هذا مؤشرا إيجابيا على إمكانية استمرار سياسة خفض أسعار الفائدة مستقبلا، في ظل وجود تفاؤل بشأن استمرار انخفاض معدلات التضخم.
قررت لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري خلال اجتماعها مساء اليوم الخميس، خفض سعري عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة، وسعر الفائدة الرئيسي بالبنك المركزي بواقع 100 نقطة أساس إلى 24.00%، و25.00%، و24.50%، على التوالي.
وجاء قرار اللجنة بعد أن خفض البنك المركزي سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 225 نقطة أساس من أعلى مستوى له على الإطلاق في اجتماع لجنة السياسة النقدية السابق في أبريل، وهي المرة الأولى منذ أكثر من أربع سنوات ونصف.
وفي البيان المرافق لقرار يوم الخميس، قال البنك المركزي إن المخاطر الصعودية على توقعات التضخم “تراجعت مقارنة باجتماع لجنة السياسة النقدية في أبريل، نظرا لتخفيف التوترات التجارية، وتطورات أسعار الصرف الأخيرة، وعودة مؤشر المخاطر إلى مستواه المعتاد، مما يسمح باستمرار دورة التيسير النقدي التي بدأت في الاجتماع السابق للجنة”.
وأضاف البنك المركزي أن قراره بخفض أسعار الفائدة “يحقق التوازن بين التحوط ضد المخاطر القائمة وإيجاد مساحة لاستمرار دورة التيسير النقدي، مع دعم الاتجاه النزولي للتضخم خلال أفق التوقعات”.
وفي السياق ذاته، تم خفض أسعار الفائدة على الشهادات ذات العائد المتغير وبعض المنتجات الائتمانية المرتبطة بأسعار الفائدة الأساسية للبنك المركزي تلقائياً بنسبة 1%، وذلك عقب قرار البنك المركزي خفض أسعار الفائدة الأساسية بنفس النسبة.