“إطلاق النار بجنين.. 7 دول أوروبية تستدعي سفراء إسرائيل للتوبيخ

منذ 2 شهور
“إطلاق النار بجنين.. 7 دول أوروبية تستدعي سفراء إسرائيل للتوبيخ

وعلى الساحة الدبلوماسية الدولية، شهدنا تصعيدا غير مسبوق للتوترات بين إسرائيل وعدد من العواصم العالمية في الأيام الأخيرة. وفي وقت سابق، بتاريخ 21/5/2025، أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي النار تحذيرياً على وفد دبلوماسي يضم ممثلين لأكثر من عشرين دولة أثناء زيارته لمخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية.

وأثارت هذه الحادثة موجة من الغضب والإدانة الدولية، ما دفع عدة دول إلى استدعاء سفرائها من إسرائيل، واحتجاجات رسمية واسعة النطاق.

وبدأت الأزمة عندما أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي “طلقات تحذيرية” في الهواء أثناء مرور وفد دبلوماسي رسمي، ضم سفراء ودبلوماسيين من دول أوروبية وعربية وآسيوية، بالإضافة إلى ممثلين عن الاتحاد الأوروبي، في محيط مخيم جنين للاجئين.

وبحسب الادعاءات الإسرائيلية، فإن الوفد انحرف عن المسار المتفق عليه مسبقاً ودخل إلى منطقة لم ينسق معها. وبعد ذلك أطلق الجنود النار في الهواء لصدهم. ورغم أن الحادث لم يسفر عن إصابات أو أضرار مادية، إلا أن رمزية الحدث وأهميته الدبلوماسية أثارت ردود فعل قوية في العديد من العواصم الأوروبية والعربية.

واتفقت الدول التي شارك ممثلوها في الوفد على أن الحادث يشكل انتهاكا صارخا للأعراف والقوانين الدولية التي تضمن الحصانة والحماية للدبلوماسيين. وأصدرت وزارات خارجية عدة دول بيانات إدانة واستنكار، وتم استدعاء السفراء الإسرائيليين للإدلاء بتصريحات رسمية أو تقديم احتجاجات شديدة اللهجة.

وكانت فرنسا من أوائل الدول التي أعلنت استدعاء السفير الإسرائيلي من باريس. ووصفت الحادثة بأنها “غير مقبولة”، وطالبت بتوضيحات رسمية، وأعربت عن دعمها الكامل لموظفيها الدبلوماسيين الذين كانوا جزءًا من الوفد.

كما أعربت بلجيكا عن صدمتها العميقة إزاء إطلاق النار على أحد دبلوماسييها، ودعت إسرائيل إلى تقديم تفسير مقنع لملابسات الحادث. واستدعت كندا أيضا السفير الإسرائيلي في أوتاوا. وأكد رئيس الوزراء الكندي أن الحادث “غير مقبول على الإطلاق” ودعا إلى إجراء تحقيق فوري وشفاف.

أعربت أيرلندا عن استيائها الشديد ووصفت الحادث بأنه “عمل عدائي ومرعب”، وأكدت أنها ستطالب إسرائيل بضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث. كما أدانت إيطاليا وإسبانيا الحادث بشدة، واستدعت سفيريهما الإسرائيليين وطالبتا بإجراء تحقيق فوري.

وأدانت النرويج بشدة هذه الحادثة وأكدت أنها تشكل انتهاكا واضحا للقانون الدولي. ودعت البلاد إسرائيل إلى ضمان حماية الدبلوماسيين.

أدانت ألمانيا ما اعتبرته “هجوما غير مبرر” على دبلوماسييها، وأكدت أن إطلاق النار على وفد دبلوماسي أمر غير مقبول على الإطلاق.

وبالإضافة إلى ذلك، استدعت البرتغال وهولندا والمملكة المتحدة واليابان والهند والأردن والمغرب والبرازيل وروسيا والصين السفراء الإسرائيليين أو قدمت احتجاجات رسمية بسبب مشاركة دبلوماسييها في الوفد أو تضامنا مع البلدان المعنية.

موقف الاتحاد الأوروبي

أصدر الاتحاد الأوروبي بيانا شديد اللهجة على لسان ممثلة السياسة الخارجية كايا كلاس. وأكدت أن “أي تهديد لحياة الدبلوماسيين أمر غير مقبول”. وطالبت إسرائيل بفتح تحقيق فوري ومحاسبة المسؤولين عن هذا الحادث. ودعت الأمم المتحدة أيضا إلى إجراء تحقيق شفاف، وشددت على ضرورة احترام الحصانة الدبلوماسية وضمان حرية حركة الدبلوماسيين في الأراضي الفلسطينية.

وفي تطور متصل، اتخذت الأزمة منعطفا آخر عندما أعلنت إسرائيل أنها ستستدعي سفرائها من أيرلندا والنرويج وإسبانيا. ولم يكن هذا بسبب حادثة جنين على وجه التحديد، بل كان رد فعل على إعلان الدول الثلاث أنها ستعترف رسميا بدولة فلسطين في 28 مايو/أيار 2025. وقد أدى هذا التصعيد المتبادل إلى تفاقم التوترات الدبلوماسية بين إسرائيل والعديد من العواصم الأوروبية وألقى بظلاله على المواقف الدولية تجاه السياسة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.

إن حادثة إطلاق النار ضد الوفد الدبلوماسي في جنين تشكل سابقة خطيرة في العلاقات الدبلوماسية الدولية. ولم تقتصر ردود الفعل على الإدانة بل اتخذت أشكالا عملية مثل استدعاء السفراء والتهديد بقطع العلاقات الدبلوماسية. وسلطت الحادثة الضوء أيضا على التوترات المتزايدة بين إسرائيل والمجتمع الدولي، خاصة في ظل الانتقادات المتزايدة لسلوك جيش الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.


شارك