إعلام عبري: شركة أمريكية ستوزع مساعدات غزة عبر موظفين مسلحين

منذ 2 شهور
إعلام عبري: شركة أمريكية ستوزع مساعدات غزة عبر موظفين مسلحين

مخاوف من طرد المواطنين من شمال قطاع غزة إلى جنوبه بحجة تقديم المساعدات

وذكرت صحيفة عبرية يوم الاثنين أن شركة تابعة لـ”صندوق إنساني” أسسه المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف ستبدأ توزيع المساعدات على الفلسطينيين في قطاع غزة الأسبوع المقبل في ظل الحصار الإسرائيلي الخانق، باستخدام أفراد مسلحين ومدربين على القتال.

وأثارت هذه الخطوة مخاوف واسعة النطاق من أن إسرائيل قد تحاول مرة أخرى دفع الفلسطينيين نحو الجنوب من خلال السيطرة على طرق المساعدات من شمال غزة.

وفي وقت سابق من مساء السبت، وافقت الحكومة الأمنية على إدخال مساعدات إنسانية إلى غزة بشكل فوري. توقفت الحرب في قطاع غزة منذ أكثر من شهرين منذ استئنافها بسبب الضغوط الأميركية القوية على تل أبيب. منذ الثاني من مارس/آذار، أغلقت تل أبيب المعابر أمام المساعدات الإنسانية المخزنة على الحدود، مما أدى إلى انزلاق غزة، موطن نحو 2.4 مليون فلسطيني، إلى مجاعة مميتة.

** “الطريق القديم” و”الطريق الجديد”

وزعمت الصحيفة أن تسليم المساعدات سيستمر حتى 24 مايو/أيار باستخدام “الطريقة القديمة”، أي أن الشاحنات ستمر عبر معبر كرم أبو سالم (الجنوبي) الحدودي، وسيتم توزيع حمولتها من قبل الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة. وبعد ذلك، تبدأ “الطريقة الجديدة”.

وتزعم إسرائيل أن حماس تمكنت في السابق من السيطرة بفعالية وكفاءة على البضائع الموزعة بهذه الطريقة. لكن الأمم المتحدة تزعم أنه لا يوجد دليل قاطع حتى الآن.

وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت، فإن “الطريقة الجديدة” تتضمن قيام الجيش الإسرائيلي بإنشاء نقاط توزيع خاصة في قطاع غزة لصندوق أمريكي يسمى مؤسسة غزة الإنسانية (GHF)، التي أسسها ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط.

ونشرت الصحيفة للمرة الأولى صوراً لموظفي الشركة الأميركية وهم يرتدون سترات واقية ويحملون أسلحة. ويشير هذا إلى أنهم جنود أمريكيون سابقون من وحدة النخبة ذات الخبرة في مناطق الصراع، وهم متمركزون حاليًا في إسرائيل.

وأوضحت أن هؤلاء الموظفين سيكونون مسؤولين عن توزيع المساعدات دون تدخل من الجيش الإسرائيلي، فيما يقوم الجيش بتأمين مراكز التوزيع المحددة، دون الكشف عن مواقعها الدقيقة حتى الآن.

** الأهداف السياسية والأمنية

وبحسب الصحيفة فإن إسرائيل تريد استخدام هذه الآلية “لفصل السكان عن حماس” من خلال إجبار المدنيين على الفرار إلى مناطق في جنوب قطاع غزة حيث تقع مراكز التوزيع و”تقليل اعتمادهم على الحركة للحصول على الغذاء”.

وبحسب الصحيفة فإن إسرائيل تحاول أيضا تخفيف الضغوط الدولية المتزايدة في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية، وخلق مساحة سياسية تسمح لها بمواصلة عملياتها العسكرية، وخاصة عملية “جدعون واجون”.

وتثير الشركة الجدل لأنها، وليس وكالات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية، تنوي توزيع المساعدات في مناطق معينة يحرسها الجيش الإسرائيلي.

وتمثل هذه الخطوة المحاولة الأولى لتفعيل قناة جديدة لتوزيع المساعدات بعد أشهر من الركود. وهذا جزء من حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل بدعم من الولايات المتحدة ضد نحو 2.4 مليون فلسطيني في قطاع غزة.

في المقابل، تدعو الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى استئناف واستمرار المساعدات عبر القنوات القائمة، أي وكالات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية.

وفي 23 أبريل/نيسان، أعرب المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك عن رفض المنظمة الدولية لخطة إسرائيل لتوزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة.

وشدد دوجاريك على أن عمليات المساعدات الإنسانية التي تقوم بها الأمم المتحدة لا يمكن أن تتم إلا وفقا لمبادئ الإنسانية والحياد والاستقلال.

حذرت الأمم المتحدة من أن إسرائيل تستخدم المساعدات المقدمة لقطاع غزة كـ”طُعم” لإجبار الفلسطينيين على الفرار من أراضيهم، وخاصة من شمال قطاع غزة إلى جنوبه.

وفي السابع من مايو/أيار، حذر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة من خطط إسرائيلية لإنشاء معسكرات عزل قسري للفلسطينيين على غرار “الجيتوهات النازية”، باستخدام آلية توزيع مساعدات ترعاها تل أبيب.

أعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، توسيع نطاق عمليات الإبادة الجماعية في قطاع غزة وشن هجمات واسعة النطاق في إطار ما يسمى عملية “عربة جدعون”. وتهدف عملية “عربات جدعون” إلى احتلال قطاع غزة بأكمله، كما ذكرت هيئة الإذاعة الإسرائيلية في الخامس من مايو/أيار.

بدعم أمريكي كامل، ترتكب إسرائيل جرائم إبادة جماعية في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. قُتل أو جُرح أكثر من 174 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء. هناك أكثر من 11 ألف شخص في عداد المفقودين، بالإضافة إلى مئات الآلاف من النازحين.


شارك