هل يجوز الحج عمن مات مستطيعًا للعبادة؟.. دار الإفتاء تُجيب

منذ 6 ساعات
هل يجوز الحج عمن مات مستطيعًا للعبادة؟.. دار الإفتاء تُجيب

وأكدت دار الإفتاء جواز أداء الحج عن الميت، باعتباره من العبادات التي تجوز فيها النيابة. عن عمرو بن أوس وأبي رزين العقيلي رضي الله عنهما أنه أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله إن أبي شيخ كبير لا يستطيع الحج ولا العمرة ولا السفر. قال: «حجي واعمري عن أبيك». رواه الترمذي.

وأشارت إلى أنه لكي يحج الشخص عن غيره لا بد أن يحج عن نفسه أولا ثم عن شخص آخر. وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سمع رجلاً يقول: لبيك بشبرمة. قال: «من شبرمة؟» قال: «أأخ لي أو من أقاربي؟» قال: هل حجيت عن نفسك؟ قال: لا. قال: «حجي عن نفسك، ثم حجي عن شبرمة». رواه الترمذي.

جاء ذلك رداً على سؤال ورد إلى دار الإفتاء بشأن حكم الحج عن رجل توفي عن عمر يناهز الأربعين بعد إصابته بالسرطان. وكان له زوجة وأولاد صغار ولم يحج، مع أنه كان يستطيع ذلك. وبعد وفاته قامت إحدى أخواته بالحج باسمه من مالها الخاص حتى تتمكن من ترك ثروته لأولاده القصر.

وجاء في فتوى دار الإفتاء رقم: (371) أنه يجوز للأخت أن تنفق في مال أخيها الذي مات ولم يحج، وتؤجر عليه إن شاء الله تعالى. وتم التأكيد على أنه لا يوجد شيء خاطئ في هذا على الإطلاق. لما رواه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له). رواه الترمذي.

وأشارت إلى أن الحج إلى بيت الله الحرام يعد أحد أركان الدين الإسلامي الحنيف. يقول الله تعالى: (ولله حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فقد أغناه الله عن الدنيا). (آل عمران: 97) وقال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان». متفق.

وأضافت: “من شروط الحج الاستطاعة، كما ثبت في القرآن الكريم وسنة الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام، وقد بيّن أن الاستطاعة لا تقتصر على القدرة المالية، بل تشمل القدرة المادية والبدنية وسلامة الطريق وغير ذلك. قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «من وجد زادًا وركبًا إلى البيت فلم يحج، فلا فرق عليه أن يموت يهوديًا أو نصرانيًا». رواه الترمذي.


شارك