وزير الزراعة: توطين صناعة المبيدات أصبحت ضرورة تفرضها التحديات الاقتصادية العالمية

أكد الدكتور علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أن توطين صناعة المبيدات أصبح ضرورة في ظل التحديات الاقتصادية العالمية. وهذا ما دفع الحكومة المصرية إلى بذل كل الجهود الممكنة لتوطين صناعة المبيدات. وتعد هذه خطوة استراتيجية لتقليل الاعتماد على الواردات وتوفير مبيدات أكثر أمانا وفعالية وبأسعار معقولة لدعم المزارعين في مواجهة التغيرات الإقليمية والدولية السريعة التي تؤثر بشكل مباشر على القطاع الزراعي.

جاء ذلك في كلمة ألقاها وزير الزراعة خلال ورشة عمل بعنوان “توطين صناعة المبيدات في مصر” نظمتها لجنة المبيدات الزراعية. وحضر الورشة النائب هشام الحصري رئيس لجنة الزراعة بمجلس النواب، والنائب عبد السلام الجبالي رئيس لجنة الزراعة بمجلس الشيوخ، وعدد من رؤساء الوزارات، وممثلي عدد من منظمات ومؤسسات المجتمع المدني، وخبراء من صناعة المبيدات.

وقال فاروق إن الحكومة المصرية تحقق تقدماً مطرداً في دعم هذا القطاع الحيوي وخلق بيئة استثمارية محفزة تعمل بقوة على تشجيع الابتكار والتكنولوجيا وزيادة القدرة الإنتاجية المحلية.

وأوضح أن عدد المستحضرات التجارية المسجلة في مصر بلغ 3310 مستحضراً، منها 352 مستحضراً بيولوجياً، في حين يبلغ الاستهلاك السنوي من المبيدات نحو 8277 طناً من المادة الفعالة، منها 2849 طناً فقط من الإنتاج المحلي. ويؤدي هذا إلى فجوة إنتاجية كبيرة تبلغ حوالي 4782 طنًا، وهو ما يعادل 66% من إجمالي الاستهلاك.

وشدد فاروق على أهمية تكثيف الإنتاج المحلي، لأن ذلك لن يسد الفجوة القائمة فحسب، بل يوفر فرصاً واعدة للتوسع في الأسواق الخارجية، خاصة في أفريقيا، حيث توفر الزراعة سبل العيش لأكثر من 70% من السكان. وهذا يجعلها سوقًا استراتيجية نظرًا لتراجع إنتاج بعض البلدان المهمة مثل الصين. ومن شأن هذا بدوره أن يزيد من فرص مصر في أن تصبح مركزاً إقليمياً رائداً لصناعة المبيدات.

وأوضح أن هناك نحو 48 مصنعاً للمبيدات في مصر حالياً، معظمها يتركز في منطقة غرب الدلتا. وتركز هذه المصانع على التعبئة والتجهيز وتشير إلى أنها تواجه تحديات فيما يتعلق بالقدرة التنافسية والالتزام بالمعايير الدولية وتلبية احتياجات المزارعين المصريين.

وأكد أيضاً أن وزارة الزراعة تمتلك المهارات والخبرات اللازمة بفضل علمائها وباحثيها في مختلف التخصصات، فضلاً عن مراكزها ومعاهدها البحثية. وهذا يجعل مصر دولة واعدة تقدم خبراتها حالياً للعديد من دول العالم وخاصة في أفريقيا.

وأكد أن الدولة المصرية قادرة على مواجهة هذه التحديات وأن وزارة الزراعة تقدم له كل الدعم والصلاحيات اللازمة لتوطين صناعة المبيدات في مصر. ويتطلب هذا أيضًا جهودًا متضافرة ومنسقة، بما في ذلك إشراك القطاع الخاص وتشجيعه على المشاركة في جهود التنمية.

وأكد أن الحكومة المصرية تعتزم تعزيز هذا القطاع من خلال تطوير المناطق الصناعية المتخصصة وتوفير الأراضي المناسبة والحوافز الضريبية وتفعيل دور المكاتب التجارية بالخارج لتسويق المنتجات. وأكد أيضاً دعم الحكومة للتحول نحو المبيدات الآمنة والصديقة للبيئة، مؤكداً أن ذلك يمكّن الكوادر الوطنية من مواكبة أحدث التطورات في هذه الصناعة على مستوى العالم.

وأشار إلى أن وزارة الزراعة وجميع أجهزتها تقدم الدعم الكامل لأي مستثمر جاد وتلتزم بتذليل العقبات وبناء شراكة متكاملة مع القطاع الخاص تخدم أهداف التنمية الزراعية المستدامة. وأعرب عن أمله في مزيد من المساهمات من العلماء والخبراء ورجال الأعمال المتفانين لتحقيق نتائج مثمرة ووضع رؤية مستقبلية لتوطين صناعة المبيدات في مصر، واستكشاف فرص الاستثمار والتطوير وطرح مقترحات قابلة للتنفيذ بالشراكة بين الجهات المعنية والقطاع الخاص.

ووجه وزير الزراعة تحياته وشكره وتقديره للباحثين والخبراء والعلماء في مراكز الأبحاث والمختبرات والمعاهد التابعة للوزارة. ودعاهم إلى بذل المزيد من الجهود التنموية نظرا لجهودهم في ضمان الأمن الغذائي والتنمية الزراعية الشاملة، ووصفهم بأنهم محرك النجاح في القطاع الزراعي.

من جانبه أكد الدكتور محمد عبد المجيد رئيس لجنة المبيدات الزراعية على أهمية هذه الورشة، مشيراً إلى أن قضية توطين صناعة المبيدات في مصر أصبحت قضية غالبة لا تحتمل التأجيل. ويجب أن يتم التعامل مع هذه المشكلة بعزم وطموح، على مرحلتين: الاكتفاء الذاتي، ثم التصدير. مصر لديها ثروة من المعرفة والمعلومات، وهي قادرة على تحقيق ذلك بفضل علمائها وخبرائها.

وقال إن الورشة ستناقش عدداً من القضايا المهمة، أبرزها: جهود الدولة لتوطين صناعة المبيدات، والوضع الحالي لمصانع المبيدات المحلية، وتوطين صناعة المبيدات في مصر بين الحاضر والمستقبل، وآفاق الشراكات مع الشركات العالمية، وآليات توطين وإنتاج المبيدات الحيوية في مصر.

وأشار إلى أنه تم مناقشة العديد من الآراء والمقترحات من الشركات العاملة في صناعة المبيدات بهدف زيادة القدرة الإنتاجية المصرية وتصدير المبيدات الزراعية. وأشار إلى أن المؤتمر ناقش أيضاً ابتكارات الباحثين الشباب في مراكز الأبحاث والجامعات، بما في ذلك المبيدات الحيوية ومستخلصات النباتات.