المشاط: إطلاق السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية ارتكازًا على القطاعات الأكثر مساهمة في النمو والتشغيل

منذ 5 ساعات
المشاط: إطلاق السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية ارتكازًا على القطاعات الأكثر مساهمة في النمو والتشغيل

بحضور نائب مدير صندوق النقد الدولي، ومدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، ومجموعة من المتخصصين الدوليين والأكاديميين ومحافظي البنوك المركزية.

أعلنت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أنه سيتم الإعلان عن تقرير التنمية الاقتصادية الوطنية الذي يقدم هذا النموذج الاقتصادي الجديد الشهر المقبل. ويدعم هذا النموذج تحول الاقتصاد المصري من قطاعات غير قابلة للتداول إلى قطاعات قابلة للتداول والتصدير، ويعزز النمو والتشغيل. ويرتكز هذا النموذج على سياسات كلية شاملة وفعالة، وتدابير لتحفيز الاستثمار الأجنبي المباشر، واستراتيجيات واضحة لتوطين الصناعة، وتعزيز الإنتاج المحلي، ودعم التحول إلى الاقتصاد الأخضر. وترتكز هذه الاستراتيجية على المزايا النسبية للاقتصاد المصري والتطور الكبير في البنية التحتية والخدمات اللوجستية خلال السنوات العشر الماضية.

جاء ذلك خلال مشاركتها في الجلسة الختامية للمؤتمر البحثي الأول لصندوق النقد الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في القاهرة، بالتعاون مع كلية أنسي ساويرس لإدارة الأعمال في الجامعة الأمريكية بالقاهرة. وكان عنوان المؤتمر “إدارة السياسات الاقتصادية الكلية والبنيوية في ظل المشهد الاقتصادي العالمي المتغير”. وحضر المؤتمر نايجل كلارك، نائب المدير العام لصندوق النقد الدولي؛ جاهز أزعور، مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي؛ ومجموعة من المتخصصين الدوليين والأكاديميين ومحافظي البنوك المركزية.

وأوضحت المشاط أن هذا العرض يساعد على مواءمة رؤية مصر 2030 مع برنامج عمل الحكومة المصرية في ضوء المتغيرات المحلية والإقليمية والدولية التي طرأت. وأشارت إلى أنه في الآونة الأخيرة، كان من الضروري توسيع مشاريع البنية التحتية لبناء شبكة شاملة من البنية التحتية مثل الموانئ وشبكات الكهرباء والطرق، مما من شأنه أن يسهل جذب الاستثمار الخاص. ولكن على المدى الطويل، لا بد من استغلال هذه القطاعات لجذب الاستثمارات التي تخلق فرص العمل وتزيد الإنتاجية.

واستعرضت المشاط تطورات الاقتصاد المصري والنموذج الاقتصادي الجديد الذي تعتزم الحكومة تقديمه في ضوء التطورات الاقتصادية الإقليمية والعالمية. وتحدثت عن التقارير الدورية لصندوق النقد الدولي والتي تؤكد على أهمية الاستقرار الاقتصادي الكلي في مصر، والتنسيق الفعال للسياسات المالية والنقدية، وتأثير هذه السياسات على المجتمع والمستثمرين، وخلق بيئة اقتصادية جاذبة للاستثمار الخاص. وأوضحت أن هذا النهج الذي تنتهجه مصر منذ سنوات أدى إلى تغييرات حقيقية في الاقتصاد المصري.

وأكدت المشاط أن الحكومة تسعى منذ مارس 2024 إلى إحداث تغيير نوعي في النموذج الاقتصادي لمنع تكرار الصدمات الداخلية والخارجية التي حدثت سابقاً وأثرت سلباً على برامج الإصلاح الاقتصادي. وأشارت إلى أن الحكومة تسعى إلى سياسات مالية ونقدية أكثر انسجاما، وأن هناك تنسيقا مستمرا بين وزراء المجموعة الاقتصادية، وأن المواطنين يدركون أهمية الإصلاحات. ويؤدي هذا إلى تحسين قدرة الاقتصاد على التكيف مع التغيرات، ويساهم في تعزيز القدرة التنافسية وجذب المزيد من الاستثمارات.

وأشارت أيضا إلى استمرار الحكومة في خفض الاستثمارات العامة لإفساح المجال للقطاع الخاص. وأضافت أنه عند تحليل هيكل النمو الاقتصادي اليوم، يمكننا أن نرى أن قطاع التصنيع (باستثناء النفط) هو المساهم الأكبر في هذا النمو. وبالإضافة إلى ذلك، بدأت الصادرات المصرية تتعافى بشكل ملحوظ، وهو ما يعكس الآثار الإيجابية لتطبيق نظام سعر الصرف المرن.

وأضافت أنه لكسر الحلقة المفرغة التي عانى منها الاقتصاد المصري خلال السنوات الأخيرة، تعمل الدولة على تنفيذ سياسات مالية ونقدية متسقة وتطوير نموذج اقتصادي جديد يعزز الاستقرار الاقتصادي الكلي ويسعى إلى إصلاحات هيكلية شاملة ومستمرة، وهو ما سيؤدي بدوره إلى التنمية الشاملة والنمو المستدام. ويؤدي هذا بدوره إلى زيادة الموارد، وتحفيز الاستثمار المحلي والأجنبي، ودعم المرونة والقدرة التنافسية.

وأشارت إلى أنه في حين يواجه الاقتصاد العالمي تحديات صعبة – من تباطؤ النمو إلى تصاعد التوترات الجيوسياسية – فإن مصر ترى في هذا التغيير فرصة واعدة لتعزيز مكانتها في سلاسل القيمة العالمية. ورغم التحديات العالمية، فإنها قد تفتح الأبواب أمام فرص استثمارية وصناعية كبيرة، وتساهم في خلق فرص العمل وتعزيز الإنتاج المحلي.

وأضافت أنه في إطار جهود الوزارة لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع المؤسسات المالية الدولية، فقد مكّن ذلك القطاع الخاص من الحصول على تمويلات بفوائد منخفضة، مما ساهم في خفض تكاليف التمويل وتخفيف المخاطر خلال السنوات الخمس الماضية. وأكدت أنه رغم الظروف الجيوسياسية الصعبة في المنطقة، حصل القطاع الخاص على 15 مليار دولار من التمويل منخفض الفائدة، بما في ذلك 4.2 مليار دولار في عام 2024.

 


شارك