كوريا الشمالية تمحو كلمة “التوحيد” من واجهة الحوار مع الجنوب

قامت كوريا الشمالية بإزالة كلمة “اتحاد” من اسم مبنى على أراضيها في قرية بانمونجوم الحدودية. وهذه علامة أخرى على التراجع الكامل لفكرة التقارب مع كوريا الجنوبية وتحول الخطاب الرسمي في بيونغ يانغ إلى ما يشبه القطيعة الكاملة.
أعلنت وزارة التوحيد في كوريا الجنوبية يوم الاثنين أن كوريا الشمالية أعادت تسمية المبنى المعروف سابقًا باسم “جناح التوحيد” إلى “قاعة بانمون”. وفي وقت سابق، في أغسطس/آب من العام الماضي، تم استبدال العلامة الموجودة على الواجهة، مما أدى إلى إزالة أي إشارة إلى توحيد الكوريتين بشكل كامل.
وقال المتحدث باسم الوزارة كو بيونج سام إن هذه الخطوة تعكس بوضوح نهجا منهجيا من جانب النظام الكوري الشمالي لإعادة تشكيل العلاقات مع سيول من منظور عدائي بحت والقضاء على الرموز التي كانت لسنوات بمثابة نافذة للحوار ومشروع توحيد مستقبلي.
وتأتي هذه الخطوة في ظل التصعيد المستمر من جانب بيونغ يانغ منذ أن أعلن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون أن كوريا الجنوبية هي “عدوها الرئيسي” في عام 2023. وكانت هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إدراج الجارة الجنوبية رسميًا في تعريف العدو في السياسة الكورية الشمالية.
ومنذ هذا الإعلان، كثفت كوريا الشمالية أنشطتها العسكرية على طول المنطقة المنزوعة السلاح. قامت ببناء حواجز مضادة للدبابات، وزرعت الألغام الأرضية، وفجرت الطرق وخطوط السكك الحديدية التي تربط الجانبين. وقد أدى هذا إلى تقويض الجهود السابقة الرامية إلى تحقيق التكامل الاقتصادي والإنساني.
لعب المبنى دورًا رمزيًا في أوقات الانفراج وكان مكانًا للقمة التاريخية الثانية بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن في مايو 2018. ومثل “جناح التوحيد” بوابة الأمل لجولة جديدة من المحادثات والمصالحة قبل أن نشهد تغييرًا كاملاً في السياسة الكورية الشمالية.
ويرى المراقبون أن هذه التغييرات في الخطاب والرمزية تعكس انتهاء المفاوضات بين الكوريتين بحكم الأمر الواقع، في وقت تتصاعد فيه التوترات في شبه الجزيرة الكورية، ويجري سباق تسلح متسارع، ولا توجد أي أفق لأي حوار دبلوماسي في المستقبل القريب.