بعد بلاغ سرقة فيلا نوال الدجوي.. هل يجرم القانون حيازة الدولار؟

أثار «تقرير» سرقة الدكتورة نوال الدجوي، رئيسة جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة، جدلاً واسعاً ليس فقط بسبب القيمة الهائلة للمسروقات، من مشغولات ذهبية ومبالغ مالية كبيرة، بل أيضاً بسبب التقارير التي تتحدث عن احتفاظها بمبالغ كبيرة من الدولارات في خزائنها. وهذا ما دفع كثيرين إلى التساؤل: هل يجوز للأفراد امتلاك العملات الأجنبية بهذه الطريقة؟ هل يجرم القانون حيازة أو تخزين الدولارات خارج البنوك؟
وأوضح محمد حامد سالم، المحامي بالنقض والدستورية، لموقع ايجي برس، أن حيازة الدولارات في مصر لا تعد جريمة في حد ذاتها، وأن حيازة النقد الأجنبي مسموح بها قانونًا.
ويشير الدليل الإرشادي الأخير بشأن التعامل مع جريمة الاتجار بالعملات الأجنبية خارج السوق المصرفية، الذي أصدرته النيابة العامة بالتنسيق مع البنك المركزي، إلى أن أشكال هذه الجريمة تشمل، من بين أمور أخرى، تخزين الدولارات أو الاتجار بالعملات الأجنبية خارج البنوك الرسمية.
وأوضح الدليل أن حيازة وتخزين العملات الأجنبية كمصدر للثروة من قبل الأفراد أمر جائز ومشروع، بل ومحمي بالقانون، دون اتخاذ أي خطوات فعلية لوضعها في التداول.
ويستند هذا إلى المادة 212 من قانون البنك المركزي التي تنص على: “لكل شخص طبيعي أو معنوي الحق في الاحتفاظ بكل النقد الأجنبي المستحق له أو المملوك أو الحائز له وتسوية أو إجراء جميع معاملات النقد الأجنبي بما في ذلك الإيداع والسحب”.
وتتم هذه المعاملات عن طريق البنوك أو عن طريق الشركات المرخص لها بذلك وفقاً لأحكام هذا القانون والقواعد والإجراءات التي يضعها مجلس الإدارة.
يجب أن تتم المعاملات داخل جمهورية مصر العربية بالجنيه المصري، ما لم ينص على خلاف ذلك اتفاقية دولية أو قانون آخر، أو في الحالات التي يصدر فيها قرار من مجلس إدارة البنك المركزي.
– تجريم التعامل خارج البنوك
وتابع المحامي محمد حامد سالم: “إلا أن القانون يجرم التعامل العادي في العملات الأجنبية خارج النظام المصرفي، أي البيع والشراء العادي”.
وأشار إلى أن تداول العملات الأجنبية خارج النظام المصرفي يعد جريمة جنائية، وهو ما أدى مؤخراً إلى إلقاء القبض على عدد من عصابات تداول العملات الأجنبية من قبل الأجهزة الأمنية.
وأوضح أن المادة 212 من قانون البنك المركزي المصري لسنة 2020، والتي تقابل المادة 111 من القانون رقم 88 لسنة 2003، لا تجرم حيازة الدولارات في حد ذاتها، حيث تنص على أن “كل من يملك أو حاز نقداً أجنبياً يحتفظ بحيازته”.
وأضاف أن الفقرة الثانية من القانون تجرم تداول العملات الأجنبية خارج النظام المصرفي، وأكد أن حيازة الدولار لا يمكن إثباتها كجريمة إلا بتوافر شروط معينة. وأهم هذه الأمور هي تداول العملات الأجنبية بشكل اعتيادي. وهذا يعني أن الشخص يجب أن يعتاد على شراء وبيع العملات الأجنبية بشكل متكرر حتى يتم معاقبته على القيام بذلك.
واختتم قائلاً: “أجاز المشرع لأي شخص طبيعي أو اعتباري حيازة النقد الأجنبي، شريطة أن يتداوله عبر البنوك أو الجهات المرخصة. إلا أنه حظر أي نشاط مصرفي دون ترخيص، باستثناء الجهات الاعتبارية الخاضعة للقانون العام التي تمارس هذه الأنشطة في إطار نظامها الأساسي”.
اقرأ أيضاً:
تقرير “سرقة القرن”… نوال الدجوي تقلب موازين القضية
ماذا جاء في تقرير سرقة فيلا نوال الدجوي؟ 4 سيناريوهات، الثالث صادم
ملايين الجنيهات والدولارات والذهب.. ماذا وراء تقرير نوال الدجوي عن سرقة فيلتها؟
بلاغ عن سرقة فيلا نوال الدجوي.. والجاني مجهول