رسائل حسم وشكر وتنديد.. أبرز رسائل القمة العربية الـ34 في بغداد

منذ 5 ساعات
رسائل حسم وشكر وتنديد.. أبرز رسائل القمة العربية الـ34 في بغداد

ركزت القمة العربية الرابعة والثلاثون التي عقدت اليوم السبت في العاصمة العراقية بغداد، على القضية الفلسطينية وحرب غزة بشكل أساسي. وشارك في القمة عدد من رؤساء الدول والحكومات العربية، بالإضافة إلى الأمناء العامين للأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومجلس التعاون الخليجي.

تسلم العراق رئاسة القمة العربية من البحرين. وفي كلمته الافتتاحية في القمة التي حضرها أيضا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قال الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد: “إن قمة بغداد تنعقد في ظل ظروف بالغة التعقيد وتحديات خطيرة تهدد منطقتنا وأمن بلداننا ومصير شعوبنا”.

وأضاف: “إن الهدف النهائي لقمتنا اليوم، والتي تأتي بعد قمة طارئة في القاهرة، هو توحيد مواقفنا بشأن التحديات المتزايدة، انطلاقا من قناعتنا بأهمية العمل المشترك وأن المصلحة الوطنية العليا تسود على المصالح الأخرى”.

وتأتي هذه القمة بعد نحو شهرين من القمة الاستثنائية التي عقدت في القاهرة، والتي أقرت فيها الدول العربية خطة لإعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير سكانه، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء العراقية.

في كلمته الافتتاحية، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: “تواجه المنطقة والعالم تحديات جسيمة، بدءًا من غزة. لا شيء يبرر المعاناة الجماعية للشعب الفلسطيني، ونحن نرفض استمرار تهجير سكان قطاع غزة”. وأكد أن “سلامة وسيادة لبنان يجب أن تحترم، كما أن سيادة واستقلال سوريا أمر أساسي”.

وأضاف: “يجب أن يكون هناك حوار بين اليمنيين، ويجب مكافحة العنف في السودان. وفي الوقت نفسه، يجب دعم الصومال في تعزيز الأمن والاستقرار فيه. كما أننا نتحاور مع الجهات الدولية الفاعلة لإنهاء الصراعات في ليبيا وتحقيق الاستقرار”. وأشاد “بالتقدم المحرز في العراق وتوفير المساعدات الإنسانية وتعزيز حقوق الإنسان”، وأكد: “نحن عازمون على دعم الحكومة العراقية وشعبها”.

**جامعة الدول العربية ترفض “السياسة التوسعية الصهيونية”.

وفي كلمته، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن قضية الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة تظل الشغل الشاغل للجامعة العربية.

وقال أبو الغيط: “إن القضية الفلسطينية تظل القضية العربية الأهم والشغل الشاغل للجامعة العربية”، مؤكدا أن “محاولات اليمين الصهيوني المتطرف السيطرة على الأراضي الفلسطينية وارتكاب إبادة جماعية ضد السكان وصمة عار في جبين العالم”.

وأضاف: “إن الجامعة العربية ترفض السياسة التوسعية الصهيونية بحجة الأمن في فلسطين وسوريا ولبنان، لأنها من شأنها أن تغرق المنطقة في دوامة مفتوحة من المواجهة”.

وفي كلمته، أعرب أبو الغيط عن “امتنانه لجهود مصر وقطر لتحقيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ولجهود المملكة العربية السعودية لعقد مؤتمر للسلام في نيويورك الشهر المقبل”.

وأشار إلى أن “الأمن العربي لم يتحقق بعد بالشكل المأمول بسبب مستوى التدخل الذي تعاني منه المنطقة العربية”، مضيفاً أن “لبنان يواجه تحديات في التعافي في ظل العدوان الصهيوني المستمر، وسوريا لا تزال تكافح لإعادة بناء البلاد، بينما يعاني السودان من أكبر أزمة إنسانية بسبب الحرب هناك، والانقسامات تهدد وحدة ليبيا”.

وأكد أبو الغيط “ثقته في قدرة الدول العربية على مواجهة هذه التحديات واستعادة الأمن العربي في المنطقة”.

**سانشيز: فلسطين تنزف

من جانبه، دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، السبت، إلى إنهاء الكارثة الإنسانية في قطاع غزة فوراً.

وقال سانشيز “إن فلسطين تنزف أمام أعيننا وما يحدث في غزة لا يمكن تجاهله”. “إن هذه الأرقام صادمة وغير مقبولة وتنتهك القانون الإنساني الدولي، ويجب علينا كسر دائرة العنف هذه”.

وأضاف: “أقترح تركيز جهودنا على أربع أولويات: أولا، إنهاء الكارثة الإنسانية في غزة على الفور، وزيادة الضغط على القوة المحتلة لإنهاء المذبحة في غزة، ودفع الحل السياسي نحو السلام، وأيضا تعزيز الحوار الأوروبي والعربي والإسلامي لحل مشاكل المنطقة”. وأكد أن “إسبانيا عازمة على بذل كل ما في وسعها لتحقيق تقدم نحو السلام”.

**مصر تدعو ترامب لبدء “عملية سياسية جادة”

من جانبه، دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي نظيره الأمريكي دونالد ترامب إلى “بذل كل الجهود اللازمة والضغط من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، تمهيدًا لبدء عملية سياسية جادة، يكون فيها السيسي وسيطًا وراعيًا، تُفضي إلى حل نهائي يُفضي إلى سلام دائم، على غرار الدور التاريخي الذي لعبته الولايات المتحدة في تحقيق السلام بين مصر وإسرائيل في سبعينيات القرن الماضي”.

وحذر السيسي: “حتى لو نجحت إسرائيل في إبرام اتفاقيات تطبيع مع كافة الدول العربية، فإن السلام الدائم والعادل والشامل في الشرق الأوسط سيظل بعيد المنال ما لم يتم إقامة الدولة الفلسطينية وفقا لقرارات الشرعية الدولية”.

**قطر: نشكر العراق

قال أمير قطر تميم بن حمد: “التقينا اليوم في بغداد في القمة العربية الرابعة والثلاثين، التي تأتي في ظل ظروف إقليمية ودولية تتطلب تعاوناً عربياً ودولياً لحل الأزمات”.

وأضاف: “نأمل أن تساهم نتائج وقرارات القمة في تعزيز تضامننا العربي وترسيخ التكامل بين بلداننا في كافة مجالات التعاون القائمة”.

وتابع: “نشكر العراق الشقيق على جهوده في تعزيز أواصر الأخوة وعلى دوره الفاعل في دعم العمل العربي المشترك”.

وأشاد بجهود الرئيس الأمريكي “الذي نجح في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة في يناير/كانون الثاني 2025، إلا أن هذا الاتفاق لم يصمد أمام العدوان الإسرائيلي المتجدد الذي يسعى إلى إفشال أي جهود نحو الاستقرار”.

وقال الرئيس السيسي: “ومع ذلك، تواصل مصر، بالتنسيق مع شركائها في الوساطة قطر والولايات المتحدة، جهودها المكثفة لتحقيق وقف إطلاق النار، وهو ما أدى مؤخرا إلى إطلاق سراح الرهينة الأمريكي الإسرائيلي عيدان ألكسندر”.

**عباس يدعو لخطة عربية لإنهاء الحرب

ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس رؤساء الدول والحكومات والرؤساء العرب إلى تبني خطة عربية لإنهاء الحرب وتحقيق السلام. وتتضمن هذه الخطة وقف إطلاق نار دائم، وإطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين، وتقديم المساعدات الإنسانية، والانسحاب الكامل للاحتلال من قطاع غزة.

وقال في كلمته أمام القمة إن هذه الخطة تتضمن أيضاً تمكين دولة فلسطين من تحمل مسؤولياتها المدنية والأمنية في قطاع غزة، وإلزام حماس بالتخلي عن سيطرتها، وإلزام حماس وكل الفصائل الأخرى بتسليم أسلحتها للسلطة الشرعية، وإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية الفلسطينية في قطاع غزة على أسس مهنية بمساعدة عربية ودولية.

ودعا عباس أيضا إلى عقد مؤتمر دولي في القاهرة لتمويل وتنفيذ خطة إعادة إعمار قطاع غزة، والتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار، وإنهاء الإجراءات الإسرائيلية الأحادية الجانب التي تنتهك القانون الدولي، وبدء عملية سياسية تبدأ وتنتهي في إطار زمني محدد لتطبيق حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على التراب الفلسطيني، والحصول على الاعتراف الدولي وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، بحسب موقع الشرق الإخباري.

وأكد الرئيس الفلسطيني استعداده لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية العام المقبل، كما في السابق، حال توافر الشروط اللازمة في غزة والضفة الغربية والقدس. وأكد عزمه على مواصلة مسيرة إصلاح مؤسسات الدولة ومنظمة التحرير الفلسطينية ومواصلة العمل على توحيد الصف الفلسطيني. إن أساس ذلك هو الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني، وبرنامجها السياسي، وشرعيتها الدولية، ومبدأ النظام الموحد والقانون الواحد والسلاح الشرعي الواحد.

وأشاد بجهود مصر في تقديم الدعم السياسي والإنساني للفلسطينيين، ودعا إلى عقد مؤتمر دولي في القاهرة “لتمويل وتنفيذ خطة إعادة إعمار قطاع غزة”.

السعودية: نرفض طرد الفلسطينيين “تحت أي ظرف”

من جانبه، أكد وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية والمبعوث الخاص للمناخ عادل الجبير أن المملكة العربية السعودية تدعم قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، وجدد رفضها طرد الفلسطينيين “تحت أي ظرف من الظروف”.

وقال الجبير: “إن الظروف الاستثنائية التي تمر بها القضية الفلسطينية تتطلب منا مواصلة جهودنا المشتركة لتخفيف المعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني الشقيق ووضع حد لجرائم وانتهاكات سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي تشكل انتهاكا صارخا لميثاق الأمم المتحدة والقوانين والقرارات والأعراف الدولية”.

وأضاف أن المملكة شددت على ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، “ونؤكد رفضنا المطلق لكل محاولات التهجير القسري أو فرض حلول لا تلبي تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق في حقه المشروع في تقرير المصير، والذي يشمل في المقام الأول إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.

وأكد الوزير السعودي رفض المملكة للاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، وشدد على أهمية دعم الحكومة السورية في مواجهة التحديات الأمنية وتكثيف الجهود العربية لمواجهة أي محاولات من شأنها المساس بأمن واستقرار الجمهورية العربية السورية. وأشاد بالقرار الذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال زيارته للمملكة برفع العقوبات عن سوريا. واعتبر ذلك “فرصة عظيمة لدفع عجلة التعافي ودعم التنمية وإعادة الإعمار والازدهار”.

وقال إن المملكة العربية السعودية تواصل جهودها الحثيثة تجاه أشقائها في جمهورية السودان، وشدد على أهمية استمرار الحوار بين أطراف النزاع من أجل تحقيق وقف شامل لإطلاق النار، وإنهاء الأزمة، وتخفيف معاناة الشعب السوداني، وتمكين إيصال المساعدات الإنسانية، والحفاظ على سيادة السودان ووحدته واستقراره وسلامة مؤسساته.

وأضاف الجبير أن المملكة ستواصل جهودها لضمان الأمن والاستقرار في اليمن ودعم العملية السياسية للوصول إلى اتفاق يمني ينهي الأزمة. وأكد أهمية أمن الطرق البحرية وحرية الملاحة، “وهو مطلب دولي لأنه مرتبط بمصالح العالم أجمع”.

وفيما يتعلق بلبنان، قال الجبير إن المملكة تدعم جهود الرئيس اللبناني لإصلاح المؤسسات وحصر السلاح بيد الدولة. وأعرب عن أمله في أن تلبي الحكومة اللبنانية تطلعات الشعب اللبناني وأن تحافظ على أمن لبنان واستقراره ووحدة أراضيه.

وشدد على ضرورة تعزيز وتوسيع العمل العربي المشترك ومواصلة مسيرة التنمية والتقدم بما يخدم مصالحنا ويحقق آمال شعوبنا في مستقبل مزدهر وآمن.

**الأردن: العالم عاجز

من جانبه، قال رئيس الوزراء الأردني جعفر الحسن: “إن العالم عاجز عن إنهاء هذه الحرب التي تنتهك كل القوانين والأعراف الدولية وتشكل عواقبها الكارثية تحديا هائلا للبشرية”.

وأضاف: “مرّ أكثر من عام ونصف على بدء الحرب الوحشية على قطاع غزة، ولا تزال المأساة مستمرة. قُتل عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء، ويعاني الناجون من الجوع والعطش والمرض، وتدمير مدارسهم وملاجئهم ومخيماتهم ومستشفياتهم وما تبقى من منازلهم. وستستمر تداعيات هذه الحرب الظالمة وعواقبها المأساوية لسنوات طويلة قادمة”.

وتابع حسن: “إن همّنا الرئيسي اليوم هو إنهاء الحرب والكارثة الإنسانية التي تُسببها. ويجب تضافر جميع الجهود لتحقيق وقف فوري ودائم لإطلاق النار، والسماح بوصول مساعدات إنسانية كافية وفورية إلى غزة. ونحن ندعم جهود جمهوريتي مصر وقطر الشقيقتين، وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية، لتحقيق هذا الهدف”.

ودعا إلى تكثيف الجهود “لبناء صمود الشعب الفلسطيني وإنهاء الانتهاكات ضده. كما دعا إلى العمل مع شركائنا لإنهاء الكارثة الإنسانية وحشد موقف دولي داعم لخطة إعادة إعمار غزة”.

وشدد الحسن على أن “مستقبل المنطقة وأمنها واستقرارها يعتمد على الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية… سلام يعيد للشعب الفلسطيني كامل حقوقه، وخاصة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على التراب الفلسطيني، تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل في أمن وسلام على أساس حل الدولتين”.

وحذر من أن “الانتهاكات والهجمات في القدس والضفة الغربية، وكذلك مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات، لن تجلب الأمن ولا السلام لإسرائيل، وستبقي المنطقة أسيرةً لدوامة من الصراع والحرب التاريخية”. وأكد أن الأردن “سيواصل دوره التاريخي في حماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس في إطار الرعاية الهاشمية التاريخية لهذه المقدسات”.

وأعرب رئيس الوزراء الأردني عن دعم بلاده لسوريا “وأمنها واستقرارها ووحدتها وسيادتها وازدهارها والعودة الطوعية لأبنائها اللاجئين للمساهمة في بناء وطنهم وإعادة إعماره”.

وأضاف: “نؤكد أيضا دعمنا لأشقائنا في لبنان وسعينا للحفاظ على سيادة بلدهم وتحقيق الاستقرار وتفعيل مؤسسات الدولة”.

واختتم جعفر حسن حديثه قائلاً: “يجب أن نوحد جهودنا كافة لحل الأزمات في المنطقة، وإنهاء الأزمة في اليمن وفق الاتفاقيات، ودعم العملية السياسية للحل الوطني للأزمة في ليبيا، وضمان استعادة السلام الداخلي في بلدنا الشقيق السودان”.

**لبنان: صفحة جديدة

قال رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام: “نشكر العراق على كرم ضيافته الذي يعكس إرثه العريق. نلتقي اليوم بينما يفتح لبنان فصلاً جديداً من تاريخه ويؤكد سيادته على أرضه. والدعم العربي عامل أساسي في ذلك”. ودعا المجتمع الدولي إلى “الضغط على الاحتلال الصهيوني للانسحاب من الأراضي اللبنانية، فسياستنا الخارجية تمنع التدخل في شؤون الدول الأخرى”.

وأضاف سلام: “إن غياب المحاسبة يفتح الباب أمام الاحتلال الصهيوني لمواصلة انتهاكاته، ونحن نرفض كل محاولات تهجير وتهجير الشعب الفلسطيني”. وتابع: “نهنئ سوريا على قرارها رفع العقوبات، ونحن على استعداد للتعاون مع سوريا في إعادة النازحين إلى وطنهم مع محاولة السيطرة على الحدود مع سوريا”.

**سوريا: نشكر السعودية وتركيا

من جانبه قال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إن رفع العقوبات الأميركية عن سوريا “يمثل خطوة مهمة نحو التعافي الوطني ويعكس جهداً دبلوماسياً عربياً صادقاً أثمر نتائج ملموسة”.

وأضاف: “لا يسعنا إلا أن نعرب عن امتناننا وتقديرنا للمملكة العربية السعودية والجمهورية التركية على وساطتهما الفعالة في هذه اللحظة التاريخية الحاسمة”.

وقال الشيباني في كلمته: “إن الجمهورية السورية حكومة وشعباً تبلور رؤيتها للعمق العربي انطلاقاً من قناعة راسخة بأن وحدتنا العربية ليست ترفاً سياسياً ولا خياراً تكتيكياً، بل هي ضرورة استراتيجية وحجر أساس في بناء مستقبل آمن ومستقر ومزدهر لجميع شعوبنا”.

وأكد: “سوريا تُدرك حجم التحديات التي تواجهها بعد سنوات من القصف والدمار والحصار، لكننا استطعنا استعادة حقوقنا وإعادة بناء وطننا موحدًا”.

وتابع: “لقد اتُّخذت خطوات جادة نحو التعافي الوطني، انطلاقًا من إيمان راسخ بأن سوريا لجميع السوريين، وأنه لا مجال للتهميش أو الإقصاء. ولأول مرة في تاريخها، خطت سوريا خطوةً أولى نحو حوار وطني شامل، يُقرّ بالتنوع، ويضمن التمثيل، ويصون الكرامة الإنسانية”.

وأضاف الشيباني: “اعتداءات إسرائيل في سوريا تفتح باب التصعيد، ونحن بحاجة إلى الهدوء”.

وشدد على أن “التزامنا الراسخ بسيادة سورية ووحدة أراضيها ورفضنا المطلق لأي تدخل خارجي في شؤوننا الداخلية مهما كان شكله أو مبرره هو حق غير قابل للتصرف ومبدأ ثابت لا يمكن التغطية عليه بالمناورات أو المفاوضات”.

وقال: “إن أي مشروع يهدف إلى إضعاف الدولة السورية أو تقسيمها تحت أي ذريعة هو مشروع مدان ومرفوض رفضاً قاطعاً من قبل الدولة السورية والشعب السوري بكل مكوناته”.

صرح الشيباني قائلاً: “لقد نجحت سوريا في تشكيل حكومة شاملة تعكس إرادة الشعب، وتترجم معاناة الشعب السوري إلى قرارات عادلة. ونواصل العمل بلا كلل لكشف مصير المفقودين وتحقيق العدالة الانتقالية، إيمانًا منا بأنه لا مصالحة بدون عدالة، ولا سلام داخلي بدون كشف الحقيقة”.

وتابع: “نحن نضع اللمسات الأخيرة لبدء العمل على تشكيل برلمان وطني يمثل كل أطياف الشعب السوري، وعلى دستور دائم يكرس الحقوق ويحمي السيادة ويخلق دولة القانون بدلاً من الفوضى”.

قال الشيباني: “سوريا لا تقبل رعايةً ولا دورَ مسرحٍ لصراعات الشعوب الأخرى. نرغب في علاقاتٍ متوازنةٍ قائمةٍ على الاحترام المتبادل. نحبُّ كلَّ دولةٍ عربيةٍ ونُقدِّرُ كلَّ خطوةٍ عربيةٍ ساهمت في كسرِ العزلةِ ورفعِ العقوبات. سوريا القويةُ والمستقرةُ ركيزةٌ من ركائز الأمنِ العربي”.

وتابع: “سوريا تدفع ثمنًا باهظًا نتيجة التدخلات الخارجية والصراعات الداخلية، وتواجه أطرافًا لا تكترث بأمن السوريين أو مستقبلهم، بل تستغل المأساة السورية لتحقيق مآربها الخاصة”.

**المغرب: نجاح الإجراءات العربية يعتمد على التوافق.

قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، إن “المنطقة تعيش وضعا مقلقاً، ويجب وضع خارطة طريق شاملة لإعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير السكان”. ودعا إلى “وقف إطلاق النار في قطاع غزة والضفة الغربية وتأمين وصول المساعدات إلى غزة”.

وأضاف: “يجب دعم السلطة الفلسطينية واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها”. وأشار إلى أن “الواقع يعكس ضعفاً في التبادل التجاري بين دول منطقتنا، وأن نجاح العمل العربي المشترك يعتمد على التوافق والتناغم وتطوير الخطط في مختلف المجالات”.

وقال بوريطة “إننا ندعم الشعب السوري في تحقيق أهدافه والحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها”، مؤكدا “التزامنا بتعزيز العملية السياسية التي تؤدي إلى السلام في السودان والصومال واليمن”.

الجزائر تدعو إلى إصلاح منظومة العمل العربية

قال وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف: “إن العرب مدعوون اليوم إلى زيادة دعمهم للقضية الفلسطينية ومساندتها، باعتبارها القضية الأهم للعرب”.

وأضاف: “إن الدول العربية مدعوة إلى إظهار المزيد من التضامن مع سوريا ولبنان من أجل الحفاظ على الأمن في كافة أنحاء المنطقة”.

ودعا عطاف جامعة الدول العربية إلى “إصلاح نظام العمل العربي داخل الجامعة لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة”.

تونس: حجم الكارثة يتطلب تدخلا عاجلا.

وقال وزير الخارجية التونسي محمد علي النفطي إن القمة في بغداد تنعقد في ظل تحديات كبيرة تواجه المنطقة. وأشار إلى أن “الوضع الراهن في منطقتنا يفرض علينا العمل معا ككتلة واحدة لاستعادة زمام المبادرة في القضايا العربية”.

وأضاف النفطي: “إن الإبادة الممنهجة للفلسطينيين تتفاقم يومًا بعد يوم، وحجم الكارثة يتطلب تدخلًا عاجلًا. إن العدوان على غزة لا ينتهك القرارات الدولية فحسب، بل يتحدى كل الأعراف الإنسانية والأخلاقية”. وأكد: “إننا ملتزمون تماما بدعم الشعب الفلسطيني في استعادة كافة حقوقه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس”.

رئيس الوفد

إنعقدت القمة العربية في بغداد. ومن بين المشاركين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، ورئيس المجلس الرئاسي للقيادة في اليمن رشاد محمد العليمي.

وترأس نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ منصور بن زايد وفد بلاده في القمة، فيما شاركت الأردن بوفد برئاسة رئيس الوزراء جعفر حسن، وترأس الوفد اللبناني رئيس الوزراء نواف سلام.

وترأس الوفد السعودي وزير الدولة للشؤون الخارجية والعمل المناخي عادل الجبير، فيما ترأس الوفد العماني نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع شهاب بن طارق آل سعيد. ومثل الكويت وزير الخارجية عبدالله علي عبدالله، والجزائر وزير الخارجية أحمد عطاف، والمغرب وزير الخارجية ناصر بوريطة، وتونس وزير الخارجية محمد علي النفطي، وسوريا وزير الخارجية أسعد الشيباني، فيما ترأس الوفد الجيبوتي وزير الخارجية عبد القادر حسين عمر.

وإلى جانب السياسيين العرب، شارك في المؤتمر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الذي اعترفت بلاده بالدولة الفلسطينية العام الماضي، بالإضافة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي محمود علي يوسف.

وقال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في رسالة مكتوبة بخط يده، السبت، إن القمة العربية ستكون منصة “لتعزيز التضامن ومعالجة القضايا وتوحيد الصفوف وتعزيز المواقف”، على حد تعبيره.

**الصندوق العربي

وأوضح نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية حسام زكي أن جدول أعمال القمة سيتضمن إلى جانب التنمية وإعادة الإعمار عدداً من القضايا السياسية.

أعلن حسام زكي، خلال مؤتمر صحفي، الجمعة، أن العراق قدم مقترحاً لإنشاء صندوق عربي لدعم التعافي وإعادة الإعمار في الدول العربية بعد انتهاء النزاعات، خلال الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية للقمة العربية.

وأشار زكي إلى أن المقترح حظي بالإجماع من قبل الدول، ومن المتوقع أن يحظى بالترحيب في القمة يوم السبت. وأضاف أن العراق سيبدأ أيضاً بالمساهمة بالموارد المالية للصندوق.

ويدعو مشروع البيان الختامي للقمة العربية التي تعقد في بغداد السبت إلى “وقف فوري” للحرب في قطاع غزة وإنهاء “الاعتداءات الإسرائيلية على سيادة لبنان وسوريا”.

وأضاف نائب الأمين العام أن جدول أعمال القمة العربية كان واسعا. وأضاف أن القمة العربية الخامسة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية التي ستعقد أيضا في بغداد “تشكل فرصة مهمة للحوار العربي رفيع المستوى حول قضايا التنمية، خاصة وأن القمة التنموية الأخيرة عقدت في بيروت عام 2019”.

وأشار حسام زكي إلى أن قضايا التنمية عادة ما تحظى باهتمام أقل من القضايا السياسية، لكن قمة بغداد توفر “فرصة مهمة لمناقشتها مرة أخرى”، خاصة في ضوء مبادرات التنمية في العراق، بما في ذلك إنشاء صندوق دعم التعافي وإعادة الإعمار، والذي سيتم مناقشته خلال القمة.

**مبادرة سياسية لمعالجة الخلافات العربية

وأشار زكي إلى أن العراق قدم أيضاً “مبادرة سياسية لحل النزاعات بين الدول العربية” من خلال عمل منظم عندما “تظهر قضايا ملموسة”، وهو ما سيساعد في تحقيق نتائج إيجابية على الأرض. ونفى التقارير التي تتحدث عن انسحاب أي دولة من القمة.

وأشاد السفير حسام زكي بدور بغداد، قائلاً: “إن قوة العراق هي قوة للعرب، وعودته الكاملة إلى الوطن العربي مكسب للأمن والاستقرار والتضامن العربي، خاصة في ظل المشاريع والقرارات والمقترحات البناءة التي يقدمها في المجالات الاقتصادية والأمنية والسياسية”.

وقال إن العراق “يمثل اليوم نموذجا إيجابيا للتضامن العربي الفعال”، مشيرا إلى أن معظم الأفكار والمبادرات التي طرحها الجانب العراقي “تهدف إلى تعزيز التعاون العربي في مختلف المجالات”.


شارك