بعد استقالته من رئاسة جمعية الفيلم.. محمود عبد السميع: ما واجهته فى السنوات الأخيرة أرهقنى.. ورفضت وضع جوائز المهرجان محل الشبهات

منذ 2 شهور
بعد استقالته من رئاسة جمعية الفيلم.. محمود عبد السميع: ما واجهته فى السنوات الأخيرة أرهقنى.. ورفضت وضع جوائز المهرجان محل الشبهات

وعبرت منى زكي عن فخرها بالتكريم الذي حظيت به، إلا أن الظروف حالت دون حضورها. تم إلغاء جائزة فيلم “رفعت عيني إلى السماء” بعد مكالمة هاتفية مع مخرجه.

 

في قرار مفاجئ، استقال مدير التصوير محمود عبد السميع، رئيس مجلس إدارة جمعية السينما، بعد أن شغل المنصب لسنوات طويلة. ورغم كل محاولات أعضاء مجلس إدارة الجمعية لإثنائه عن الاستقالة، إلا أنه تمسك بقراره، وكشف الأسباب التي دفعته للاستقالة في تصريحات خاصة لـ”الشروق”. بدأ حديثه قائلاً: “منذ توليتُ هذا المنصب، أعمل تطوعيًا. لا أتقاضى راتبًا، بل أدفع غالبًا من مالي الخاص. هذه عادتي طوال مسيرتي المهنية منذ انضمامي إلى الجمعية. بالمناسبة، أنا آخر ممثل من الجيل الأول ينضم إلى الجمعية، لكنني فوجئتُ مؤخرًا بأن فكرة التطوع لم تعد ذات جدوى. أول ما يسأل عنه كل من يرغب في المشاركة هو راتبه. ثانيًا، يعلم الجميع أنني أتحمل 80-90% من العمل داخل الجمعية وفي المهرجانات التي ننظمها، مما يضعني تحت ضغط نفسي وعاطفي كبير. في السنوات الأخيرة، واجهتُ مواقف غير اعتيادية من أشخاص عديمي الخبرة، مما أرهقني بشدة، فقررتُ أخيرًا ترك المنصب بعد 28 عامًا من هذه المسؤولية”.

عندما وُجِّهَ بحقيقة تراجع دور الجمعية وفقدان المهرجان الذي تُنظِّمه بريقه في السنوات الأخيرة، أنكر ذلك قائلاً: “مع أنني أُقرُّ بأن عضوية الجمعية في تراجع ملحوظ، إذ يتراوح عدد أعضائها بين ٢٠٠ و٣٠٠ عضو، وهناك بالفعل جمعيات أخرى تضم عددًا من النقاد وصناع السينما، إلا أننا نتفوق عليهم جميعًا في النشاط. لدينا نشاط أسبوعي متواصل، ولسنا كبعض الجمعيات الأخرى التي تُعتبر مجرد مهرجان. حتى مهرجاننا اعتبره الناقد الراحل علي أبو شادي المنافس الأول والأبرز للمهرجان الوطني للسينما، ومنذ دورته الأولى، لم تُشوَّه جوائزه بالمجاملة أو التعاطف أو ما شابه. أتذكر أننا في أحد الأيام عيَّننا مخرجًا شابًا معروفًا عضوًا في لجنة التحكيم، وفوجئتُ برغبته في منح جوائز لجميع صناع السينما المشاركين في المهرجان لمجاملتهم. رفضتُ رفضًا قاطعًا، مُوضِّحًا له أن جائزتنا ذات قيمة كبيرة، وأن الشهادة التي نُقدِّمها للفائز، مُؤكِّدًا أنها… لوحة فنية صممها فنانون تشكيليون ذوو خبرة، لها أهميتها ومن يفوز بها يشعر أنه يستحقها ويستحقها.

ورداً على انتقادات الدورة الختامية للمهرجان رقم 51، التي غاب عنها معظم الفنانين الفائزين بالجوائز، قال: «لا أتفق تماماً مع هذا النقد، فهذه الدورة كانت من أنجح الدورات وشهدت حالة استثنائية غير مسبوقة، حيث منح النقاد فيلم «رحلة 404» تقييماً يصل إلى 100% نظراً لأدائه الاستثنائي، ومنحته لجنة التحكيم ست جوائز، من بينها جائزة التميز في التمثيل، والتي ذهبت إلى منى زكي». ولأول مرة، ضمت المسابقة 8 أفلام بدلاً من 7، حيث كانت النسب المحددة بين الفيلمين متقاربة جداً. فكيف يمكن أن تكون جلسة ضعيفة؟

وعند سؤاله عن سبب غياب العديد من الفائزين بالجوائز، وخاصة الفنانة منى زكي التي كان من المقرر تكريمها أيضًا، قال: “لا شك أن ظروفًا حالت دون حضورهم. بعضهم كان مسافرًا أو لديه التزامات عمل. أما منى زكي، فلم أُعلن عن تكريمها إلا بعد موافقتها، وقد أعربت عن فخرها وامتنانها الكبير للتكريم. خلال المهرجان، كانت منى في أمريكا، وبسبب فارق التوقيت، لم تتمكن من حجز تذكرة العودة في الوقت المحدد، وبالتالي لم تتمكن من الحضور شخصيًا لاستلام جائزتها وتكريمها. لذلك، استلم مخرج الفيلم، هاني خليفة، الجائزة نيابةً عنها. مع ذلك، فإن غياب النجوم لا يعني فشل المهرجان”.

وعن رفض تكريم فريق عمل فيلم “رفعت عيني إلى السماء” قال مدير التصوير محمود عبد السميع: الوضع هنا مختلف تماما. ورغم أن منى زكي لم تكن حاضرة لاستلام جائزتها، إلا أنها أعربت عن تقديرها له، وفعلت ذلك أكثر من مرة. لكن الوضع مختلف مع أيمن الأمير مخرج فيلم “رفعت عيني إلى السماء”، الذي استخف بتكريمنا له، فقررت إلغاء التكريم. وكان السبب في ذلك مكالمة هاتفية. اتصلت به شخصيا لإبلاغه بقرار الجمعية بمنحه وفريق الفيلم شهادة تقدير لتمثيل مصر في المحافل الدولية. ولكنني تلقيت منه جواباً غريباً وصادماً فسألته مستغرباً: هل تعرف من يتحدث معك؟ لم أفعل هذا من باب الغطرسة، بل من باب المفاجأة، لأنني رجل ذو اسم فني معروف. فكيف يمكنه أن يتحدث معي بهذه الطريقة؟ لكنّه أجاب: “نعم، أعرف ذلك”، وطلب مهلة أسبوع للتفكير فيما إذا كان سيقبل هذا التكريم أم لا. عندما رفضت له هذا الموعد النهائي لأن الاجتماع كان قد بدأ بالفعل وكان يجب أن يتم إعداد كل شيء مسبقًا، قلت له في دهشة: “يبدو أنك لا تحب عرضي لتكريمك؟” قال نعم، وكان هذا هو نهاية الأمر.

عندما سُئل عما إذا كان رد فعله على استبعاد فيلمه من مسابقة المهرجان، رغم حصده العديد من الجوائز الدولية، طبيعيًا، أجاب: “كنت وما زلت أرى أنه من غير الصواب جمع الأفلام الروائية والوثائقية في مسابقة واحدة. يعلم الجميع أن لكل دولة أوروبية أسبابها الخاصة في منح أفلام معينة، منها أسباب غير تقنية، كمجرد دعم الفكرة. برأيي، الفيلم ضعيف تقنيًا، لكن فكرته جيدة. أُعِدّ حاليًا مهرجانًا خاصًا للأفلام الوثائقية، وسأعلن عن تفاصيله قريبًا. سيُقام تحت مظلة جمعية الفيلم. ورغم استقالتي من الرئاسة، ما زلت عضوًا، ويحق لي تقديم مقترحات تخدم أهداف الجمعية”.

وأخيراً سألته عن سبب غياب الرعاة عن فعاليات النادي، والذي ينعكس من خلال مظهره المتواضع. قال: “المظاهر ليست كل شيء. لا يهمني السجاد الأحمر ولا اللافتات، بل يهمني اختيار لجنة تحكيم قوية ومنح الجوائز لمن يستحقها. أما بالنسبة للميزانية، فقد كنا نتلقى دعمًا يُقدر بـ 50 ألف جنيه مصري من صندوق التنمية الثقافية، كنا ننفقه على أنشطتنا، لكن هذا الدعم توقف. تدعم وزارة الثقافة المهرجان فقط، ولا تدعم أنشطة الجمعية الأخرى. غالبًا ما يدعم الرعاة المهرجان، لكنهم يحاولون فرض سيطرتهم وفرض شكل وأسماء معينة عليه، مختلفة تمامًا عما اعتاد عليه المهرجان في دوراته السابقة. حتى أن بعض شركات الإنتاج التي تزودنا بأحدث أفلامها أبدت رغبتها في رعاية المهرجان، لكنني شعرت بالحرج لأن ذلك سيؤثر سلبًا على حفل توزيع الجوائز. علاوة على ذلك، كنت مضطرًا آنذاك لمكافأة أفلام هذه الشركات بجوائز مجانية لدعمها، لذلك رفضت بالطبع”.


شارك