مسئول فلسطيني: شعبنا يعيش نكبة جديدة بغزة والضفة والهدف تهجيره

منذ 4 ساعات
مسئول فلسطيني: شعبنا يعيش نكبة جديدة بغزة والضفة والهدف تهجيره

شعبنا يضحي ويعيش ذكرى النكبة، مدركاً أن فصولها تتكرر مع الإبادة في قطاع غزة. وتهاجم إسرائيل مخيمات اللاجئين في قطاع غزة والضفة الغربية لأنها تشهد على نكبة عام 1948 وتشكل رمزاً للقضية الفلسطينية. إن امتداد عدوان إسرائيل ومستوطنيها إلى مخيمات اللاجئين يهدف إلى طرد شعبنا من أرضه.

 

قال مدير الإدارة العامة للمخيمات في منظمة التحرير الفلسطينية محمد عليان، إن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية يعيش هذا العام نكبة جديدة، تهدف إسرائيل من خلالها إلى تهجيرهم من أرضهم.

وقال عليان، المسؤول عن تنسيق أعمال اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة، في حديث لوكالة الأناضول: “إن الشعب الفلسطيني يحيي اليوم الذكرى الـ77 للنكبة تحت شعار: لن نرحل، وفلسطين للفلسطينيين”.

يستخدم الفلسطينيون مصطلح “النكبة” لوصف أحداث 15 مايو/أيار 1948، عندما أُعلن عن قيام دولة إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد طرد ما يقرب من 750 ألف فلسطيني.

وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني (رسمي)، قتلت إسرائيل 154 ألف فلسطيني وعربي في فلسطين منذ نكبة عام 1948.

وقالت الوكالة في بيان لها الأحد إن إسرائيل اعتقلت نحو مليون فلسطيني منذ النكسة عام 1967 عندما احتلت قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.

في الخامس عشر من مايو/أيار من كل عام، يحيي الفلسطينيون ذكرى النكبة بمسيرات وفعاليات ومعارض في الأراضي الفلسطينية وفي الشتات حول العالم.

** الكوارث

وقال عليان: “يحيي الشعب الفلسطيني ذكرى النكبة مدركاً أن فصولها تتكرر. لقد تكبد خسائر فادحة منذ ذلك الحين، وما زلنا نقدم التضحيات رغم العدوان الإسرائيلي المتواصل، وخاصة في قطاع غزة”.

وأضاف: “هناك نحو 200 ألف شهيد ومفقود في قطاع غزة، وهناك أيضاً العطش والجوع والقتل وتدمير الأراضي والحصار والقصف المستمر”.

وأشار إلى توسع عدوان إسرائيل ومستوطنيها في أزقة مخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم ونور شمس والفارعة شمال الضفة الغربية، مؤكداً أن “الهدف الإسرائيلي الحالي واحد وهو طرد شعبنا من أرضه”.

بدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل إبادة جماعية في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. قُتل وجُرح حوالي 173 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وفُقد أكثر من 11 ألف شخص.

وبالتوازي مع تدمير قطاع غزة، كثف جيش الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنوه اعتداءاتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. وبحسب مصادر فلسطينية، قُتل أكثر من 962 فلسطينياً، وأصيب نحو 7 آلاف آخرين، واعتقل أكثر من 17 ألف شخص.

** الأحداث

في ذكرى النكبة لهذا العام، قال عليان: “أطلقنا فعاليات إحياء هذه الذكرى منذ يوم الأرض في 30 آذار، تحت شعار “لن نترك… فلسطين للفلسطينيين”. رسالتنا أن الشعب الفلسطيني لن يكرر التهجير وأننا سنبقى أوفياء لأرضنا وحقوقنا.

وأضاف: “هذه الحقوق تنطبق على الكبار والصغار. واليوم، نركز على الفئات العمرية الأصغر من خلال ترسيخ ثقافة الاعتراف بحق العودة في ذاكرتهم وهمومهم”.

وأوضح أن “إحياء ذكرى النكبة لا يقتصر على مظاهرات هنا وهناك، بل يشمل برامج تهدف إلى إبقاء حق العودة حيا في أذهان الناس”.

وتابع: “الاحتلال الذي قال إن الكبار سيموتون والصغار سيُنسى، ها هو شعبنا وأطفاله يُصرّون على عودتهم ويقولون إننا لن نترك هذه الأرض رغم الخسائر والتضحيات. سنبقى لنُرسّخ ونُعزّز صمود شعبنا الفلسطيني”.

** الإبادة الجماعية

في مقارنة بين وضع الفلسطينيين في الماضي والحاضر، قال عليان: “المفارقة هائلة. ففي عام ١٩٤٨، هُجّر قرابة مليون فلسطيني، وأُعلن قيام الدولة الصهيونية على أرضنا بينما لا تزال جماجمنا ملقاة هناك. كان هناك تهجير ومعاناة ومجازر عديدة، لكنها لم تصل إلى مستوى سفك الدماء والجرائم التي ترتكبها دولتنا اليوم”.

وأضاف: “منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كشف الاحتلال عن وجهه الحقيقي للعالم أجمع. كنا نعلم أنها جريمة، والآن يشهد العالم جرائم إسرائيل وانتفاضاتها، ودولتهم فوق القانون”.

وحمّل السياسي الفلسطيني المجتمع الدولي مسؤولية هذه الجرائم المستمرة، ودعا العالم إلى العمل على “وقف المجازر الإسرائيلية الوحشية وانتهاكات حقوق الإنسان”.

وتابع: “نحن في عام ٢٠٢٥، وشعبنا لا يجد ما يأكله ويتضور جوعًا أمام أعين الإعلام. لم يُحرك هذا ساكنًا في العالم. ما نحتاجه اليوم هو التزام صادق بإنهاء المجازر اليومية التي تُسفك فيها دماء أطفالنا في جميع أنحاء البلاد”.

وأشار إلى أن حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل “تهدف إلى طرد الشعب الفلسطيني من أرضه عبر الضغط العسكري والحصار والتدمير”.

** مستودع

وقال عليان إن مخيمات اللاجئين سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية “أصبحت مركز الاحتلال لأنها شاهدة على نكبة 1948 وهي العنوان الأهم وجوهر القضية الفلسطينية”.

وأوضح أن إسرائيل “تحاول تحويل المخيمات إلى بيئة معادية لسكانها الفلسطينيين، كما يحدث حاليا في مخيمات شمال الضفة الغربية”.

وأشار إلى أن العدوان الإسرائيلي امتد أيضاً إلى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التي أنشئت بقرار من الأمم المتحدة. “إن الأمر لا يتعلق فقط بقضية اللاجئين نفسها، بل يتعلق أيضاً بالقرارات والمعاهدات الدولية”.

ووصف عليان الهجمات على الأونروا بأنها “تهديد كبير لمجتمع اللاجئين الفلسطينيين في المناطق التي تعمل فيها: الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن وسوريا ولبنان، وخاصة قطاع غزة الذي يحتاج إلى المساعدة بشكل عاجل في ظل حرب الإبادة”.

في 28 أكتوبر/تشرين الأول 2024، أقرّ الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) قانونين يمنعان الأونروا من ممارسة أي نشاط في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويحرمانها من الامتيازات والتسهيلات التي منحتها لها، ويحظران أي اتصال رسمي معها. دخلت هذه القوانين حيز التنفيذ في 30 يناير 2025.

تزعم إسرائيل أن موظفي الأونروا شاركوا في هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهو ما تنفيه الوكالة. وأكدت الأمم المتحدة التزام الأونروا بالحياد والتزامها بمواصلة عملها ورفضها للحظر الإسرائيلي.


شارك