ماذا يقال من دعاء عند حدوث الزلازل؟

وأكدت دار الإفتاء أن من تعرض لأمر يثير خوفه أو قلقه فإنه يجد اللجوء والحماية في الله تعالى. قال الله تعالى: {قُلْ مَنْ يُنْجِيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخَفْيَةً لِئَلاَّ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ}. قُلْ اللَّهُ يَعْوِذُكُمْ مِنْ هَذِهِ وَمِنْ كُلِّ شَرٍّ. ثُمَّ تُشْرِكُونَ بِهِ.
وأوضحت أن السنة النبوية المطهرة تضمنت بعض الأدعية والأذكار التي يعتمد عليها العبد عند حدوث ما يخيفه أو يقلقه، داعياً الله راجياً السلامة والنجاة. ومنها ما روي عن عبد الله بن عمر، عن أبيه رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سمع صوت الرعد والبرق؛ قال: اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، واغفر لنا مقدماً.
جاء ذلك ردا على سؤال ورد إليها وهو: هل هناك دعاء مشروع في السنة النبوية يقال عند حدوث الزلازل؟
وأوضح المجلس أن الذكر في السنة المطهرة يدل على أن من خاف شيئاً يقول: هو الله، الله ربي لا شريك له. عن ثوبان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا خاف شيئاً قال: هو الله، الله ربي لا شريك له. وأضافت: “ومن ذلك ما روي عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا هبّت الريح قال: اللهم إني أسألك خيره وخير ما فيه وخير ما أرسل به، وأعوذ بك من شره وشر ما فيه وشر ما أرسل به”. فلما طلعت السماء، تغير لونها، فخرج ودخل، واقترب ثم رجع. فلما أمطرت، استراح. فعرفت عائشة ذلك فسألته. فقال: لعله يا عائشة كما قال قوم عاد: لما رأوه سحابًا قد أقبل على أوديتهم، قالوا: هذا سحاب ممطرنا. وأشارت إلى أن هذا الحديث وأمثاله يدل على استحباب الدعاء عند الزلزال أو غيره من الكوارث والأهوال التي تسبب للإنسان الخوف والقلق. وقد استدل العلماء بهذا الحديث – حديث السيدة عائشة رضي الله عنها – على استحباب الدعاء والاستعاذة بالله تعالى عند الزلازل ونحوها. والدعاء بدعاء سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فيقول: «اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به».
ونقلت قول الخطيب الشربيني الشافعي في “مغني المحتاج”: “ينصح كل إنسان بالدعاء ونحوه عند الزلازل ونحوها، كالصواعق والرياح الشديدة والخسوف، وأن يصلي منفردًا في بيته. كما قال ابن المقري: لئلا يغفل، فإنه كان إذا هبت الريح -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به”.
ونقلت أيضاً قول شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في الغرر البهية في شرح البهجة الوردية: “(يُستحب للمؤمنين الدعاء في مواضع كالزلزال) كالهزة الأرضية والبرق والريح الشديدة؛ لئلا يفرطوا، ولأن عمر رضي الله عنه حث الناس على الدعاء في الزلزال. رواه الشافعي. (مفرداً)… ويستحب الدعاء والتوسل؛ ففي صحيح مسلم: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا هبت الريح قال: “اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به”. ومن كل ما قيل فإن الجواب على السؤال معروف.