تصعيد دبلوماسي بين الجزائر وفرنسا: طرد موظفين واختلافات حادة حول بوخرص والصحراء الغربية

منذ 8 ساعات
تصعيد دبلوماسي بين الجزائر وفرنسا: طرد موظفين واختلافات حادة حول بوخرص والصحراء الغربية

وتشهد العلاقات بين الجزائر وفرنسا توتراً غير مسبوق، خاصة بعد طرد الجزائر 15 موظفاً من السفارة الفرنسية في البلاد، بدعوى أنهم “عملاء استخبارات متنكرين في زي دبلوماسيين”.

ولم تكن هذه المرة الأولى التي تطرد فيها الجزائر دبلوماسيين فرنسيين. طردت السلطات الجزائرية اثني عشر موظفا من السفارة الفرنسية في أبريل/نيسان. جاء ذلك ردا على اعتقال السلطات الفرنسية قنصلا جزائريا في باريس. اتُهم بالتورط في اختطاف الناشط الفرنسي الجزائري أمير بوخرص. ويعيش بوخورز في فرنسا منذ عام 2016، وكان معروفًا بانتقاده للحكومة الجزائرية. وفي عام 2023 حصل على اللجوء السياسي هناك.

وبحسب تقرير لصحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، فإن المحاكم الجزائرية كانت قد أدانت في وقت سابق بوخورز بتهمة الاحتيال والتهديد والتشهير. وفي عام 2021، قدمت الجزائر طلبين لتسليمها إلى فرنسا بتهمة “الانتماء والعضوية في منظمة إرهابية”، لكن محكمة الاستئناف في باريس رفضت طلبي التسليم.

كما اعتقلت الجزائر بوعلام صنصال، وهو كاتب جزائري يحمل الجنسية الفرنسية، في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بعد أن أدلى بتصريحات على قناة يوتيوب تعتبر يمينية متطرفة، زعم فيها أنه من الناحية التاريخية فإن جزءا من الجزائر ينتمي إلى المغرب، وهو جار وعدو للجزائر في نفس الوقت.

وانتقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعتقال صنصال، وجدد دعوته للسلطات الجزائرية للإفراج عنه. ويبدو أن دفاع ماكرون عن سانسال هو وسيلة لاستقطاب الحركة اليمينية المتطرفة التي تكتسب زخما في فرنسا.

وتصاعدت التوترات بين البلدين بعد أن أيدت فرنسا خطة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية على منطقة الصحراء الغربية المتنازع عليها بين الجزائر والمغرب. جاء ذلك عقب لقاء بين وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو ونظيره المغربي ناصر بوريطة.

كما أصدرت وزارة الخارجية الفرنسية بيانًا جاء فيه: “يُعرب رئيس الجمهورية عن موقفه الثابت: بالنسبة لفرنسا، حاضر ومستقبل الصحراء الغربية جزء من السيادة المغربية. والحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الإطار الذي يجب أن تُحل فيه هذه المشكلة”.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد زار المغرب في أكتوبر/تشرين الأول الماضي وأعرب عن دعم فرنسا لمقترح الحكم الذاتي المغربي باعتباره “الحل الواقعي الوحيد” للصراع في الصحراء الغربية. كما وقع مع الجانب المغربي اتفاقيات واسعة النطاق بلغت قيمتها أكثر من 10 مليارات دولار.

وتُوجت جهود ماكرون بإعلان الوكالة الفرنسية للتنمية عن استثمارات جديدة في الصحراء الغربية بقيمة 150 مليون يورو لعامي 2025 و2026. وتشكل هذه الاستثمارات جزءًا من جهود باريس لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة، وخاصة في مجالات البيئة والمياه.


شارك