انطلاق اجتماع المجلس الاقتصادى والاجتماعى على المستوى الوزارى تحضيرا للقمة العربية التنموية

• أبو الغيط يدعو إلى رؤى عربية جماعية للتعامل مع الاضطرابات الخطيرة في النظام الاقتصادي الدولي.
بدأت منذ قليل اجتماعات المجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري للتحضير للدورة الخامسة للقمة التنموية الاقتصادية والاجتماعية برئاسة لبنان الرئيس السابق للقمة التنموية.
وحضر اللقاء الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط؛ وزير التجارة العراقي أثير داود سلمان؛ الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي؛ ونائب الأمين العام ورئيس الشؤون الاجتماعية السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة. وفي الاجتماع تولى العراق رئاسة المجلس خلفا للبنان.
وفي كلمته أمام الجمعية، قال أبو الغيط إن التطورات العالمية المتسارعة والخطيرة، وخاصة في المجال الاقتصادي، تتطلب بلورة رؤية عربية جماعية للتعامل مع الاضطرابات الخطيرة في النظام الاقتصادي الدولي. وأضاف أن هذه الرؤى يجب أن تأخذ في الاعتبار تراجع العولمة وتزايد الإجراءات الحمائية. وهذا من شأنه أن يحث الجميع على تعزيز التعاون والتكامل على المستوى الإقليمي لضمان ازدهار الأسواق وأمن شبكات التوريد والاستيراد، خاصة في أوقات الأزمات.
وأضاف أبو الغيط أن الدول العربية ستكون بلا شك في وضع أفضل بكثير إذا تعاملت مع هذه التحديات الجديدة برؤية مشتركة واعتمدت نهجا مرناً وتشاركيا يضم الجميع ولا يترك أحدا خلفه.
وأوضح الأمين العام لجامعة الدول العربية أن مشروع جدول أعمال القمة التنموية يتضمن عدداً من الموضوعات الهامة، منها المبادرات والمشاريع وبرامج العمل المتعلقة بالتكامل الاقتصادي العربي، والطاقة، والحماية الاجتماعية، والصحة، والتعليم، والمرأة والشباب، وأخيراً وليس آخراً، التمويل المستدام والرؤية العربية 2045، العام الذي تحتفل فيه جامعة الدول العربية بمئويتها.
واعتبر أبو الغيط أن ضمان الحياة الكريمة للمواطن العربي يتطلب تلبية احتياجاته الأساسية من الغذاء والملبس والمأوى، والحفاظ على حريته وكرامته، وضمان حقوقه المتعددة المنصوص عليها في كافة المواثيق والمعاهدات.
وأكد أيضاً أن هذه القضية تمثل ركيزة أساسية للاستقرار ومحركاً مهماً لتقدم وازدهار الدول العربية. وقد أحرزت العديد من الدول العربية في الآونة الأخيرة تقدماً كبيراً على هذا المسار، حيث قامت بتطوير استراتيجيات وطنية لتلبية احتياجات مواطنيها والاستجابة لمتطلباتهم المتنوعة. ولتعظيم الاستفادة من التجارب العربية الناجحة في هذا الصدد وبالتالي المساهمة في تفعيل المنظومة العربية وتنمية قدراتها فإن تبادل الخبرات يشكل أهمية قصوى.
من جانبه أكد وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني عامر بساط أن لبنان بصفته رئيس القمة التنموية الرابعة التي عقدت في بيروت عام 2019 يتابع عن كثب تنفيذ قرارات القمة.
وفي كلمته، سلط بساط الضوء على التقدم المحرز، بما في ذلك تنفيذ مراحل متقدمة من مشروع الربط الإلكتروني العربي كإطار لتعزيز التكامل الرقمي والاقتصاد المعرفي، وإطلاق وتطوير مشروع المنطقة العربية للابتكار الهادف إلى دعم ريادة الأعمال والبحث العلمي. كما سيتم تفعيل مبادرة المرأة في المجتمعات الهشة والمتأثرة بالصراعات من أجل تعزيز دور المرأة في عمليات التنمية.
كما يتواصل العمل في إطار المبادرة العربية الإقليمية لصحة المرأة (الخزان الوردي) لدعم الصحة الوقائية والإنجابية للمرأة وتنفيذ الاستراتيجية العربية للحد من مخاطر الكوارث من خلال دعم قدرات البلدان على الرصد والاستجابة.
وأوضح أن هذه النجاحات دليل على فعالية القمم التنموية وأهمية الاستمرار في تنفيذ قراراتها ومتابعتها من خلال آليات مؤسسية واضحة وقابلة للقياس.
من جانبه أكد وزير التجارة العراقي أثير داود سلمان أن الاجتماع الوزاري لمجلس جامعة الدول العربية للتحضير للقمة التنموية ليس مجرد حدث بروتوكولي بل خطوة استراتيجية نحو مستقبل عربي مشترك يرتكز على التكامل الاقتصادي والتنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية.
وأكد سلمان أن الوقت قد حان لتحويل الحدود إلى جسور، والمنافسة إلى تكامل، والتفتت إلى وحدة اقتصادية حقيقية. وأوضح أن إقامة المناطق الاقتصادية المشتركة وتشجيع الاستثمارات العربية المشتركة وتطوير آليات التعاون الفعّالة لم تعد خياراً، بل ضرورة تفرضها الظروف وتفرضها التحديات الإقليمية والدولية.
وأكد أننا في لحظة حرجة تتطلب منا العمل بثبات وإرادة جماعية لتحويل اقتصادنا العربي من حالة التنافس المحدود إلى فضاء التكامل الواسع، ومن الاعتماد على العوامل الخارجية إلى الاعتماد على قدراتنا الذاتية لبناء اقتصاد عربي قوي ومنتج ومرن يلبي تطلعات شعوبنا ويضمن مستقبل أجيالنا.
وأكد أن الصناعة كانت وستظل المحرك الرئيسي للتنمية. واعتبر القطاع الصناعي ركيزة أي نهضة اقتصادية شاملة، إذ يسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي وتحسين ميزان التجارة والمدفوعات وخلق فرص العمل وخفض البطالة. ومن هنا فإن دعم هذا القطاع الحيوي وتحديث بنيته يعد ضرورة استراتيجية لأي مشروع تنموي عربي.
وأضاف أن التطور التكنولوجي السريع وثورة المعرفة الرقمية تتطلب منا كدول عربية إعادة تقييم سياساتنا التنموية والاستثمار في الابتكار والتحول الرقمي والطاقة المتجددة والاقتصاد الأخضر. وسيتم التركيز على تمكين الشباب والنساء والفئات المحرومة، وتحسين قدراتنا الإنتاجية، وتحقيق القفزة اللازمة نحو اقتصاد المعرفة.
ويناقش الاجتماع مشروع جدول أعمال القمة الاقتصادية والتنموية الاجتماعية والذي يتضمن عددا من القضايا الاقتصادية والاجتماعية والتنموية ذات الأولوية نحو العمل العربي المشترك الهادف إلى مزيد من التكامل بين الدول العربية في مجالات التنمية المستدامة.