نيسان تغلق 7 مصانع وتسرّح 20 ألف موظف بعد أسوأ خسارة في 25 عاما

وتكبدت الشركة خسائر بلغت 4.5 مليار دولار في السنة المالية المنتهية في مارس/آذار الماضي. وستؤثر الرسوم الجمركية على 300 ألف وحدة تصدير من المكسيك و120 ألف وحدة من اليابان. وقالت شركة رينو التي تملك 36 بالمئة من أسهم الشركة اليابانية إنها ستتكبد خسائر بقيمة 2.4 مليار دولار بسبب نيسان.

وبحسب بلومبرج، تخطط شركة صناعة السيارات اليابانية نيسان موتور لإغلاق سبعة مصانع وتسريح 20 ألف موظف. ويمثل هذا أكبر خسارة سنوية للشركة منذ أن أنقذتها شركة صناعة السيارات الفرنسية رينو قبل ربع قرن تقريبا.

ورفضت نيسان تقديم توقعات الأرباح التشغيلية للسنة المالية المنتهية في مارس 2026 وأعلنت عن خسارة صافية بلغت 670.9 مليار ين (4.5 مليار دولار) للسنة المالية المنتهية في مارس الماضي.

تبدأ السنة المالية لشركة نيسان في الأول من أبريل وتنتهي في 31 مارس.

وتعتزم شركة صناعة السيارات اليابانية إغلاق مصانعها السبعة بحلول السنة المالية 2027، وهو ما يخفض الطاقة الإنتاجية السنوية إلى 2.5 مليون وحدة من 3.5 مليون وحدة في العام الماضي. وبحسب وكالة بلومبرج، لم يتم الكشف عن أي تفاصيل بشأن المصانع السبعة التي من المقرر إغلاقها.

وأكدت نيسان أيضًا نيتها خفض 20 ألف وظيفة، بما في ذلك 9 آلاف وظيفة كانت الشركة قد أعلنت عنها بالفعل في نوفمبر/تشرين الثاني. وتهدف هذه الإجراءات إلى خفض التكاليف بمقدار 500 مليار ين.

وقال الرئيس التنفيذي الجديد لشركة نيسان إيفان إسبينوزا يوم الثلاثاء في أول مؤتمر صحفي له بعد الإعلان عن النتائج المالية للشركة منذ توليه منصبه في أبريل: “الحقيقة واضحة: يجب على نيسان إعطاء الأولوية للتحسين الذاتي بمزيد من الإلحاح والسرعة”.

ويحاول إسبينوزا، الذي يشغل مناصب في نيسان منذ عام 2003، تسريع عملية إعادة الهيكلة.

وتحاول شركة صناعة السيارات اليابانية التي ضربتها الأزمة إحياء أعمالها حيث لم تعد مجموعة طرازاتها القديمة تجتذب العملاء في الولايات المتحدة والصين. بعد فشل جهود الاندماج مع شركة هوندا موتور في وقت سابق من هذا العام، قامت الشركة بالفعل باستبدال معظم كبار المديرين لديها وهي الآن في حاجة ماسة إلى شريان حياة جديد.

وعندما سُئل عما إذا كان يندم على فشل صفقة هوندا، قال إسبينوزا إن شركة صناعة السيارات المنافسة كانت “واحدة من العديد من المرشحين” عندما يتعلق الأمر بالمشاريع والشراكات والاندماجات والاستثمارات الرأسمالية والشركات الفرعية.

ورغم فشل عملية الاندماج، أعلنت نيسان وهوندا في وقت سابق أنهما ستواصلان شراكتهما الاستراتيجية مع التركيز على المركبات الكهربائية والبطاريات.

وفيما يتعلق بتوقيت الشراكة الجديدة المحتملة، قال إسبينوزا: “لا أستطيع أن أعطيكم جدولا زمنيا في الوقت الحالي، لكننا نعمل على ذلك بجدية… وكلما كان ذلك أسرع كان ذلك أفضل”.

وتعكس التغييرات التي أجراها إسبينوزا نهجا أكثر حسما من النهج الذي تبناه الرئيس التنفيذي السابق ماكوتو أوشيدا، الذي تعرض لانتقادات لعدم جرأته الكافية. وفي المحادثات مع هوندا، أعرب أوشيدا عن تردده في إغلاق المصانع، مشيرا إلى كبرياء نيسان والحاجة إلى الحفاظ على استقلالها التشغيلي.

ولكن منذ رحيله، ألمحت نيسان إلى خطط أوسع لخفض الإنتاج، وأعلنت الأسبوع الماضي أنها ستتخلى عن خطط بناء مصنع للبطاريات في فوكوكا للتركيز على تعافيها.

ولكن حتى مع التخفيضات الممتدة، تواجه نيسان معركة شاقة للعثور على منقذ مالي.

في المقابل، قد تؤدي الرسوم الجمركية الأميركية على السيارات المستوردة وقطع الغيار إلى إعاقة جهود إعادة هيكلة شركة نيسان. وقالت شركة صناعة السيارات إنها تتوقع أن يبلغ تأثير هذه الإجراءات 450 مليار ين، وهو ما من المتوقع أن يؤدي إلى خسارة تشغيلية قدرها 200 مليار ين للشركة في الربع الأول. وقال المدير المالي جيريمي بابين إن الصادرات من المكسيك واليابان تمثل نحو 45 بالمئة من مبيعات نيسان في الولايات المتحدة. وأضاف أن الرسوم الجمركية ستؤثر على 300 ألف وحدة تصدير من المكسيك و120 ألف وحدة من اليابان.

بدأت سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التجارية غير المتوقعة تؤثر بالفعل على صناعة السيارات العالمية: فقد سحبت شركات تصنيع مثل ستيلانتيس ومجموعة مرسيدس بنز توقعاتها بشأن الأرباح، في حين حذرت شركات أخرى من التأثير الكبير على أرباحها.

انضمت شركات صناعة السيارات اليابانية الكبرى إلى موجة التحذيرات بشأن تأثير الرسوم الجمركية الجامحة التي فرضها ترامب.

وتتوقع شركة تويوتا موتور تأثيرا سلبيا على الأرباح التشغيلية بقيمة 180 مليار ين في شهرين فقط، في حين رفضت شركة مازدا موتور تقديم توقعات سنوية وحذرت من تأثير بقيمة 10 مليارات ين في أبريل وحده.

في هذه الأثناء، تتوقع شركة رينو، التي تمتلك حصة تبلغ نحو 36% في نيسان، خسارة صافية قدرها 2.2 مليار يورو (2.4 مليار دولار) في الربع الأول، في حين تواصل شركة صناعة السيارات اليابانية العمل على تحويل أعمالها.

وقال إسبينوزا إن نيسان تخطط لتعزيز شراكتها مع رينو في أوروبا والهند وأميركا اللاتينية، والتعاون مع ميتسوبيشي في الولايات المتحدة لتطوير شاحنات بيك آب وبطاريات للسيارات الكهربائية.

وأضاف أن الشركة قد تدرس أيضًا التعاون مع هوندا في السوق الأميركية.

أغلقت أسهم نيسان تعاملات اليوم الثلاثاء على ارتفاع بنسبة 3%، لتقلص خسائرها هذا العام إلى 26%.