علماء يحذرون.. تفشي طفيلي حمى الحلزون القاتل في منطقتين شهيرتين بأوروبا

حذر خبراء من الانتشار المتزايد لدودة خطيرة تعيش في القواقع في المياه العذبة ويمكن أن تصيب الأشخاص في الوجهات السياحية الأوروبية.
وتظهر البيانات التي حصلت عليها صحيفة “ميل أونلاين” أيضًا أن عدد المسافرين البريطانيين الذين يحملون هذه الطفيليات إلى أوطانهم قد وصل إلى مستوى قياسي.
كيف يصيب الإنسان؟
هذه الدودة، وهي نوع من العلق، تخترق جلد الإنسان وتطلق آلاف البيض التي يمكن أن تنتشر في جميع أنحاء الجسم وتصيب الأعضاء الحيوية، مما يؤدي إلى الإصابة بمرض البلهارسيا. تحدث العدوى البشرية عادة عندما يتلامس المسافرون مع الطفيلي أثناء السباحة في بيئات المياه العذبة.
يمكن أن تؤدي هذه العدوى، المعروفة أيضًا باسم حمى الحلزون أو داء البلهارسيا، إذا تُركت دون علاج، إلى العقم والعمى وتلف الأعضاء الشديد، بما في ذلك سرطان المثانة.
وفي مؤتمر نظمته مؤسسة ويلكم ترست في لندن الأسبوع الماضي، أكد العلماء أن المرض كان محصوراً في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، لكنه انتشر الآن إلى أجزاء من جنوب أوروبا.
وبحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، تم الإبلاغ عن تفشي المرض في البحيرات والأنهار ذات المياه العذبة في وجهات العطلات الأوروبية الشهيرة مثل إسبانيا والبرتغال وأجزاء من فرنسا. وتظهر البيانات الرسمية الصادرة عن الحكومة البريطانية أن عددا متزايدا من المسافرين البريطانيين يصابون بالعدوى أيضا.
وقالت بوني ويبستر، الباحثة البارزة في وحدة موارد الحلزون البلهارسي في متحف التاريخ الطبيعي: “من المعتقد أن الدودة جلبها مسافرون أفارقة إلى أوروبا”.
وبحسب صحيفة “ديلي تلغراف”، أكدت: “المسافرون الذين جلبوا الطفيليات جاءوا من أفريقيا، وخاصة السنغال”، وتابعت: “بمجرد إصابة الحلزون، فإنه يصيب مجموعة كاملة من الحلزونات، والتي بدورها تصيب مجموعة كاملة من الناس”.
أسباب انتشاره في المياه الأوروبية
ويرجع العلماء وجود هذه الآفات في المياه الأوروبية إلى تغير المناخ، الذي جعل المياه الأوروبية أكثر دفئًا وأكثر ملاءمة للديدان. ويعتقد الخبراء أيضًا أن زيادة الإصابات في القارة ترجع إلى قيام السياح بإحضار الديدان معهم.
منذ عام 2014، تم التعرف على أكثر من 120 حالة في جزيرة كورسيكا الفرنسية. ومن المفترض أن الديدان تم جلبها إلى هناك من قبل أشخاص من السنغال.
كيف ينتقل بين الأشخاص؟
يمكن للأشخاص المصابين تلويث مصادر المياه العذبة بهذه الدودة عن طريق وضع البيض في البول والبراز. ومن هناك، تصيب الدودة القواقع التي تعيش في المياه العذبة، حيث تنمو إلى حجم يسمح لها بإصابة البشر.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، أصيب أكثر من 250 مليون شخص بمرض البلهارسيا في عام 2021، 90% منهم في أفريقيا.
وبشكل عام، يقدر عدد الأشخاص الذين يموتون بسبب مرض الحلزون سنويا بنحو 12 ألف شخص بسبب المضاعفات.
أعراضه
قد تظهر العدوى في البداية على شكل طفح جلدي مثير للحكة، يُعرف شعبياً باسم “طفح الحمام”. ومع تقدم المرض، تحدث الحمى، وزيادة الطفح الجلدي، والسعال، والإسهال، وآلام العضلات والمفاصل، وآلام المعدة، والشعور بالضيق العام. لا تنتج هذه الأعراض عن الدودة نفسها، بل عن رد فعل الجسم تجاه الآلاف والآلاف من البيض التي تطلقها الدودة.
ويقول الخبراء إنه في هذه المرحلة، غالباً ما يتم تشخيص حمى الحلزون بشكل خاطئ على أنها نتيجة لعدوى أخرى. وعلى الرغم من أن المرض عادة ما يختفي من تلقاء نفسه، فإن المرضى يظلون معرضين لخطر حدوث مضاعفات صحية طويلة الأمد، مثل تلف الأعضاء، لأن الطفيلي يبقى في أجسامهم.
وفي حالات نادرة، يمكن أن تصل البيض إلى المخ والحبل الشوكي وتسبب عددا من المشاكل الصحية الخطيرة.
تنصح هيئة الخدمات الصحية الوطنية الأشخاص الذين تظهر عليهم علامات العدوى وكانوا في منطقة تتواجد فيها الديدان باستشارة طبيبهم العام.
يمكن تقليل خطر الإصابة بحمى الحلزون عن طريق تجنب السباحة أو التجديف في المياه العذبة، حيث لا تستطيع الديدان البقاء على قيد الحياة في البحر أو حمامات السباحة.