الباليوم وخاتم القديس بطرس.. كيف سيجري تنصيب بابا الفاتيكان الجديد؟

تاريخ التنصيب
حدد الفاتيكان موعد القداس الرسمي لتنصيب البابا ليون الرابع عشر في ساحة القديس بطرس يوم الأحد 18 مايو، بحسب بيان رسمي صدر يوم الجمعة.
تم انتخاب البابا ليون الرابع عشر في اليوم الثاني من مجمع الكرادلة بأغلبية الثلثين باسمه؛ وهذا يعني أنه حصل على 89 صوتًا على الأقل. ومع ذلك، ونظرا للسرية المطلقة للكلية المغلقة، لن يتم الكشف عن أي تفاصيل حول عملية الانتخابات.
الرموز المقدسة في الاحتفالات
الباليوم
وفي تفاصيل حفل تنصيب البابا، تبرز رموز ذات دلالة لاهوتية عميقة تتجاوز البعد الاحتفالي وتعبر عن جوهر الخدمة البابوية. ومن أبرز الرموز هو الباليوم، وهو شال أبيض مصنوع من صوف الأغنام يوضع حول كتفي البابا لتذكيره بأن مهمته الأساسية هي رعاية القطيع، أي المؤمنين. هذا الرمز مشتق بشكل مباشر من صورة المسيح “الراعي الصالح”. يُمنح الباليوم فقط للبابا ورؤساء أساقفة العالم الكاثوليكي وهو علامة على سلطته الروحية العالمية.
خاتم القديس بطرس
الرمز الثاني هو “خاتم الصياد” أو “خاتم القديس بطرس”، والذي صنع خصيصًا لكل بابا جديد ويحمل نقشًا يصور الرسول بطرس وهو يلقي شبكته في البحر – وهي إشارة مباشرة إلى دعوته الأولى من قبل المسيح.
ويعتبر الخاتم رمزًا للسلطة الروحية والاتصال بالخلافة الرسولية. بعد انتهاء فترة البابوية، سواء بالموت أو الاستقالة، يتم تدمير الخاتم رسميًا لإغلاق الفصل المتعلق بالبابا المتوفى. ويتم ذلك في طقس يؤكد أن السلطة البابوية ليست ملكية شخصية بل هي خدمة دنيوية، كما تقول الموسوعة الكاثوليكية.
المشاركة الواسعة للسكان
الجمهور… شريك الحدث
لا يقتصر حفل البدء على الطقوس الرسمية؛ ويحظى الشعب الكاثوليكي بتمثيل رمزي قوي بشكل خاص في ساحة القديس بطرس. ويتم توزيع منشورات القداس بعدة لغات على المشاركين، ووضع شاشات كبيرة لبث الحفل، ويسمح للمشاركين بغناء الترانيم والصلاة معًا، مما يعطي الحدث أجواء شعبية واسعة. وسيتم ترجمة خطاب البابا المباشر إلى أكثر من 40 لغة، وسيتم بث الحفل على القنوات العالمية ومحطات الإذاعة والمنصات الرقمية، ليصل إلى أكثر من مليار مشاهد في جميع أنحاء العالم، بحسب شبكة CNN.
كلمة الافتتاح: الدلائل الأولى
ومن المتوقع أن يعطي الخطاب الأول للبابا الجديد إشارة إلى نواياه، حيث كان خطاب البابا في قداس تنصيبه دائمًا بمثابة الإشارة الأولى إلى المسار الذي سيتخذه خلال حبريته. في عام 2013، ركز البابا فرانسيس عظته الأولى على “الرحمة والفقراء والبيئة”، وهي ثلاثية شكلت برنامجه اللاحق. سلفه بنديكتوس السادس عشر. وفي خطابه الأول، أكد على أصالة الهوية الكاثوليكية في مواجهة اتجاهات العولمة والعلمانية. وفي هذا السياق، ينتظر المراقبون بفارغ الصبر خطاب تنصيب البابا ليون الرابع عشر للتعرف على أولى تلميحات قضايا الإصلاح في الفاتيكان أو موقفه من الأزمات الأخلاقية والسياسية، وفقاً لتحليل أجراه مركز الدراسات الدينية في جامعة جورج تاون.
المهام الصعبة والتحديات الحالية
التثبيت وسط تحديات كبيرة
ويأتي تنصيب البابا ليو في وقت يتسم بتعقيد كبير في السياق العالمي، حيث يواجه العالم صراعات متصاعدة، وقيوداً على الحريات الدينية، وتحديات داخلية لمصداقية الكنيسة. وتشمل الموضوعات الرئيسية للمناقشة قضية الاعتداء الجنسي داخل المؤسسة، والدعوات إلى إصلاح دور المرأة في الكنيسة، وموقف البابا من القضايا الاجتماعية الحساسة مثل المثلية الجنسية. وتشهد الكنيسة الكاثوليكية أيضًا تغيرًا ديموغرافيًا: إذ يتناقص حضورها في أوروبا، لكنه يتزايد في أفريقيا وأميركا اللاتينية. وهذا يضع البابا الجديد أمام اختبار صعب: كيف يمكنه الجمع بين التراث التقليدي ومتطلبات الحاضر، بحسب تقارير مؤسسة VIS de Stat الإيطالية.