المشاط: تعزيز العلاقات المصرية – الفرنسية بالشراكة الاستراتيجية خطوة محورية

ونعمل على زيادة القدرة التنافسية للاقتصاد المصري وتمكين القطاع الخاص من دفع جهود التنمية الاقتصادية.
شاركت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي في المنتدى الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي نظمه مجلس التجارة الفرنسي تحت رعاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وحضر المنتدى، الذي انطلق يوم 8 مايو الجاري، عدد كبير من ممثلي الحكومتين المصرية والفرنسية والقطاع الخاص والمستثمرين.
وأكدت المشاط أهمية الشراكة الاستراتيجية بين مصر وفرنسا، والتي تمثل إنجازاً كبيراً، خلال الزيارة التاريخية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر في أبريل الماضي. وقالت إن هذه الزيارة تشكل فصلا جديدا في العلاقات الثنائية بين البلدين وتتوج بتوقيع العديد من الاتفاقيات والشراكات الدولية في مختلف القطاعات. وأضافت أن هذا يعكس عمق ومتانة العلاقات التاريخية بين مصر وفرنسا، مشيرة إلى أن هذه الإنجازات تجسد الرؤية المشتركة للتنمية المستدامة وتعزيز الاستقرار الإقليمي وتحسين قدرة المجتمعات على التكيف مع تغير المناخ.
وأضاف المشاط أن تغير المناخ لم يعد تهديدا بعيدا بل أصبح واقعا حاضرا وملحا. وأشار إلى أن الظروف البيئية الفريدة التي تعيشها المنطقة وتحديات التنمية فيها تزيد من مسؤولية معالجة هذا التحدي.
وأوضحت أن رؤية مصر للتحول البيئي ترتكز على الابتكار المناخي والاستثمارات الخضراء والقرارات الاستراتيجية التي تستشرف مستقبلا أكثر استدامة ومرونة.
وشددت على الحاجة إلى حلول جريئة، بما في ذلك التقنيات الحديثة والأدوات الرقمية ونماذج الاقتصاد الدائري، التي تساعد على تعزيز النمو وخفض الانبعاثات الكربونية، سواء في مجالات الطاقة المتجددة أو الزراعة المستدامة أو النقل منخفض الانبعاثات. وأكدت أيضًا على ضرورة دعم المبتكرين ورواد الأعمال الذين يساهمون في تشكيل مستقبل الاقتصاد الأخضر.
وأضافت أن التحول غير ممكن بدون الاستثمار، الأمر الذي يتطلب إعادة توجيه تدفقات رأس المال نحو الأولويات البيئية. وأشارت إلى المنصة الوطنية لبرنامج “نوافي” – ربط مشاريع المياه والغذاء والطاقة – كمثال حي على هذه الرؤية الشاملة، موضحة أن هذه المبادرة الرائدة ليست مجرد أداة بل هي منصة للتكامل والتنسيق والتأثير.
وأضافت أن مبادرة “نوافي” تساعد على مواءمة أهداف التنمية الوطنية والإقليمية مع طموحات المناخ وتضمن تنسيق الجهود من خلال تكامل أكبر بين القطاعات، وبالتالي تجنب العمل المجزأ. وأكدت على نجاح المبادرة في حشد مليارات الدولارات لتمويل المناخ.
وأكدت على أهمية مشاركة القطاع الخاص، ليس فقط باعتباره جهة مانحة ولكن أيضا باعتباره شريكا أساسيا في هذا التغيير الجذري. وشددت على ضرورة تمكين الشركات من الاستثمار في مسارات منخفضة الكربون، وتطوير سلاسل التوريد المستدامة واستخدام التقنيات النظيفة. وأكدت أن مسؤولية الحكومة تكمن في خلق بيئة استثمارية مستقرة وشفافة، وبناء الثقة، وإزالة الحواجز التي تعيق مشاركة القطاع الخاص في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأكدت أن القطاع الخاص كان دائماً شريكاً مهماً في تقديم الحلول، وأنه قدم المعرفة والاستثمار والخبرة التي تكمل جهود الدولة. وأضافت أن الشراكات بين القطاعين العام والخاص يمكن أن تلعب دوراً حاسماً في تحسين النتائج وضمان الاستدامة على المدى الطويل من خلال الشراكات الاستراتيجية والتقدم التكنولوجي والخدمات المحسنة. وأضافت أن مشاركة القطاع الخاص تساعد على زيادة القدرة التنافسية وتحسين جودة الخدمات وخلق نماذج جديدة تدفع عجلة التنمية.
وأضافت أن مصر تحقق تقدما كبيرا في إطلاق العنان لإمكانيات القطاع الخاص. وأكدت أنهم يريدون المساهمة في تعزيز التنمية وخلق فرص العمل. ومع اقتصادها المتوسع والتزامها بمناخ استثماري جذاب، فإن مصر منفتحة ومستعدة للدخول في شراكات جديدة وجذب الاستثمارات الأجنبية التي تعزز الابتكار وتدعم النمو الاقتصادي وتحقق التنمية المستدامة.
وأشارت إلى أن المستثمرين الراغبين في دخول السوق المصرية سيواجهون مجموعة واسعة من الإصلاحات الاستراتيجية التي تفتح آفاقاً واعدة في مختلف القطاعات التقليدية والناشئة.