خبراء ينتقدون مشروع تعديل قانون الإيجار القديم: غير عادل للمالك والمستأجر

منذ 8 ساعات
خبراء ينتقدون مشروع تعديل قانون الإيجار القديم: غير عادل للمالك والمستأجر

• نائب برلماني يطالب بتوفير المعلومات والبيانات الدقيقة عن العقارات والوحدات السكنية أثناء مناقشة القانون. • وزير التنمية المحلية: حصر عدد الأراضي البنية في المحافظات لإقامة مساكن بديلة بدءاً بأربع محافظات. • مسؤول حكومي: عند تخصيص الوحدات البديلة، سيتم إعطاء الأولوية للمستأجرين الذين هم في أمس الحاجة إلى السكن بعد انتهاء عقود الإيجار الخاصة بهم.

انتقد عدد من خبراء الحكم المحلي مشروع تعديل قانون الإيجارات القديم، الذي قدمته الحكومة إلى مجلس النواب لمناقشته وإقراره. ويعتبرون هذا الأمر غير عادل لكلا الطرفين في العلاقة، المالك والمستأجر. وطالبوا مجلس النواب بعدم إقرار مشروع القانون بهذه الصيغة، لأنه قد يعرض الاستقرار الاجتماعي للخطر. وفي الوقت نفسه، أكدت السلطات أنه لن تتم أي عملية إخلاء حتى يتم توفير سكن بديل آمن للمستأجرين.

من جانبها، قالت وزيرة التنمية المحلية منال عوض، إن الحكومة في الحالات التي يتم إخلاؤها بموجب المادتين 5 و7 من مشروع القانون، ستحدد الأراضي المناسبة لإقامة عمارات سكنية، وبعد الانتهاء من المناقشات ستستغل هذه الأراضي لإنشاء مشاريع سكنية جديدة يمكن استغلالها بعد تطبيق القانون.

وأضاف عوض في تصريحات صحفية أن عملية الحصر ستبدأ في أربع محافظات تمثل 82% من المحافظات المشمولة بالمادة الخامسة من مشروع قانون الإيجار القديم وهي القاهرة والجيزة والقليوبية والإسكندرية.

وأوضحت أنه وفقاً للمادة الخامسة من مشروع القانون، ستقوم وزارة التنمية المحلية بإجراء دراسة لفحص الأثر الاجتماعي لعمليات الإخلاء. وفي السابق، كان يتم الاستماع إلى جميع الآراء والأرقام والدراسات المقدمة خلال الجلسات، سواء من قبل الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أو المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، أو المجلس القومي لحقوق الإنسان.

أكد عمرو درويش، أمين سر لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، أن المناقشات حول مشروع قانون الحكومة بشأن الإيجارات القديمة بدأت بالفعل، من حيث المبدأ بالتشاور مع الأطراف المعنية من الملاك والمستأجرين. وأضاف أنه تم أيضًا تشكيل لجان فنية تضم كافة الجهات ذات العلاقة.

وأضاف درويش لـ«الشروق» أن أحكام مشروع القانون لم تتم مناقشتها بشكل تفصيلي حتى الآن، ولكن المناقشات ستبدأ خلال الأيام القليلة المقبلة، وسيتم الاستماع إلى جميع الآراء سواء من الملاك أو المستأجرين، وكذلك آراء الجهات المعنية.

وتابع: “قانون الإيجار القديم مجحفٌ بحق الطرفين، المؤجر والمستأجر. والحكم الأخير للمحكمة الدستورية يُنهي عقودًا من الجمود القانوني. ونحن نتشاور حاليًا مع الجهات المعنية”.

ودعا الحكومة إلى توفير كافة المعلومات والبيانات الدقيقة عن عدد العقارات والوحدات السكنية الخاضعة لقانون الإيجار القديم حتى يتم بناء على هذه البيانات صياغة قانون متوافق عليه الطرفان المؤجر والمستأجر.

انتقد المستشار السابق لوزير التنمية المحلية، صبري الجندي، مشروع قانون الإيجار القديم، قائلاً: “إنه مجحف للطرفين، ويصب في مصلحة المالك على حساب المستأجر. يجب ألا يوافق مجلس النواب على مشروع القانون بهذه الصيغة”.

وأضاف الجندي لـ«الشروق» أن المادة الخامسة من مشروع القانون «حقل ألغام» لأنها تنص على انتهاء عقد الإيجار بين المؤجر والمستأجر بعد خمس سنوات. ويتناقض هذا مع حكم أصدرته المحكمة الدستورية الاتحادية، والتي على الرغم من أنها وجدت عدم استقرار قيم الإيجار، إلا أنها لم تتطرق إلى إنهاء عقد الإيجار.

وتبين له أنه طوال مدة الإيجار مع المستأجر لم يتدخل المالك في صيانة المبنى السكني ولو لمرة واحدة وأن المستأجر كان دائما مسؤولا عن تكاليف الصيانة. وأخيرًا، أقرت الحكومة مشروع قانون لإنهاء عقد الإيجار بعد خمس سنوات.

وتابع: «من غير المنطقي أن توفر الحكومة مساكن بديلة لجميع المستأجرين، حيث إن عدداً كبيراً من الوحدات لا تزال خاضعة لقانون الإيجار القديم، وهذا العدد الهائل لا يتناسب مع الموارد المحدودة للحكومة حالياً».

من جانبه، أكد خبير التنمية العمرانية حسين حسن، أن مشروع قانون الحكومة بشأن الإيجارات القديمة لا يتضمن بنداً ينص على إعادة الوحدات السكنية غير المستغلة فوراً. العودة إلى أصحابها مسألة عادلة. ولم يتطرق مشروع القانون أيضًا إلى قضية المستأجرين الأكثر ضعفًا وكيفية مساعدتهم حتى تتمكن الحكومة من توفير مساكن بديلة لهم.

وأضاف حسن لـ«الشروق» أن القانون لم يتطرق أيضاً إلى ضرورة ضمان السلامة الإنشائية للمباني السكنية القديمة. وليس الأمر هل هي معرضة للانهيار ويجب هدمها قبل تسليمها لأصحابها، أم أن تسليمها لأصحابها ثم تركها تنهار مما يؤدي إلى وفيات بين المواطنين. ولم ينص مشروع القانون أيضًا على تنفيذ أوامر الهدم للمباني المعرضة للانهيار أو لأي أسباب أخرى.

وقال مسؤول حكومي إن المناقشات حول مشروع القانون لا تزال مستمرة، وأن هناك حوارا مستمرا في البرلمان بين أعضاء البرلمان والمهتمين بالشؤون العامة. وأضاف لـ«الشروق» أنه سيتم إعطاء الأولوية في الوحدات السكنية البديلة للمستأجرين الأكثر حاجة للسكن بعد انتهاء عقودهم.


شارك