وزيرة التضامن: «تكافل وكرامة» أهم أذرع الدولة لدعم الحقوق الاجتماعية والاقتصادية للمواطنين

-
مايا مرسي: تم زيادة ميزانية البرنامج إلى 54 مليار جنيه مصري، ويحصل الآن 4.7 مليون أسرة على مساعدات مالية.
-
المستفيد: المعاش يشملنا… وليس لدينا أي مصدر دخل آخر.
قالت وزيرة التضامن الاجتماعي مايا مرسي، إن برنامج تكافل وكرامة يعد أحد أهم أدوات الدولة لدعم الحقوق الاجتماعية والاقتصادية للمواطنين. ويقدم دعما ماليا مشروطا لتعزيز التنمية المستدامة من خلال تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية والصحية للأسر المحتاجة. وأكدت أن النتائج التي تحققت في مجال الحماية الاجتماعية خلال السنوات العشر الماضية كانت أكبر بكثير من تلك التي تحققت في هذا المجال منذ خمسينيات القرن الماضي.وقال الوزير في تصريحات بمناسبة الذكرى العاشرة لإطلاق برنامج تكافل وكرامة للتحويلات النقدية المشروطة، إن المستفيدين من البرنامج يشملون الأسر والأفراد الذين يعيشون تحت خط الفقر، وكذلك الأرامل والمطلقات والنساء المهجورات أمهات أمهات، وكذلك الأبناء منذ الولادة وحتى الجامعة وكبار السن فوق 65 عاماً سواء داخل أسرهم أو في دور الرعاية.وأضاف الوزير أن الدعم يشمل أيضا الأشخاص ذوي الإعاقة، والأيتام في الأسر الحاضنة أو دور الرعاية، والفتيات غير المتزوجات أو العاطلات عن العمل فوق سن الخمسين، والأشخاص العاملين في أعمال غير منتظمة، وكذلك الأسر المتضررة من الحوادث والكوارث – سواء بشكل فردي أو جماعي – والأسر التي تعيش فوق خط الفقر بقليل.وأشار الوزير إلى أن الميزانية المخصصة لبرنامج تكافل وكرامة ارتفعت إلى 54 مليار جنيه، وأن نحو 4.7 مليون أسرة بدأت في الحصول على الدعم المالي بالزيادة الجديدة بنسبة 25% والتي تم إقرارها بشكل دائم منذ أبريل الماضي.وأشارت وزيرة التضامن الاجتماعي إلى أن عدد أبناء الأسر المستفيدة من برنامج “تكافل” يبلغ نحو 5.5 مليون طالب في مختلف المراحل التعليمية، لافتة إلى أن نسبة الالتزام بالاشتراطات التعليمية وصلت إلى 81% من إجمالي هؤلاء الطلاب الذين التزموا بالحضور 80% على الأقل من أيام الدراسة. وأكدت أيضاً اهتمام الوزارة بالمتطلبات الصحية للبرنامج والتي تهدف إلى تحسين صحة الطفل والأم من خلال إلزام الأسر المستفيدة بالالتزام بسلوكيات صحية معينة.وقالت عطية عبد الرازق، إحدى المستفيدات من برنامج تكافل، إنها تحصل على نحو 920 جنيهًا شهريًا، حيث لديها ثلاثة أبناء في مراحل تعليمية مختلفة. وفي تصريحاتها لـ«الشروق»، قالت إن هذا الدعم ساعدها كثيراً منذ أن حصلت عليه للمرة الأولى قبل نحو عام.وأضافت: “المال ساعدني كثيرًا. أشعر أن هناك من يهتم بنا ويدعمنا، حتى لو كانت مبالغ بسيطة. وجودها ساعدني كثيرًا في المنزل وفي تغطية نفقات الأطفال”. وأوضحت أن أحد العاملين في التضامن الاجتماعي في نبارو ساعدها في تقديم الطلب ومساعدتها في إعداد المستندات اللازمة. وأضافت: “لم أكن أعلم باستحقاقي للمساعدات، لكن الموظفة طلبت مني التقديم. أرسلت وفدًا من مكتب الخدمات الاجتماعية لمعاينة المنزل وتقييم وضعي أنا وزوجي وأولادي”.وأكدت عطيات أنها وعائلتها لا يملكون أي عقار ويعيشون في منزل مستأجر. تعمل في الزراعة بأجر يومي، بينما يعمل زوجها بشكل غير منتظم كمهندس معماري. وأضافت أنها اضطرت إلى أخذ قرض بقيمة 30 ألف جنيه مصري من أحد البنوك لتجهيز ابنتها للزفاف، وأنها تسدد 2000 جنيه مصري شهرياً. وأكدت أن المعاش التقاعدي كان بمثابة شريان حياة شهري لها وساعدها على تجاوز الأوقات الصعبة.وفي هذا السياق أوضح الهادي محمد طلبة أحد المستفيدين من برنامج تكافل وكرامة أنه يحصل على معاش كرامة بسبب إصابته في الغضروف الذي منعه من العمل لفترات طويلة، فيما تحصل زوجته على دعم تكافل لأطفالهما الثلاثة. وأوضح أن إجمالي الدعم الشهري الذي تحصل عليه الأسرة بعد الزيادة الأخيرة يبلغ نحو 1500 جنيه مصري، مؤكداً أن هذا المعاش هو مصدر دخلهم الوحيد عملياً، إذ ليس لديهم دخل ثابت ولا تأمين.وأضاف في حواره مع الشروق أن زوجته عاطلة عن العمل وأنه هو نفسه يعمل بشكل غير منتظم في الزراعة بمحافظة الشرقية. وتابع بانفعال: “أعاني من مرض غضروفي، ولا أستطيع العمل يوميًا. أحيانًا أعمل، وأحيانًا لا أعمل، حسب حالتي الصحية. ومع ذلك، لا أحب مصافحة أحد. هذا المعاش حمىنا، وأعطانا شعورًا بأن هناك دولة ترعانا ولن تنسانا”. وأكد أن أطفاله يحتاجون إلى المال لدفع رسوم الدراسة والملابس والطعام، وأنه وزوجته حريصان جدًا على ميزانية الأسرة. وأضاف: “نحن نحسب كل جنيه قبل أن ننفقه، ولكن طالما أن الحكومة تدعمنا، فسنحاول أيضًا العمل ومساعدة أنفسنا بأفضل ما نستطيع”.شيرين عمار، إحدى المستفيدات من برنامج “كرامة”، شاركت قصتها مع الدعم وتحدثت بصوت مليء بالامتنان والحزن. وأضافت أنها تحصل على 600 جنيه مصري شهريا لاثنين من أطفالها الذين تم تشخيص إصابتهم بمرض الفوال، وهي حالة تتطلب عمليات نقل دم منتظمة. وأشارت إلى أن الدعم ساعدها على شراء الأدوية وفحوصات الدم لأطفالها. وأوضحت أن المبلغ، رغم أنه ليس كبيراً، إلا أنه أعطاها بعض الأمل بعد سنوات من عدم قدرتها على توفير الاحتياجات الصحية لأطفالها.وأضافت أنها لم تكن لديها أي فكرة عن برنامج الكرامة حتى نصحها أحد جيرانها بالتقديم. لكن طلبها قوبل بالرفض في البداية. وبعد أن تقدمت بشكوى، أعادت الوزارة النظر في قضيتها ووافقت على صرف المعاش لها. قالت: “ما آلمني أكثر لم يكن المرض فقط، بل الإعاقة أيضًا… رؤية ألم أطفالي وعدم القدرة على فعل أي شيء لهم”. وأكدت أن الدعم المالي ساعدها على تجاوز هذا العبء النفسي والمادي، واختتمت حديثها قائلةً: “أريد لأطفالي أن يعيشوا بأمان كباقي الأطفال. أريدهم أن يكملوا تعليمهم. الكرامة هي الخطوة الأولى في رحلة طويلة، لكنها على الأقل تفتح الباب. جزى الله كل من فكر في الفقراء وساعدهم على عيش حياة كريمة”.