كيف غيّرت معركة “رافال” بين باكستان والهند سباق التسلح العالمي؟

منذ 5 ساعات
كيف غيّرت معركة “رافال” بين باكستان والهند سباق التسلح العالمي؟

مع استمرار الاشتباكات بين الهند وباكستان صباح الثلاثاء، أعلنت إسلام آباد إسقاط خمس طائرات مقاتلة من نيودلهي، بما في ذلك ثلاث طائرات رافال فرنسية وطائرتان مقاتلتان روسيتان من طراز سو-30 وميج-29.

لكن نيودلهي ظلت صامتة ولم تعلق على إعلان إسلام آباد إسقاط خمس طائرات مقاتلة. لكن مسؤولا في الاستخبارات الفرنسية أكد لشبكة CNN أن طائرة مقاتلة من طراز رافال أسقطت على يد القوات الباكستانية.

وقال مسؤول استخباراتي فرنسي إن تحقيقا يجري في باريس بشأن ما إذا كانت باكستان أسقطت أكثر من طائرة مقاتلة فرنسية من طراز رافال.

حطام طائرة هندية

في المقابل، أكد وزير الخارجية الباكستاني محمد إسحاق دار أن إسلام آباد نجحت في إسقاط المقاتلات الهندية بطائرات صينية مقاتلة من طراز J-10C.

وعلى المستوى العسكري العالمي، لم يكن إسقاط الطائرة المقاتلة الفرنسية حدثاً مؤقتاً. في الحروب والصراعات المسلحة، تقوم الجيوش بتقييم ومقارنة الأسلحة المستخدمة لتحديد أولويات المشتريات العسكرية. وأدى ذلك إلى تعزيز الثقة الدولية في صناعة الأسلحة الصينية على حساب نظيرتها الفرنسية، بحسب الخبراء.

وقد برزت الصين وفرنسا كمتنافسين خارج ساحة المعركة بين الهند وباكستان واستخدمتا أسلحتهما في القتال. وتعتمد الهند بشكل كبير على طائرات رافال الفرنسية المقاتلة، والتي تتراوح تكلفتها بين 115 مليون دولار و125 مليون دولار حسب المعدات والنسخة، في ضرباتها الجوية في الصراع الدائر، كما وقعت عقدا لشراء 30 طائرة رافال مقاتلة جديدة.

وتعتمد باكستان على الأسلحة الصينية، مثل طائرة المقاتلة J-10C، التي تبلغ تكلفتها 40 مليون دولار فقط، ونظام الدفاع الجوي HQ-9B، الذي أثبت فعاليته للغاية ضد الطائرات المقاتلة الهندية. وقد أدى هذا إلى إثارة عدم الثقة وإضرار بسمعة صناعة الأسلحة الفرنسية. إذن ما الذي استفادته بكين من الحادث؟ ماذا عانت باريس؟

رافال: الفشل الأول وأثره على صناعة الأسلحة الفرنسية

واعتبرت مجلة “أفييشن ويك” الأميركية المتخصصة في الفضاء والدفاع، أن إسقاط طائرة رافال المقاتلة خلال الصراع ضربة تقنية ورمزية للطائرة الفرنسية، التي وصفت على مر السنين بأنها واحدة من أفضل الطائرات المقاتلة متعددة الأدوار في العالم ويتم تسويقها في العديد من البلدان.

مقاتلة رافال

وكشف تحليل المجلة الأميركية أن هذه هي الحادثة الأولى من نوعها، إذ لم يسبق للطائرة المقاتلة الفرنسية أن تم اختبارها في صراع حقيقي. وبالإضافة إلى ذلك، فإن إسقاط الطائرة بواسطة مقاتلة أقل تكلفة مثل الصينية J-10C يدفع عملاء شركة داسو للطيران، الشركة المصنعة لطائرة رافال، إلى إعادة النظر في عقودهم مع الشركة.

داسو للطيران: الخسائر الاقتصادية

ولكن إسقاط الطائرة رافال للمرة الأولى لم يكن قد اكتمل بعد. وانخفض سعر سهم الشركة الفرنسية بنحو ستة في المائة في اليوم التالي لإسقاط الطائرة وسط مخاوف من أن الحادث قد يضر بسمعة الطائرة المقاتلة الفرنسية في الأسواق العالمية.

وبحسب صحيفة “نيوز إنترناشونال”، إحدى الصحف الباكستانية الرائدة الناطقة باللغة الإنجليزية، فإن الهجوم على طائرة رافال قد يفتح الباب أمام منافسين مثل روسيا والولايات المتحدة والصين للسيطرة على حصة أكبر من مبيعات الأسلحة العالمية.

التوترات مع الهند

ورغم أن باكستان أكدت إسقاط مقاتلة رافال الهندية، إلا أن نيودلهي لم تصدر حتى الآن أي تعليق رسمي على الحادث، ولا أي معلومات مفصلة.

ويتوقع المركز الأوروبي للدراسات الأمنية أن تطلب الهند توضيحات عاجلة من فرنسا، وأن تعيد نيودلهي النظر في عقود الدعم والصيانة للطائرات المقاتلة الفرنسية في سلاحها الجوي، في أعقاب الانتقادات الداخلية لأداء مقاتلات رافال.

وشدد المركز الأوروبي على أن أي افتقار للشفافية من جانب الجانب الفرنسي من شأنه أن يعقد العلاقات بين باريس ونيودلهي ويعرض التعاون الصناعي على المدى الطويل للخطر.

الصين: الفائز في الصراع بين الهند وباكستان

النجاحات العسكرية

وأورد موقع Army Recognition المتخصص في الشؤون الدفاعية أن إسقاط طائرة رافال في باكستان هو أول خسارة قتالية مؤكدة للطائرة المقاتلة الفرنسية منذ دخولها الخدمة.

مقاتلى جيه 10 سي

إن الموقف الدفاعي، المتمثل في إسقاط الطائرة المقاتلة الفرنسية بواسطة صاروخ جو-جو صيني من طراز BL-15 أطلق من طائرة مقاتلة من طراز J-10C، هو دليل على قدرات الذخائر الصينية الحديثة في الميدان.

المكاسب الاقتصادية

وفي أعقاب الإعلان عن إسقاط مقاتلة رافال، ارتفعت أسهم شركة تشنغدو للطائرات، الشركة الصينية المسؤولة عن تصنيع مقاتلة جيه-10 سي التي تستخدمها باكستان، بأكثر من 17 بالمئة.

وفي تصريحات لصحيفة باكستان توداي، عزت بورصة شنغهاي هذه الزيادة إلى ما وصفته بـ “ثقة المستثمرين في تفوق صناعة الدفاع الصينية على منافسيها الغربيين”.

مكاسب سياسية... نفوذ متزايد من خلال السلاح

وفي هذا السياق، يشير تقرير في صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست إلى أن بكين تستغل نجاح صناعة الأسلحة لديها لتعزيز مكانتها الجيوسياسية في جنوب آسيا. ووصف التحالف مع باكستان بأنه “نموذج للتعاون الدفاعي الناجح”.

وأظهر التقرير أن أكثر من 80 في المائة من واردات باكستان من الأسلحة في السنوات الأخيرة جاءت من الصين، مما يعكس مدى النفوذ الصيني.

ونظراً للعواقب التي ترتبت على إسقاط طائرة رافال، فإن التطورات خارج ساحة المعركة كانت مثيرة للاهتمام. وقد عززت هذه الحادثة الثقة في صناعة الأسلحة الصينية ووضعت فرنسا في موقف دفاعي فيما يتصل بمنتجاتها العسكرية الرئيسية.

ولذلك يوصي المحللون في شركة الأبحاث والتطوير الأميركية راند كوربوريشن بأن تتخذ باريس التدابير اللازمة لاحتواء آثار الحادث من خلال تحسين الدعم الفني واللوجستي لطائراتها المقاتلة التي باعتها لدول أخرى واستئناف العمل على استعادة الثقة مع شركائها.


شارك