كشمير.. لماذا تتنازع الهند وباكستان عليها؟

ظلت كشمير، المنطقة الجبلية ذات الأغلبية المسلمة، مركزا للصراع بين القوتين النوويتين الهند وباكستان لعقود من الزمن. خاض الجانبان حربين وصراعًا محدودًا على الإقليم، ولا يزال النزاع مستمرًا حتى يومنا هذا.
جذور الصراع
في عام 1947، ومع استقلال الهند وباكستان عن الحكم الاستعماري البريطاني، تمت دعوة الولايات المتمتعة بالحكم الذاتي، بما في ذلك كشمير، للانضمام إلى أحد البلدين. كان الحاكم المحلي، هاري سينغ، يسعى في البداية إلى الاستقلال، ولكن بعد غزو القبائل المسلحة من باكستان، قرر الانضمام إلى الهند. وردًا على ذلك اندلعت الحرب الأولى، وأوصت الأمم المتحدة بإجراء استفتاء لتحديد تبعية الإقليم. ولكن لم يتم تنفيذ ذلك بسبب الخلافات حول نزع السلاح.
وفي عام 1949، تم رسم خط وقف إطلاق النار، مما أدى فعليًا إلى تقسيم كشمير بين الجانبين. اندلعت حرب ثانية بين البلدين في عام 1965، في حين كان الصراع الذي اندلع عام 1999، والذي كان يُعرف آنذاك باسم صراع كارجيل، عبارة عن مواجهة محدودة في منطقة حدودية.
بعد أن ألغت الهند الوضع الخاص لكشمير في عام 2019، نشأت توترات كبيرة. واستمرت هذه التوترات حتى مسيرة الشعلة في عام 2025، عندما أدى هجوم بالقرب من باهالجام إلى مقتل 26 شخصا، وبعد ذلك قصفت الهند أهدافا في باكستان.
كشمير الهندية: التمرد والمعارضة
أغلبية سكان الجزء الهندي من كشمير هم من المسلمين. منذ عام 1989، تزايدت التوترات في المنطقة بسبب التمرد المسلح ضد الحكم الهندي والذي أودى بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص. ويتهم العديد من السكان الهند بالقمع، ويطالب البعض بالاستقلال أو العودة إلى الوضع شبه المستقل الذي ألغي في عام 2019. وتتهم الهند باكستان بدعم الجماعات المسلحة، وهو ما تنفيه باكستان.
آمال السلام
ورغم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في عام 2003، ظلت العلاقات متوترة. وشهدت العلاقات منعطفا إيجابيا في عام 2014 عندما حضر رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف حفل تنصيب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي. لكن الهجمات المتكررة وانعدام الثقة حالا دون استئناف الحوار الجاد.
حذر وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف من أن الهجوم الهندي الأخير يمثل “دعوة لتصعيد الصراع” بين الجارتين، لكنه أكد أن إسلام آباد “تحاول تجنب الحرب الشاملة”.
وقال آصف إن الهجوم الهندي المميت على البنجاب والشطر الذي تديره باكستان من كشمير في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء كان “انتهاكا واضحا”.
وقال لشبكة CNN: “لقد تجاوزت الهند حدودًا دولية. وهذا انتهاك واضح ودعوة لتصعيد الصراع، وربما تحويله إلى صراع أكبر وأكثر خطورة على المنطقة”.
وأكد آصف أن الجيش الباكستاني مستعد لـ”حرب شاملة” بعد أن “صعدت” الهند الوضع هذا الأسبوع وسط عقود من التوتر في واحدة من أكثر المناطق عسكرة في العالم.
وتابع: “بعد ذلك، سنستعد لحرب شاملة. لا شك في ذلك، لأن الهند تزيد من حدة هذا الصراع وترفع المخاطر. لذا لا يمكن أن نفاجأ”.
وأسفر الهجوم الهندي عن مقتل 26 شخصا على الأقل، بينهم فتاة تبلغ من العمر ثلاث سنوات، وإصابة 46 آخرين على الأقل، وفقا لمسؤول عسكري باكستاني. في المقابل، قال مصدر كبير في وزارة الدفاع الهندية إن 12 شخصا على الأقل قتلوا في قصف مدفعي باكستاني على الجانب الهندي من الحدود.