“سيندور” بين النوويتين.. كيف تباينت ردود الفعل الدولية على التصعيد بين الهند وباكستان؟

منذ 1 يوم
“سيندور” بين النوويتين.. كيف تباينت ردود الفعل الدولية على التصعيد بين الهند وباكستان؟

“سيندور” هو اسم العملية العسكرية الهندية ضد جارتها المسلحة نوويا باكستان. وتشهد المنطقة منذ ليلة الثلاثاء حربا ضارية أدت حتى الآن إلى مقتل عدد كبير من المدنيين على الجانبين.

السندور ليس مجرد مصطلح عسكري. إنها كلمة هندية ذات دلالات دينية بالنسبة للهندوس. يشير إلى المسحوق القرمزي الذي تضعه النساء الهندوسيات المتزوجات على جباههن وشعرهن كرمز للحياة الزوجية واستقرار الأسرة. وقال متحدث باسم الجيش الهندي “اخترنا هذا الاسم تكريما لضحايا مذبحة كشمير من النساء، اللاتي اضطررن إلى مشاهدة أزواجهن يقتلون أمام أعينهن في الهجوم الإرهابي الأخير”.

وقالت نيودلهي إن العملية الهندية جاءت ردا على الهجوم على معسكر في منطقة باهالجام في كشمير، والذي أسفر عن مقتل 26 شخصا. وقد جذب التصعيد الجديد في منطقة كشمير المتنازع عليها بين الجارتين النوويتين انتباه المجتمع الدولي بأكمله. وتتراوح ردود الفعل الدولية بين القلق والتحذيرات والدعم غير المشروط.

واتهمت باكستان الهند بعد ذلك بانتهاك سيادتها بتنفيذ ضربات جوية على أراضيها، وأعلنت أنها مستعدة للرد بشكل حاسم على الهجمات. استدعى وزير الخارجية الباكستاني القائم بالأعمال الهندي لدى إسلام آباد للاحتجاج رسميا على ما وصفه باكستان بـ”العدوان الهندي” على سيادتها. وفي خطوة تصعيدية أخرى، دعا رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف الجيش الباكستاني إلى اتخاذ إجراءات دفاعية ردا على الهجمات الهندية، مؤكدا أن باكستان تحتفظ بحق الرد في الوقت والمكان الذي تختاره.

صورة 1

نحن

وردت الولايات المتحدة في وقت مبكر، خلال المؤتمر الصحفي للرئيس دونالد ترامب، الذي وصف التصعيد بين الهند وباكستان بأنه “مخز” وأعرب عن استيائه من تصاعد التوترات بين القوتين النوويتين.

وأعرب ترامب عن أمله في انتهاء الأزمة سريعا، فيما دعا وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى حوار دبلوماسي بين الجانبين لتجنب المزيد من التصعيد العسكري. في هذه الأثناء، أضافت وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة تراقب الوضع عن كثب، وشددت على أهمية إبقاء خطوط الاتصال مفتوحة بين الهند وباكستان لتجنب التصعيد الذي لا يمكن السيطرة عليه.

وفي الوقت نفسه، أصدرت السفارة الهندية في واشنطن العاصمة بيانا قالت فيه إن القوات المسلحة الهندية بدأت هجومها على باكستان، في حين تم إطلاع الحكومة الأميركية على تفاصيل الهجمات على باكستان.

وجاء في بيان السفارة الهندية أن مستشار الأمن القومي الهندي أجيت دوفال أطلع وزير الخارجية ماركو روبيو على الهجمات الصاروخية التي شنتها بلاده على باكستان وأطلعه على تفاصيل العملية العسكرية والإجراءات المتخذة.

صورة 2

إسرائيل

أما إسرائيل، فقد أعربت الدولة اليهودية عن موقفها بوضوح وتعهدت بدعمها الكامل للهند في أعقاب العملية العسكرية الهندية في باكستان والمناطق الخاضعة للسيطرة الباكستانية في كشمير. واستهدفت العملية مناطق قالت نيودلهي إنها معاقل إرهابية لمنظمات مثل لشكر طيبة وجيش محمد وحزب المجاهدين.

في أول رد فعل رسمي، كتب رؤوفين عازار، سفير إسرائيل لدى الهند، على تويتر: “تدعم إسرائيل حق الهند المشروع في الدفاع عن نفسها. يجب أن يعلم الإرهابيون أنه ليس لديهم مكان للاختباء من جرائمهم الشنيعة ضد الأبرياء”.

ولم يكن موقف السفير الإسرائيلي لدى الهند هو البيان الرسمي الأول الذي يوضح إلى أي جانب تقف إسرائيل. منذ اندلاع أزمة كشمير في أبريل/نيسان الماضي، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تعازيه العميقة لنظيره الهندي ناريندرا مودي في أعقاب الهجوم الذي وقع في منطقة باهالجام في كشمير وأسفر عن مقتل العشرات من المدنيين، واصفا الهجوم بأنه “عمل إرهابي وحشي”.

“صديقي العزيز ناريندرا مودي، أشعر بعميق الأسى على الهجوم الإرهابي الوحشي في باهالغام الذي أودى بحياة العشرات من الأبرياء. أفكارنا وصلواتنا مع الضحايا وعائلاتهم”، غرد نتنياهو.

وأضاف نتنياهو: “إسرائيل تقف إلى جانب الهند في الحرب ضد الإرهاب، ونؤكد مجددا على عمق العلاقة الاستراتيجية بين البلدين في الحرب ضد التطرف والعنف”.

وأجرى نتنياهو أيضا محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء الهندي أدان فيها “الهجوم الإرهابي” الذي وصفه بـ”الإسلامي”، وأكد مجددا دعم إسرائيل للهند في المعركة المقبلة حتى قبل أن تبدأ.

صورة 3_1

الصين

من جانبها، اتخذت الصين موقفا دبلوماسيا محايدا، وأعربت عن قلقها العميق إزاء العملية العسكرية الهندية في باكستان، ودعت الجانبين إلى ضبط النفس. قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو لي جيان إن الهند وباكستان جارتان لا يمكن الاستغناء عنهما، وبالتالي فإن الحفاظ على الاستقرار في المنطقة له أهمية قصوى.

وأكدت الصين مرارا وتكرارا رفضها لجميع أشكال الإرهاب في أعقاب الهجوم على كشمير، والذي لم تلوم فيه بكين أي طرف معين. كما دعا الجانبان إلى الدخول في حوار وتجنب الإجراءات التي من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم الأزمة.

صورة 4

مصر

وفيما يتعلق بتعليقات الدول العربية على التصعيد بين البلدين، أعربت عن قلقها العميق إزاء التصعيد العسكري بين الهند وباكستان، ودعوا البلدين إلى الهدوء وضبط النفس.

وأكدت وزارة الخارجية والهجرة في بيان لها، على أهمية إيجاد الحلول السلمية وتجنب التصعيد العسكري. ودعت مصر أيضا إلى تكثيف الحوار بين البلدين عبر القنوات الدبلوماسية للحد من تصاعد العنف ومنع تدهور الوضع الأمني في المنطقة.

صورة 5_2

العراق

واتخذ موقفا مماثلا بشأن العراق، داعيا إلى ضبط النفس وخفض التوترات بين الهند وباكستان.

وأكدت وزارة الخارجية العراقية في بيانها ضرورة الامتناع عن أي خطوات تصعيدية من شأنها تفاقم الأزمة، ودعت إلى الحوار المباشر كحل دائم للخلافات بين البلدين.

صورة 6

ماذا حدث؟

وأعلن الجيش الهندي، مساء الثلاثاء، عن تنفيذ “ضربة جراحية” ضد “أهداف إرهابية” مزعومة في باكستان، قائلا إن الضربة استهدفت تسعة مواقع تستخدمها الجماعات الإرهابية لشن هجمات ضد الهند. وذكرت مصادر هندية أن الهجوم جاء ردا على الهجوم الذي وقع في منطقة باهالجام في كشمير وأسفر عن مقتل 26 شخصا. وأكد الجيش الهندي أن الهجوم استهدف مواقع تستخدم للتخطيط وتنفيذ الهجمات الإرهابية ضد الهند.

ومن جانبها، أدانت باكستان الهجوم. أكد مجلس الأمن القومي الباكستاني رفضه الواضح للادعاءات الهندية بوجود معسكرات إرهابية لجماعات مسلحة على أراضيه. واستخدمت الهند هذا كمبرر لانتهاكها سيادة جارتها.

صورة 7

وأكد رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف أن بلاده تحتفظ بحق الرد على الهجمات في الوقت والمكان الذي تختاره. وأضاف شريف أن باكستان ستتخذ الإجراءات اللازمة لحماية أرواح مواطنيها.

من جانبها، زعمت الهند أنها اضطرت إلى اتخاذ هذه الخطوات العسكرية لأن باكستان لم تتخذ أي إجراء ضد الجماعات الإرهابية المتمركزة على أراضيها والتي كانت وراء مذبحة باهالغام الأخيرة.


شارك