الرقابة المالية تحذر من الترويج للتعامل في أدوات ومنتجات مالية واستثمارية وتمويلية بالمخالفة للقانون

منذ 7 ساعات
الرقابة المالية تحذر من الترويج للتعامل في أدوات ومنتجات مالية واستثمارية وتمويلية بالمخالفة للقانون

جددت الهيئة العامة للرقابة المالية المصرية تحذيرها لكافة المواطنين. وحذرت الهيئة من الاستجابة لطلبات الأفراد والشركات عبر المواقع والمنصات الإلكترونية للاستثمار في الأدوات والمنتجات المالية أو تلقي أموال مقابل هذه الاستثمارات، لما يمثله ذلك من مخالفة للقانون المصري. وتعرض مثل هذه المكالمات المشاركين فيها لمخاطر جسيمة، كما تعرض مقدمي هذه الاستثمارات للإجراءات القانونية.

وقالت الهيئة في بيان لها اليوم الثلاثاء، إنها رصدت خلال الفترة الماضية منصات وإعلانات إلكترونية تشجع المواطنين على الاستثمار واستلام الأموال لأغراض الاستثمار، بالإضافة إلى منصات تقدم تمويلاً غير مرخص. وهذا دفع هيئة الخدمات المالية إلى إصدار تحذير للمواطنين حول مخاطر المشاركة في دعوات من شركات غير مرخصة للحصول على أموال لأغراض الاستثمار أو توفير التمويل. وبدون وجود سلطة تنظيمية تحمي حقوقهم وتضمنها، فإنهم قد يتعرضون لأضرار جسيمة من خلال الاحتيال أو الخداع.

رصدت الهيئة عدداً من المواقع الإلكترونية ومنصات التواصل الإلكتروني التي تناولت ونشرت دعوات للاستثمار في مشاريع بمقابل للجمهور دون الحصول على ترخيص لمزاولة هذا النشاط أو الحصول على تفويض الدعوة أو الموافقة على نشرة الاكتتاب. وهذا يخالف المادة الرابعة من قانون سوق رأس المال رقم 95 لسنة 1992، التي تجيز الدعوة العامة للاكتتاب في الأسهم فقط بناء على نشرة اكتتاب معتمدة من هيئة الرقابة المالية، والقانون رقم 146 لسنة 1988، في شأن الشركات العاملة في مجال تلقي رأس المال للاستثمار، وعلى وجه الخصوص المادة الأولى منه التي تنص على أنه لا يجوز لأي شخص، بخلاف الشركات المساهمة العامة التي تطرح أسهمها للاكتتاب العام والمقيدة في السجل الذي تعده الهيئة لهذا الغرض، أن يتلقى أموالاً من الجمهور بأي عملة وبأي وسيلة وتحت أي مسمى بغرض استخدامها أو استثمارها أو المشاركة فيها، سواء كان هذا الغرض صريحاً أو ضمنياً. علاوة على ذلك، يُحظر على جميع الشركات الأخرى غير هذه القيام، بشكل مباشر أو غير مباشر، بطرح أسهم أو جمع أموال للتوظيف أو الاستثمار أو المشاركة فيها.

وأكدت الهيئة أنه في إطار التزامها بتوفير أكبر قدر ممكن من الحماية للعاملين في الخدمات المالية غير المصرفية، وهو أحد أهدافها الرئيسية، فقد أطلقت قسماً محدثاً على موقعها الإلكتروني يضم جميع الشركات المرخصة لممارسة الأنشطة المالية غير المصرفية وتقديم خدمات ومنتجات الاستثمار والتمويل والتأمين، وذلك لمساعدة العملاء في العثور على الشركات المرخصة. كما يجري العمل حالياً على تطوير قسم القائمة السلبية على الموقع الإلكتروني، والتي ستشمل جميع الشركات التي تم تحديدها، بناءً على التقارير الواردة إلى الهيئة وبعد فحص من قبل الهيئة، على أنها تقدم خدمات ومنتجات مالية غير مصرفية دون الحصول على ترخيص أو اعتماد من الهيئة. ويهدف هذا إلى تحذير المواطنين من التعامل معهم، وإلا فإنهم يعرضون أنفسهم لمخاطر عالية وسوف تتخذ الهيئة إجراءات قانونية ضد هذه المنصات أو الشركات.

وذكرت أنه يجوز للمواطنين الإبلاغ عن الدعوات لمنتجات مالية أو استثمارية أو تمويلية تلقوها من شركات غير حاصلة على ترخيص من هيئة الرقابة المالية عبر البريد الإلكتروني (whistleblowing@fra.gov.eg)، بشرط أن يتم الإبلاغ عبر البريد الإلكتروني وأن يرفق المشتكي ما يثبت استلامه لهذه الدعوة.

ودعت الهيئة كافة المتعاملين في السوق المصري إلى توخي الحذر الشديد وعدم التأثر بهذه المطالبات سعياً لتحقيق أرباح سريعة. وشددت على أن كل من يقوم بالترويج والتشجيع لهذا النوع من الاستثمارات غير المرخصة سيعرض نفسه للمساءلة القانونية أمام الجهات المختصة. كما يطالب بأدوات أخرى يتم الترويج لها بالمخالفة للقوانين المصرية، بما في ذلك العملات المشفرة.

وتذكر الهيئة كافة الجهات العاملة في السوق المصري بضرورة توخي الحذر الشديد وعدم الانسياق وراء دعوات تداول العملات الرقمية التي ظهرت مؤخرا. وتشكل هذه العملات مخاطر عالية، ويمكن استخدامها في الجرائم المالية والقرصنة الإلكترونية، ولا توفر أي حماية مادية لضمان استقرارها وحماية من يتاجرون بها. وبالإضافة إلى ذلك، يتعرض مستخدموها للاحتيال والمسؤولية القانونية بسبب انتهاكهم للقانون المصري. يعاقب هذا القانون كل من تعامل أو روج أو عرض دون ترخيص مسبق من الجهات المختصة أنشطة تتعلق بالتعامل في هذا النوع من العملات بالسجن وبغرامة لا تقل عن مليون جنيه ولا تزيد على عشرة ملايين جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين.

ويعد هذا النشاط التوعوي الذي تقوم به هيئة الرقابة المالية جزءًا من التزامها المستمر بتحسين الوعي والمعرفة المالية بين جميع المواطنين. ولمساعدتهم في اتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة، ولإنجاز إحدى أهم مهامها، تتخذ الهيئة جميع التدابير اللازمة لحماية حقوق جميع المشاركين في الأسواق المالية غير المصرفية، وبالتالي تحسين الاستقرار المالي في الأسواق وتعزيز الثقة في الخدمات المالية غير المصرفية.

في ضوء الملاحظات الأخيرة التي أصدرتها هيئة السلوك المالي في المملكة المتحدة (FRA) بشأن بعض الشركات والأفراد الذين يدعون المواطنين للاستثمار في الذهب وقبول الأموال للاستثمار، تحث هيئة السلوك المالي المواطنين على عدم التأثر بدعوات الشركات التي لا تملك الترخيص الممنوح من قبل الجهات التنظيمية لقبول الأموال لأغراض الاستثمار، حيث يعرض هذا المستثمرين لمخاطر كبيرة ويعرض الشركات الراغبة في ذلك للمسؤولية القانونية.

وفي هذا السياق، تؤكد هيئة الرقابة المالية أنها وفي إطار دورها في الإشراف والرقابة وتنظيم المعاملات في الأسواق المالية غير المصرفية، قامت بتنظيم الاستثمارات في صناديق المعادن الثمينة (الذهب) من خلال وثائق صناديق الاستثمار في الذهب حصرياً من خلال جهات مرخصة من قبل الهيئة. ويأتي ذلك في أعقاب نشر الإطار التنظيمي المتكامل للتداول في المعادن الثمينة (بما في ذلك الذهب) من خلال صناديق الاستثمار وليس للمعاملات المباشرة بين تجار المعادن والمستثمرين أو المستهلكين، والتي تنظمها قانون التجارة وقانون مراقبة المعادن الثمينة والأحجار الكريمة. وافقت الهيئة على إنشاء ثلاثة صناديق استثمارية للذهب، وأصدرت الوثائق للمواطنين حصراً. وحثت الهيئة المواطنين على عدم التأثر بقبول عروض الحصول على أموال بغرض الاستثمار في المعادن من أي جهة غير صناديق الاستثمار، وذلك لحماية أموالهم.

تقوم الشركات التي ترغب في الترويج للاكتتاب في الأسهم أو تلقي الأموال بإرسال الطلب إلى هيئة الرقابة المالية. يرجى التعرف على المتطلبات القانونية والتنظيمية قبل الكشف عن أي شيء للجمهور.


شارك