The Dung.. عرض مسرحي يجسد مأساة الجندي المنهزم في مهرجان نوادي المسرح

قدم مسرح قصر ثقافة القناطر الخيرية، مساء الأحد الماضي، مسرحية “الروث” ضمن عروض ختام الدورة الـ32 لمهرجان أندية المسرح. المهرجان تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هينو وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة تحت إشراف خالد اللبان. ويشرف على فعاليات المهرجان الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة.
العرض الذي تقدمه فرقة الشاطبي مأخوذ عن نص “مكان مع الخنازير” للكاتب أثول فوجارد، دراماتورجيا وإخراج محمد بسيوني. يتناول الفيلم المشاكل النفسية التي عانى منها الجنود في الحرب العالمية الثانية من خلال قصة “بافل” الجندي الذي يفر من ساحة المعركة ويختبئ لسنوات في حظيرة خنازير، حيث تتولى زوجته “براسكوفيا” مسؤولية حمايته بعد أن يفقد قدرته على اتخاذ القرارات.
حضر العرض الفنان أحمد الشافعي رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية، وسمر الوزير مدير عام الإدارة العامة للمسارح، والكاتب والناقد يوسف حسن، والكاتب سامح عثمان، وأعضاء لجنة التحكيم الدكتور محمد زعيمة، والدكتور مصطفى حامد، والموسيقار الدكتور وليد الشهاوي، والكاتب سعيد حجاج، والمخرج سامح مجاهد، إلى جانب ربيع عوض مدير قصر ثقافة القناطر الخيرية، وشارك عدد من القيادات الثقافية والعاملين في مجال المسرح.
وأوضح المخرج محمد بسيوني أن العرض يتناول فكرة أن الناس يحتاجون إلى الدعم في أوقات الأزمات، وأن عليهم اختيار داعميهم بعناية. وأضاف أن الحياة تقدم دائما احتمالين وعلى الإنسان أن يختار: إما أن يعيش في عالم يحكمه الجمال أو في عالم يحكمه الوحشية.
وقال مصطفى كرم نجم المسلسل: “أجسد دور الجندي بافل الذي يهرب من الخوف من المعركة ويختبئ في حظيرة الخنازير هرباً من الواقع”. “ينتظر كل عام لمواجهة السلطات، لكنه يتراجع في كل مرة خوفًا من العقاب ونظرة المجتمع له.” وأشار إلى أن الشخصية تعيش صراعات داخلية تجعلها غير قادرة على اتخاذ القرارات، ورغم محاولات زوجتها المتكررة لتحريرها من عزلتها، إلا أن حياتها تتحول تدريجيا إلى ما يشبه حياة الخنازير التي تعيش بينها.
وقالت الفنانة ندى حسن إنها تجسد دور براسكوفيا، الزوجة التي تحاول إقناع زوجها لمواجهة العالم مرة أخرى. لكنها أيضًا تجد نفسها في صراع داخلي عندما تدرك أن استمرار وجوده يخدم مصالحها ويسمح لها بالسيطرة على وضعه والاستفادة منه.
وعن العناصر البصرية للعرض، قال الدكتور أحمد بركات، الأستاذ المساعد بقسم النحت بكلية الفنون الجميلة، إن تصميم المسرح يعتمد على خامات وإكسسوارات تعكس صعوبات الحياة في الريف الروسي. تم تصميمه على مستويين: يمثل الطابق الأرضي الإسطبل والبئر، ويظهر المستوى العلوي بانوراما ليلية زرقاء مع القمر في المركز لتعزيز الشعور بالمكان والزمان. كانت الأزياء والأقنعة مستوحاة من المناظر الطبيعية الروسية وعبرت عن الحالة النفسية للشخصيات.
طاقم عمل “الروث”:
تمثيل: مصطفى كرم، ندى حسن
تأليف موسيقي ولحن: شريف ياسر
غناء: ندى عادل
تصميم العرض: جنى الجندي
قصائد: هند يوسف
دراما أكشن: مؤمن هشام
الإضاءة: معاذ مدحت
الديكور والملابس والأقنعة: د. أحمد بركات
مكياج: مريم محمد، نانسي مجدي
نائب المدير : زياد عبد القادر
المنتج التنفيذي: دنيا مصطفى
يتم تنظيم المهرجان من قبل الإدارة المركزية للشؤون الفنية. في هذا الموسم، يمكن مشاهدة 27 عرضًا مسرحيًا من مختلف المناطق الثقافية. بالإضافة إلى ذلك، يتم إصدار نشرة إخبارية يومية توثق الأحداث.
تتواصل فعاليات المهرجان اليوم الاثنين في تمام الساعة السادسة مساء بعرض مسرحية “قضية الأنوف” لفرقة مسرح 23 يوليو من تأليف ماروشا بيلاطا وإخراج أحمد جمال. ويليه عرض «نساء شكسبير» لفرقة غزل المحلة، تأليف سامح عثمان وإخراج حسام العجوزي.
ويعد المهرجان أحد أهم المنصات الثقافية لاكتشاف وتشجيع المواهب المسرحية الشابة من مختلف المحافظات. وبهذا توفر الهيئة العامة لقصور الثقافة مساحة للإبداع والتجريب وتؤكد دورها في تحقيق العدالة الثقافية وتشجيع النشاط الفني في المجتمع.