وزير الاتصالات: تأهيل 1000 طالب جامعي سنويا من خلال مبادرة “مهارات سيبرانية”

منذ 7 ساعات
وزير الاتصالات: تأهيل 1000 طالب جامعي سنويا من خلال مبادرة “مهارات سيبرانية”

أكد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن الأمن السيبراني مسؤولية جماعية لا تقتصر على جهة واحدة، بل تشمل الأفراد والمؤسسات في كافة أنحاء المجتمع. إن بناء مصر الرقمية وتحقيق مجتمع رقمي أكثر أمانًا واستدامة أمر ضروري لتضافر الجهود.

وأشار إلى أن التحول الرقمي أصبح ظاهرة عالمية شاملة ويشهد تقدماً سريعاً حيث تتجه الدول بشكل متزايد إلى بناء الاقتصادات الرقمية وأتمتة خدماتها والاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لإدارة مؤسساتها.

وأضاف طلعت أن الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا يصاحبه زيادة كبيرة في التهديدات السيبرانية، وبالتالي يجب على المجتمع أن يكون يقظًا في مواجهة هذه المخاطر المتزايدة.

جاء ذلك بحسب بيان للوزارة اليوم في كلمتها خلال الجلسة العامة لمجلس الشيوخ والتي ترأسها رئيس المجلس عبد الوهاب عبد الرازق.

وأوضح طلعت أن الهجمات الإلكترونية لم تعد تقتصر على أجهزة الكمبيوتر والبيانات، بل تتعداها لتستهدف الآن الثقة والسيادة واستقرار المجتمعات. وأشار إلى أنه بحسب التقارير الدولية فإن المنظمات حول العالم تتعرض لهجوم فدية كل 11 ثانية في المتوسط، وأن أكثر من 300 مليون شخص سيكونون ضحايا للهجمات الإلكترونية في عام 2023.

من المتوقع أن تصل التكلفة العالمية للجرائم الإلكترونية إلى 9.5 تريليون دولار بحلول عام 2024، مع نمو بنسبة 15% سنويا.

وأضاف طلعت أن هناك تطوراً نوعياً في التهديدات السيبرانية على مستوى العالم. وشملت هذه الهجمات هجمات على سلاسل التوريد الرقمية وهجمات أخرى دبرتها جهات دولية استغلت نقاط الضعف في شبكات الاتصالات أو حتى في البرامج المستخدمة على نطاق واسع. بالإضافة إلى الهجمات الإلكترونية على المؤسسات المالية والمستشفيات ومحطات الطاقة وأنظمة مراقبة الحركة الجوية؛ مراجعة لأمثلة الهجمات الإلكترونية على الدول الكبرى في السنوات الأخيرة.

وأكد طلعت أن الدولة تولي أهمية كبيرة للأمن السيبراني من خلال تبني أطر واستراتيجيات وسياسات لتأمين البنية التحتية للاتصالات، ووضع الخطط والبرامج لتطوير صناعة الأمن السيبراني، وإعداد الكوادر اللازمة لمواجهة التحديات والمخاطر السيبرانية، والتنسيق مع المؤسسات الدولية على المستويين الإقليمي والدولي.

وأشار إلى أن المجلس الأعلى للأمن السيبراني وضع الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني 2023-2027، والتي تتضمن برامج تنفيذية: بناء إطار تشريعي متكامل، وتغيير الثقافة الاجتماعية في مجال الأمن السيبراني، وتعزيز الشراكات الوطنية، وبناء أنظمة الدفاع السيبراني، وتعزيز البحث العلمي، ورعاية الابتكار والنمو والتعاون الدولي.

وقعت مصر العديد من الاتفاقيات الإقليمية والدولية في مجال الأمن السيبراني بهدف تبادل الخبرات وبناء القدرات وتوفير التدريب وتبادل المعلومات حول التهديدات السيبرانية والمشاركة في تطوير الاتفاقيات الدولية المتعددة الأطراف مثل الاتفاقية الدولية لمنع ومعاقبة الجرائم الإلكترونية.

وأشار طلعت إلى أن التهديدات السيبرانية تشكل تهديداً مباشراً للاقتصاد العالمي، مشيراً إلى وجود نقص خطير في المتخصصين في الأمن السيبراني على مستوى العالم. وتشير التقديرات إلى أن هناك 3.5 مليون وظيفة شاغرة في هذا القطاع. التأكيد على أن الأمن السيبراني لم يعد قضية نخبوية أو مقتصرة على الدوائر التقنية، بل أصبح مسؤولية مجتمعية أوسع تتطلب نشر ثقافة الأمن السيبراني.

وأوضح أن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تنظم ورش عمل لرفع الوعي لدى المواطنين والمسؤولين الحكوميين حول أهمية الأمن السيبراني وكيفية مواجهة التهديدات السيبرانية. بالإضافة إلى ذلك، تقوم بتنفيذ برامج تدريبية خاصة للطلاب والخريجين في هذا المجال المهم. وأحدث هذه المبادرات مبادرة المهارات السيبرانية، التي تهدف إلى تأهيل 1000 طالب جامعي سنوياً للعمل في مجال الأمن السيبراني بعد التخرج.

وأكد أن الطلب على خريجي هذه البرامج يتزايد لأن متدربي الأمن السيبراني يحصلون على أعلى نسب توظيف بسبب فرص العمل في مختلف القطاعات الرئيسية، والتي تصل في بعض الأحيان إلى 100% قبل أن يكمل الخريجون تدريبهم.

وأكد طلعت على مواصلة الجهود لنشر أنظمة الأمن السيبراني في الدولة والتعاون مع الجهات الدولية لتبادل أفضل الممارسات. وبالإضافة إلى ذلك، لا بد من إنشاء إطار قانوني وتنظيمي يحدد المعايير اللازمة لحماية الأفراد والمؤسسات من الهجمات الإلكترونية وآثارها. وبالإضافة إلى ذلك، من الضروري مواصلة تنفيذ البرامج التي تتناول التوعية وبناء القدرات في مختلف فروع وتخصصات الأمن السيبراني. وفي الوقت نفسه، ستستمر الجهود لتعزيز مكانة مصر في هذا المجال بالتعاون مع كافة الشركاء الدوليين.


شارك