تفاصيل الخطة الأمريكية الإسرائيلية بشأن إدخال المساعدات لغزة

الوكالات
تحذر منظمات دولية من خطر المجاعة في قطاع غزة، حيث تمنع قوات الاحتلال الإسرائيلي دخول المساعدات الإنسانية من الغذاء والماء والأدوية إلى القطاع منذ بداية شهر مارس/آذار الماضي. وبعد شهرين، ووفقا لموقع أكسيوس، قال مسؤولان إسرائيليان ومصدر أميركي إن إسرائيل من المرجح أن تسمح بوصول المساعدات للفلسطينيين، ولكن بشروط.
وقالت مصادر مطلعة على الخطة إن الولايات المتحدة وإسرائيل وممثلي وكالة مساعدات دولية يقتربون من التوصل إلى اتفاق بشأن كيفية استئناف تسليم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في قطاع غزة دون أن يكون القطاع تحت سيطرة حماس.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأحد الماضي إنه ضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للسماح باستيراد الغذاء والدواء إلى قطاع غزة المحاصر.
وزعم مسؤولون إسرائيليون أن حماس تمكنت خلال وقف إطلاق النار وقبله من السيطرة على معظم المساعدات التي تدخل قطاع غزة. وزعموا أن الحركة باعت بعض المساعدات، واستخدمت ملايين الدولارات من العائدات لدفع رواتب أعضاء جناحها العسكري، وسلمت الباقي للسكان، مما سمح لها بالاحتفاظ بالسيطرة على قطاع غزة.
تفاصيل الخطة الأمريكية الإسرائيلية
وبحسب موقع أكسيوس، ناقش مسؤولون في الحكومة الإسرائيلية، وعلى رأسهم وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، إلى جانب مسؤولين أميركيين وممثلين عن منظمات إنسانية دولية وشركات خاصة، آلية جديدة لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة.
وقال مسؤولون بالحكومة الإسرائيلية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالمحادثات خلال مكالمة هاتفية الأسبوع الماضي.
قال ترامب للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية يوم الأحد الماضي أثناء حديثه مع نتنياهو: “عليكم أن تكونوا لطفاء مع غزة. هؤلاء الناس يعانون. هناك حاجة ماسة للغذاء والدواء، ونحن نتولى أمرها”.
وقال مصدر مطلع لموقع أكسيوس إن الآلية الجديدة من شأنها تحقيق هدف ترامب بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة مع احترام تعليمات إسرائيل بعدم السماح بدخول المساعدات إلى حماس.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إن الآلية الجديدة “سبب للاحتفال” ونتيجة للمحادثات بين تل أبيب وواشنطن بدعم وتأييد من إدارة الرئيس دونالد ترامب.
وأضاف المسؤول الأميركي: “نحن ندرك أن الآلية ستوصل المساعدات إلى المحتاجين وفقا لمبادئنا: نحن ندعم تدفق المساعدات الإنسانية مع وجود ضمانات لضمان عدم تحويل المساعدات أو نهبها أو إساءة استخدامها من قبل جماعات مثل حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني”.
وقال المسؤول إن الرئيس ترامب ووزير الخارجية ماركو روبيو يتوقعان أن تعمل جميع وكالات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية معا بموجب الآلية لضمان عدم تمكن حماس من الوصول إلى هذه الموارد الحيوية.
أما بالنسبة للجسم المسؤول عن إدارة المساعدات، فبحسب الخطة الأميركية الإسرائيلية قيد البحث، فإن جهود الإغاثة في قطاع غزة ستقودها مؤسسة يديرها المجتمع الدولي وتدعمها الدول القومية والمنظمات الخيرية. وتتم إدارة المنشأة من قبل مجموعة من المتخصصين في المجال الإنساني، وتضم مجلسًا استشاريًا من الشخصيات الدولية البارزة.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن الخطة تتضمن بناء عدة مجمعات في جزء واحد من قطاع غزة، وسيكون المدنيون الفلسطينيون قادرين على الذهاب إلى هناك مرة واحدة في الأسبوع للحصول على حزمة مساعدات لمدة سبعة أيام لكل أسرة.
وزعم مصدر مطلع على الخطة أن إسرائيل التزمت بتمويل وتنفيذ العمل الهندسي المكثف اللازم لبناء البنية التحتية لنقاط توزيع آمنة للمساعدات. وأشارت إلى أن الأطراف تجري مناقشات متقدمة مع الدول المانحة التي ستمول عمليات المنظمة، بما في ذلك شراء المساعدات الإنسانية.
وأضاف أن شركة أميركية خاصة ستكون مسؤولة عن الدعم اللوجستي وضمان الأمن داخل وخارج المجمعات الإنسانية.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن قوات الدفاع الإسرائيلية لن تشارك في توصيل المساعدات أو يكون لها تواجد في المخيمات، لكنها ستوفر الأمن في المنطقة الأوسع.
وقالوا إنهم يريدون أن تصبح الآلية جاهزة للعمل قبل أن يوسع الجيش الإسرائيلي عملياته البرية في قطاع غزة. وبحسب موقع أكسيوس، فمن المرجح أن يحدث هذا الشهر إذا استمرت المفاوضات بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة في التعثر.
ومن المقرر أن يجتمع المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر (الكابينت) غدا الأحد للموافقة على تعبئة قوات احتياطية إضافية وخطط توسيع العمليات البرية في قطاع غزة.
ويريد المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون أيضا أن تكون الآلية الجديدة جاهزة للتنفيذ عندما يزور الرئيس الأميركي دونالد ترامب المنطقة بعد أسبوعين.
ومن المتوقع أن يزور ترامب المملكة العربية السعودية في 13 مايو/أيار المقبل، ثم يتوجه إلى قطر والإمارات العربية المتحدة. وليس من المتوقع أن يزور إسرائيل في الوقت الراهن.
ومن أجل الضغط على حماس، أعلنت إسرائيل في أوائل شهر مارس/آذار حظراً على استيراد المساعدات الإنسانية والإمدادات إلى قطاع غزة. وأدى ذلك إلى تدهور الوضع الإنساني، ودفع المنظمات الدولية إلى التحذير من احتمال حدوث مجاعة في قطاع غزة.
وتتوقع وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة أن تنفد الإمدادات الغذائية في قطاع غزة خلال بضعة أيام. ويؤكد المسؤولون الإسرائيليون أن الإمدادات سوف تنفد بالكامل خلال ثلاثة إلى أربعة أسابيع.