مدير مشروع الطيور المهاجرة بالبيئة لـ«الشروق»: جارِ تطوير مرصد الطيور بشرم الشيخ باستثمارات إيطالية بـ2 مليون يورو

منذ 13 ساعات
مدير مشروع الطيور المهاجرة بالبيئة لـ«الشروق»: جارِ تطوير مرصد الطيور بشرم الشيخ باستثمارات إيطالية بـ2 مليون يورو

يمر عبر مصر كل عام أكثر من 500 مليون طائر مهاجر، وذلك في أحد أهم طرق الهجرة في العالم.

37 نوعاً من الطيور الطائرة تعبر الممر المائي بين وادي الصدع والبحر الأحمر، بما في ذلك 5 أنواع مهددة بالانقراض.

يتراوح عدد الطيور التي تهاجر عبر منطقة جبل الزيتون الجنوبية بين 850 ألفًا إلى 2 مليون طائر.

 

قال الدكتور أسامة الجبالي الرئيس السابق لمشروع الطيور الحوامة والمهاجرة بوزارة البيئة ومستشار برنامج الأمم المتحدة للبيئة، إن مرصد الطيور الحالي في شرم الشيخ يجرى تطويره حاليا بالتعاون مع محافظة جنوب سيناء وشركة المياه. وأكد أن مستثمراً إيطالياً باستثمار يقدر بمليوني يورو سيساعد في إنشاء مركز متكامل لإنقاذ الحياة البرية، بالإضافة إلى مركز للزوار ووحدة خاصة لمراقبة وتحليل جودة المياه.

وأضاف الجبالي لـ”الشروق” أن أكثر من 500 مليون طائر مهاجر يمر عبر مصر سنويا، أغلبها عن طريق وادي النيل – البحر الأحمر، ثاني أهم طريق هجرة للطيور الحوامة في العالم، ويعبره نحو 2 مليون طائر من 37 نوعا، منها 5 أنواع مهددة بالانقراض. وأشار إلى أنه يتم حالياً تشكيل لجنة فنية لوضع آلية دقيقة لإيقاف تشغيل توربينات الرياح أثناء مرور الطيور المهاجرة، بناءً على معطيات علمية.

وأوضح أن مصر تلعب دورا محوريا في منظومة هجرة الطيور العالمية نظرا لموقعها الجغرافي المتميز. وهذا هو المكان الذي تلتقي فيه قارات أوروبا وآسيا وأفريقيا وهو المعبر البري الوحيد بين هذه القارات. يعبر البلاد سنويا أكثر من 500 مليون طائر مهاجر من حوالي 500 نوع، بما في ذلك 350 نوع مهاجر و150 نوع محلي. تحتوي مصر على ثاني أهم طريق هجرة عالمي للطيور الحوامة، وهو طريق الوادي المتصدع – البحر الأحمر، والذي يعبره مرتين سنويا في الربيع والخريف حوالي 2 مليون طائر من 37 نوعا، بما في ذلك خمسة أنواع مهددة بالانقراض عالميا.

وأكد أن الطيور المهاجرة تواجه العديد من التحديات البيئية والبشرية خلال رحلتها عبر الأراضي المصرية. ومن أهم هذه المشاريع مشاريع إدارة النفايات ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي، فضلاً عن مشاريع الطاقة مثل مزارع الرياح وخطوط نقل الطاقة. وأشار أيضاً إلى أن الظروف المناخية غير المستقرة والصيد الجائر يشكلان مخاطر إضافية تهدد حياة هذه الطيور. وأشار إلى أنها تمثل مؤشراً مهماً على صحة النظام البيئي، إذ أن وجودها يعكس توازن البيئة وتنوعها البيولوجي. كما أنها تساهم في نشر البذور ومكافحة الحشرات وتعزيز سلاسل الغذاء الطبيعية. ولعل وجود 34 منطقة في مصر مصنفة كمناطق مهمة للطيور يعد مؤشرا على أهمية البيئة المصرية في دعم هذه الأنواع. وتشمل هذه المناطق، على سبيل المثال، البحيرات الشمالية، ومحمية رأس محمد، وجبل علبة.

وعند سؤاله عما إذا كانت الوزارة لديها برامج لرصد ومراقبة هذه الطيور، قال: “أنشأنا أول مرصد لهجرة الطيور في شرم الشيخ، في منطقة بحيرات الأكسدة، وأول مركز تجريبي لإنقاذ الطيور هناك. ونعمل حاليًا على توسيعه ليصبح مرصدًا عالميًا بالتعاون مع محافظة جنوب سيناء وشركة مياه الشرب. ويتلقى المشروع دعمًا استثماريًا من مستثمر إيطالي سيستثمر حوالي مليوني يورو في توسيع المرصد وإنشاء مركز متكامل لإنقاذ الحياة البرية ومركز حديث للزوار للتعرف على التنوع البيولوجي في المنطقة. كما لدينا وحدة متخصصة لرصد وتحليل جودة المياه، مما يعكس اهتمامنا بدمج البيئة والعلوم والسياحة في آن واحد. ولدينا فرق وطنية مدربة على رصد وتسجيل الأنواع، وننفذ برامج لتنمية مهارات الشباب وتدريب الكوادر البيئية المتخصصة”.

وأشار إلى أننا نجحنا في دمج برامج الحفاظ على الطيور الشراعية في خطط التنمية، وخاصة في مجالات الطاقة والسياحة والنفايات. وكان أحد أبرز النجاحات هو إدخال آلية لإغلاق مزارع الرياح في جبل الزيت بناءً على الطلب أثناء تحليق الطيور. ويعد هذا نموذجًا يستحق التكرار في جميع أنحاء العالم، حيث ساعد على تقليل معدل وفيات الطيور وحماية التنوع البيولوجي، وحتى تحسين كفاءة توليد الكهرباء. وأدت هذه الجهود إلى فوز مصر بجائزة الطاقة العالمية لعام 2020.

وأضاف أن الطيور تهاجر في مسارات الهجرة الخريفية (من أغسطس إلى منتصف نوفمبر) مع الرياح الشمالية الغربية من مواطن تكاثرها في أوروبا وآسيا إلى أفريقيا. 70% من هذه الطرق تمر عبر جنوب سيناء و30% منها على طول خليج السويس. وتتمركز الطيور في مناطق مثل رأس محمد وجبل الزيت وتنتظر الظروف الجوية المناسبة لعبور الخليج. وفي الربيع (من منتصف فبراير إلى مايو)، تعود الطيور في الاتجاه المعاكس، مفضلة طرقًا أقصر وأكثر أمانًا، مثل الطرق على طول الساحل أو عبر الخليج في أضيق نقطة فيه.

وأشار إلى أن المنطقة الواقعة جنوب جبل الزيت تعد من أكثر المناطق حساسية بيئياً، حيث يزورها عدد كبير من الطيور المهاجرة في فصلي الربيع والخريف. وفي فصل الخريف، يعبر المنطقة نحو 850 ألف طائر، وفي الربيع يرتفع العدد إلى ما يقرب من مليوني طائر، مما يجعلها منطقة حرجة تتطلب إجراءات وقائية دقيقة. ونظرا لأهمية هذه المنطقة، يجري حاليا إعداد دراسة استراتيجية شاملة لتقييم وضعها البيئي وتأثيرات مشاريع الطاقة المقامة فيها. ومن المقرر الانتهاء من الدراسة في فبراير 2026. والهدف هو إنشاء إطار متكامل لحماية المنطقة وضمان التنمية المستدامة.

وتابع: “ناقشنا مؤخرًا، في جلسة موسعة، عددًا من التحديات المتعلقة بآلية إيقاف تشغيل توربينات الرياح عند الطلب، لا سيما تلك المتعلقة بآليات اتخاذ القرار والتنسيق بين الجهات المعنية لتجنب التأثير على مراقبة الطيور. وتم الاتفاق على تشكيل لجنة فنية متخصصة لضمان دقة قرارات الإغلاق واستنادها إلى بيانات علمية موثوقة. كما سيتم إنشاء وحدة خاصة بمشاريع حماية الطيور المهاجرة للإشراف على عمليات التفتيش البيئي، ورصد حالات النفوق، وضمان التزام الشركات بالإجراءات البيئية. وسيتم أيضًا استكمال تقييم الأثر البيئي الاستراتيجي للمناطق الحساسة”.


شارك