بعد واقعة طفل دمنهور.. استشاري نفسي لـ«الشروق»: البيدوفيليا ليست مرضا عضويا.. وهذه علامات تعرّض طفلك للتحرش

منذ 11 ساعات
بعد واقعة طفل دمنهور.. استشاري نفسي لـ«الشروق»: البيدوفيليا ليست مرضا عضويا.. وهذه علامات تعرّض طفلك للتحرش

الاعتداء الجنسي على الأطفال هو اضطراب جنسي وليس مرضًا.

تعرض معظم الضحايا للاعتداء الجنسي عندما كانوا أطفالاً.

في 90% من الحالات، تحدث الاعتداءات الجنسية على الأطفال خلال فترة المراهقة.

هذه الظاهرة ليست جديدة، بل لها تاريخ يعود إلى آلاف السنين.

على الرغم من أن الشخص المتضرر متزوج ولديه عائلة، إلا أنه يشعر بالانجذاب نحو الأطفال.

80% من حالات التحرش تحدث في البيئة المباشرة.

بسبب جبنهم، يعتمد المتحرشون على الترهيب.

ينبغي على الأسرة أن تلاحظ أي تغيرات في سلوك الأطفال وتستمع إليهم.

 

لا تزال ذكريات مسلسل “لم شمسية” حاضرة في أذهان المشاهدين، إلا أن حادثة طفل دمنهور، الطالب بمدرسة دمنهور الذي تعرض للاعتداء من قبل محاسب مسن في نفس المدرسة، أعادت الجدل حول إساءة معاملة الأطفال إلى الواجهة من جديد. وأثارت هذه الحادثة موجة من الغضب في المجتمع، خاصة مع تكرار حوادث مماثلة تكون فيها براءة الأطفال – ذكورًا وإناثًا – على المحك.

وفي أعقاب هذه التطورات، تثار تساؤلات حول ظاهرة الاعتداء الجنسي على الأطفال، أو ما يطلق عليه علمياً “اضطراب الاعتداء الجنسي على الأطفال”، حيث تعتبر من أخطر الظواهر التي تهدد سلامة واستقرار الأطفال حول العالم.

ولفهم حجم هذا الاضطراب، أجرت صحيفة الشروق حواراً مع الطبيب النفسي الدكتور جمال فرويز، للحديث عن طبيعة البيدوفيليا وأسبابها وأنماطها وطرق الحماية منها.

ما هو اضطراب الاعتداء الجنسي على الأطفال؟

يعرّف الدكتور جمال فرويز، وهو طبيب نفسي، الاعتداء الجنسي على الأطفال بأنه ليس مرضاً عضوياً، بل هو اضطراب نفسي يحدث في 90% من الحالات خلال فترة المراهقة، بينما في أقلية من الحالات يمكن أن يبدأ أيضاً في وقت لاحق. وتتنوع دوافع المتضررين وتتراوح بين السعي إلى الإشباع الجنسي، أو التعويض النفسي، أو تعاطي المخدرات، أو الترفيه البسيط والاستغلال.

وبحسب فروز، فإن هذه الظاهرة ليست حديثة، بل يعود تاريخها إلى آلاف السنين. وأضاف أن هذا المرض كان موجودا بالفعل بين الإغريق والرومان، كما تم توثيق حالات بين بعض القادة والزعماء عبر التاريخ.

ما هي أنواع الاعتداء الجنسي على الأطفال؟

وأوضح الدكتور. قال فروز أن هناك نوعين من الاعتداء الجنسي على الأطفال:

أما النوع الأول فيقتصر على التحرش الجنسي غير المباشر، بما في ذلك اللمس أو التعرض، ويعتبر أقل خطورة نسبيا.

أما النوع الثاني، وهو “الإيذاء الجسدي العنيف”، فهو اعتداء جنسي شامل، سواء في منطقة الأعضاء التناسلية أو الشرج. ويشكل هذا المرض خطرا كبيرا على الضحايا ويتطلب تدخلا علاجيا مكثفا.

قد يكون الشخص المصاب بهذا الاضطراب أعزبًا وسعيدًا بعلاقته بالأطفال، أو قد يكون متزوجًا ولديه عائلة وينجذب إلى الأطفال.

وعن أسباب التحرش الجنسي بالأطفال، أوضح فروز أن الدراسات التي أجريت على تاريخ أغلب المصابين بهذا الاضطراب أظهرت تعرضهم للتحرش الجنسي في مرحلة الطفولة، مما يجعل ممارستهم لهذا التحرش في مرحلة البلوغ آلية تعويضية. حيث يستمتعون بإيذاء الأطفال بنفس الطريقة التي تم إيذائهم بها من قبل.

أما الفئة الأخرى فتعاني من الشعور بالنقص الجنسي أو الخجل عند التعامل مع النساء البالغات، مما يدفعها إلى توجيه رغباتها نحو الأطفال لأن هذا هو الطريق السهل لإشباع رغباتها والهروب من مشاعر العجز أو الخجل التي تصاحب العلاقات المتوازنة.

وفيما يتعلق بالأسباب البيولوجية للاعتداء الجنسي على الأطفال، أشار فرويس إلى بعض الدراسات السويدية التي تشير إلى وجود صلة محتملة بين الاعتداء الجنسي على الأطفال واضطرابات خلايا المخ. ومع ذلك، بعد العديد من التحقيقات، مثل التصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي، تظل هذه الفرضية غير مثبتة علميًا وغير عملية للاستخدام التشخيصي أو العلاجي.

وعلى صعيد السلوك، قال فروز إن الجاني يعاني من هوس جنسي بالأطفال، ما يصل به إلى حد فقدان السيطرة على نفسه. عندما تثار رغبته، يصبح منغمسًا تمامًا في فعله حتى اكتمال التحرش، وتتغلب هذه الرغبة على كل الاعتبارات الأخرى أو الوعي بالعواقب.

80% من حالات الاعتداء على الأطفال تحدث ضمن دوائر قريبة من الأصدقاء والمعارف.

كشف الدكتور. وبحسب فروز، فإن 80 بالمائة من حالات إساءة معاملة الأطفال يرتكبها أفراد من دائرة قريبة من أصدقاء الطفل، مثل الأقارب والأعمام والجيران والمعلمين أو المدربين في النوادي أو موظفي الكنيسة أو المدرسة، أو أشخاص آخرين معروفين للعائلة.

أما الـ 20% الباقية فيوصفون بأنهم متحرشون عشوائيون، ولكن بسبب طبيعتهم الجبانة فإنهم يعتمدون على ترهيب الأطفال. يستغلون طريقة تفكير الطفل البسيطة ويستخدمون أساليب الترهيب والسيطرة النفسية لمنعه من التعبير عن آرائه. إنهم يستخدمون عبارات مثل: “سأقتلك”، “سأقتلك”، أو “إذا تحدثت، سأفعل بك هذا”.

ما هي الأعراض التي تشير إلى تعرض الطفل للتحرش أو الاعتداء الجنسي؟

ومن الأعراض التي تشير إلى تعرض الطفل للتنمر، قالت فاروز: الخوف المفاجئ من مكان أو شخص معين أو ظهور اضطرابات في النوم مثل الأرق والكوابيس المتكررة، وفقدان الشهية، والقلق المستمر أو نوبات البكاء بدون سبب من قبل الطفل، ورفض الطفل الذهاب إلى أماكن معينة مثل المدرسة أو النادي رغم إصرار الوالدين.

كيف نحمي أطفالنا من التحرش الجنسي والمتحرشين بالأطفال؟

وردت فيروز على أن على العائلات أن تعلم أطفالها عدم الذهاب إلى أي مكان بمفردهم، وأن يقولوا “لا” إذا لمسهم أحد في أعضائهم الخاصة أو حاول تقبيلهم بالقوة، وعدم الجلوس في حضن أحد، حتى المقربين منهم، وعدم السماح لأحد برؤية أجسادهم أو دخول الحمام معهم.

ويجب أيضًا تشجيع الطفل على التحدث والصراخ فورًا عندما يواجه موقفًا مريبًا وإخبار والديه دون خوف عن أي شيء يزعجه. ونصح أيضاً الآباء بالاستماع إلى شكاوى أبنائهم حتى لو بدت بسيطة، قائلاً: “الإشارات غالباً ما تكون خفية، لذا علينا مراقبة سلوك أبنائنا عن كثب”.

 


شارك