الإفتاء توضح آداب تأدية مناسك الحج

منذ 4 ساعات
الإفتاء توضح آداب تأدية مناسك الحج

وأكدت دار الإفتاء على أهمية الالتزام بآداب الحج في أداء المناسك ومنذ لحظة الرغبة في أداء فريضة الحج لينال ثواب الحج المبرور.

وفي فتوى نشرت على الموقع الرسمي للمعهد الإسلامي، رداً على سؤال: ما هي الآداب التي ينبغي للحاج مراعاتها أثناء أداء مناسك الحج؟ أعطيت إجابة. وأوضحت الوزارة أن الله تعالى يقول في سورة البقرة: (الحج أشهر معلومات فمن فرض عليه الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج).

وأضافت: “مواقيت الحج أشهر معلومة، فمن أراد الحج فيها وشعر بالواجب وأحرم به، فعليه أن يتجنب كل قول أو فعل يخالف الآداب الإسلامية، ويؤدي إلى الخلاف بين الصحابة والإخوة. فالجميع قد اجتمع على مائدة الرحمن، وهذا يوجب عليهم التعاون على البر والتقوى، لا على الإثم والعدوان”. روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه».

وجاء في الفتوى أن الله تعالى جعل أشهر الحج معلومة. فإن العرب في الجاهلية كانوا يعرفونها وهي شهر شوال وذو القعدة والعشر الأوائل من شهر ذي الحجة، وقد أقرت الشريعة الإسلامية ما عرفوه.

وتابعت: “حثّهم الله تعالى على الخير بعد أن نهاهم عن المنكر، فقال: {وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمُهُ اللَّهُ. وَاتَّقُوا وَإِنَّ خَيْرَ الْوَقْيَى تَقَوْى اللَّهِ. وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ}. أي: أيها المسلمون، اهجروا كل قول وعمل يغضب الله تعالى، وسارعوا إلى العمل الصالح، لا سيما في هذه الأوقات والأماكن المباركة. واعلموا أنه لا يخفى عليه شيء من أعمالكم، سبحانه وتعالى. تزودوا بالرزق الروحي المتمثل في خشية الله وتقواه، وبالرزق المادي الذي يغنيكم عن الاستغاثة. وطهروا لي قلوبكم ونواياكم يا أولي الألباب والبصر”.

وأكدت أيضاً على أهمية ادخار المؤن، حيث بين الله تعالى أن ادخار المؤن الروحية لا يتعارض مع ادخار المؤن المادية ما دامت التقوى موجودة. قال ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم. ومعنى هذا أنه لا حرج عليك ولا إثم إذا طلبت الرزق الحلال والمال الطيب بالتجارة أو غيرها من طرق الكسب المشروع في فترة الحج، ما لم يمنعك ذلك من أداء المناسك. نزلت هذه الآية حين تردد بعض الناس في البيع والشراء أيام الحج. ولذلك سمح لهم بذلك طالما كانوا في حاجة إلى هذه المهن لحماية أنفسهم من ذل التسول.

وأما آداب الانتقال من عرفات إلى مكان آخر، فقد ورد في الفتوى أن الله هداية للحجاج، فقال: “فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام”. أي إذا فرغتم من الوقوف بعرفة وخرجتم منها سريعاً واجتمعتم في مزدلفة فإنكم تكثرون من ذكر الله تعالى وطاعته بالتلبية والتهليل والتسبيح والتكبير والدعاء. {وَاذْكُرْهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِن قَبْلِكُمْ لِمَنْ الضَّالِّينَ} أي اذكروا الله تعالى بذكر حسن دائم، كهداية الله لكم. ولولا هذا الهداية منه لبقيت من الجاهلين الضالين.

واستشهدت بقول الله تعالى: (فَاذْهَبُوا حَيْثُ ذَاكَ ٱلنَّاسُ فَاسْتَغْفِرُوا ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا). وأوضحت: “أيها المسلمون، اعلموا أن انطلاقكم من عرفات، لا من مزدلفة، فهذا هو المكان الذي اختاره الله لعباده، فاستغفروا الله من جميع الذنوب، إنه هو الغفور الرحيم”.

وما هو المطلوب من الحاج بعد الانتهاء من المناسك، ثم بين ذلك؛ وذكر البيت قوله تعالى: (فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسَكَاتِكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا). ويتضح من ذلك أنه بعد الفراغ من العبادة وأداء مناسك الحج يستحب الإكثار من ذكر الله وطاعته، كما كنتم تكثرون من ذكر آبائكم. بل ينبغي أن تجعلوا ذكر خالقكم سبحانه أشد وأشد من ذكر أمجاد آبائكم بعد الفراغ من مناسك الحج. والغرض من ذلك هو تعزيز ذكر الله تعالى، والنهي عن التفاخر بالأنساب والأصول.


شارك