بعد هجوم كشمير الدامي.. ماذا يحدث بين الهند وباكستان؟

تتصاعد التوترات على طول الحدود بين الهند وباكستان في كشمير بعد تبادل إطلاق النار ليلاً بين القوات المسلحة من كلا البلدين. ويأتي ذلك بعد ثلاثة أيام فقط من هجوم مميت في الشطر الهندي من كشمير أسفر عن مقتل 26 شخصا. وكان هذا الحادث الأكثر دموية منذ عام 2000.
وأكد سيد أشفق جيلاني، مسؤول الشطر الباكستاني من كشمير، لوكالة فرانس برس وقوع تبادل لإطلاق النار بين موقعين عسكريين في وادي ليبا خلال الليل. وأكد أنه لم تكن هناك أي هجمات على المدنيين وأن الحياة استمرت بشكل طبيعي وأن المدارس ظلت مفتوحة.
وقع الهجوم في منتجع باهالجام على بعد 90 كيلومترا من مدينة سريناغار. وكان ثلاثة رجال مسلحين على الأقل مسؤولين عن الهجوم. وقالت الشرطة الهندية إن 25 شخصا من الهند ونيبال قتلوا.
وفي بيان لها، أعلنت جماعة تطلق على نفسها اسم “جبهة المقاومة” مسؤوليتها عن الهجوم. ويعتقد أنها فرع من جماعة لشكر طيبة الباكستانية.
وربط البيان هذه الهجمات بمنح آلاف التصاريح للإقامة للهنود، مما يسمح لهم بالعيش والعمل في كشمير.
وقال مسؤولون هنود للجزيرة، شريطة عدم الكشف عن هويتهم، إنهم يعتقدون أن أربعة مهاجمين مسؤولون عن الهجوم، اثنان من باكستان واثنان من الشطر الهندي من كشمير.
ورغم إعلان “جبهة المقاومة”، أشارت نيودلهي ضمناً بأصابع الاتهام إلى إسلام آباد، دون أي بيان رسمي. لكن رئيس الوزراء الهندي ألقى خطابا شديد اللهجة ووعد بملاحقة المسؤولين عن الحادث “حتى أقاصي الأرض”.
وفي تصعيد متبادل، اتخذ الجانبان سلسلة من التدابير الدبلوماسية والتجارية التي أشارت إلى تصعيد غير مسبوق، بما في ذلك طرد الدبلوماسيين، وتعليق التأشيرات، وإغلاق المعابر الحدودية والمجال الجوي.
كما علقت الهند معاهدة مياه نهر السند، مما دفع باكستان إلى التهديد باعتبار أي محاولة لوقف تدفق المياه “عملاً حربياً”.
أغلقت الهند المعبر الحدودي بين البلدين الجارين، وقلصت عدد موظفيها الدبلوماسيين، وطلبت من الباكستانيين العودة إلى ديارهم.
وأعلنت نيودلهي أيضا أنها أمرت الملحقين العسكريين الباكستانيين وغيرهم من المسؤولين العسكريين في نيودلهي بمغادرة البلاد في غضون أسبوع. وأعلنت الحكومة أيضًا أن الهند ستسحب مستشاريها الدفاعيين والبحريين والجويين من باكستان.
ويعتقد المحلل السياسي برافين دونثي من مجموعة الأزمات الدولية أن هذا التصعيد قد يؤدي إلى تدهور العلاقات الثنائية إلى مستوى جديد. وتوجد مخاوف من أن تتصاعد التوترات إلى صراع مفتوح، خاصة وأن كلا الجانبين يمتلكان أسلحة نووية وهناك نزاعات طويلة الأمد في منطقة كشمير.
لكن باكستان نفت بشدة أي تورط لها في الهجوم وأكدت التزامها بالسلام. لكن تصريح رئيس الوزراء شهباز شريف أوضح أن بلاده لن تتسامح مع ما أسماه “التهديدات الهندية”. وأكد أن بلاده سترد بقوة على أي عمل يعتبر انتهاكا لمعاهدة نهر السند.