بعد خفض الفائدة.. توقعات بحدوث انتعاشة في مبيعات السيارات

السبع: خفض أسعار الفائدة يساهم في زيادة الإقبال على الشراء. ويتوقع زيتون تحسن المبيعات بعد قرار البنك المركزي. أبو المجد: هناك تحسن نسبي في حركة المبيعات خلال الفترة الماضية.
مع الإجراءات الأخيرة التي اتخذها البنك المركزي بخفض أسعار الفائدة وتوسيع إنتاج السيارات محلياً، بدأت تظهر بوادر جديدة في سوق السيارات المصرية، التي كانت تعاني من تباطؤ منذ فترة بسبب الأسعار المبالغ فيها وتقلبات سعر صرف الدولار الأميركي. ويتوقع تجار السيارات أن تظهر الآثار الإيجابية تدريجيا، سواء من خلال التحسن النسبي في المبيعات أو الانخفاض الطفيف في الأسعار. ومع ذلك، فإنهم يتفقون على أن التحديات لا تزال قائمة في ظل النمو البطيء للإنتاج المحلي وتعليق الواردات.
وقال علاء السبع، عضو شعبة السيارات باتحاد الغرف التجارية المصرية، إن خفض البنك المركزي لأسعار الفائدة، رغم أنه تدريجي ومعتدل، إلا أنه كان له تأثير مباشر على ديناميكية السوق، خاصة في قطاعات مثل صناعة السيارات والتصنيع. ويتجلى ذلك في انخفاض تكاليف التمويل، سواء بالنسبة للمستهلكين في شكل أقساط للسيارة، أو بالنسبة لأصحاب المصانع والتجار في شكل قروض. ويؤدي هذا في النهاية إلى نقطة التوازن التي تجعل السعر معقولاً بالنسبة للمشتري، مما يؤدي إلى تسريع قرار الشراء.
قرر البنك المركزي، الخميس الماضي، خفض أسعار الفائدة بنسبة 2.25 في المائة للمرة الأولى منذ خمس سنوات. وهذا يعني أن النسبة الآن هي 25% و26% للودائع والقروض على التوالي.
وأضاف السبع أن قطاع السيارات يبقى مرتبطا بشكل وثيق بالدولار، وأن أي حركة في سعر الصرف تؤثر بشكل مباشر على أسعار السيارات. ومع ذلك، يبذل المصنعون والمستوردون قصارى جهدهم لاستيعاب أي زيادات وبالتالي تجنب انخفاض المبيعات.
وأشار إلى أن بعض الشركات تبذل حالياً جهوداً لزيادة نسبة المكونات المحلية في المركبات التي تقوم بتجميعها، وأن بعض الشركات بدأت بالفعل باتخاذ خطوات عملية في هذا الاتجاه.
وفي 13 أبريل/نيسان، أعلن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي أن الحكومة اجتمعت مع مجموعة منصور شيفروليه لمناقشة تفاصيل إنشاء مصنع جديد لتجميع وإنتاج السيارات في مصر. وأضاف أن المصنع سوف يتخصص في إنتاج نماذج جديدة كلياً بدلاً من مجرد نقل خطوط الإنتاج القديمة من الخارج.
وأوضح عضو جمعية تجار السيارات منتصر زيتون، أن بعض العلامات التجارية بدأت بالفعل في رفع أسعار سياراتها مجدداً، رغم توقعات السوق الحالية. وأشار إلى أن تأثير خفض سعر الفائدة من قبل البنك المركزي من المرجح أن يكون إيجابيا على المدى القصير، خاصة في ما يتعلق بتحفيز قروض السيارات.
وأوضح زيتون أن انخفاض أسعار الفائدة أدى إلى خفض تكلفة التقسيط، وبالتالي تشجيع نسبة أكبر من المستهلكين على اتخاذ قرار الشراء، الأمر الذي انعكس إيجاباً على المبيعات.
وأكد أن أسعار السيارات لا تزال مرتبطة ارتباطا وثيقا بالدولار، وأن أي زيادة أخرى في قيمة الدولار ستؤدي إلى جولة جديدة من ارتفاع الأسعار. وقد بدأ هذا الاتجاه بالفعل، حيث قامت بعض الشركات برفع أسعارها مؤخرًا.
وفيما يتعلق بالإنتاج المحلي، أشار زيتون إلى أنه يبقى ضعيفا ولا يلبي حتى الآن الطلب في السوق بشكل كاف. ويمثل هذا عبئا إضافيا على السوق، نظرا لاعتماده بشكل كبير على السيارات المستوردة.
قال أسامة أبو المجد عضو رابطة تجار السيارات، إن أسعار السيارات شهدت خلال الفترة الأخيرة تراجعاً، ما أدى إلى تحسن نسبي في حركة المبيعات بنسب تتراوح بين 3 إلى 5%. وأشار إلى أن الأسعار مرتبطة بشكل مباشر بقيمة الدولار، بغض النظر عن ارتفاعه أو انخفاضه.
وأضاف أبو المجد أن التصنيع المحلي لعب دورا كبيرا في انخفاض الأسعار خاصة بعد افتتاح ثلاثة مصانع جديدة في الربع الأول من عام 2025 وهو ما ساعد على زيادة المعروض وتقليل الاعتماد على السيارات المستوردة.
وأوضح أن توسيع الإنتاج المحلي لن يساعد فقط على خفض التكاليف، بل سيخفف الضغوط على الدولار ويحقق استقرارا نسبيا في السوق. وأكد أن هناك جهوداً تبذل حالياً لزيادة حصة التصنيع المحلي وتوسيع القاعدة الإنتاجية لمصر خلال الفترة المقبلة.
قال خالد سعد، أمين سر اتحاد مصنعي السيارات، إن زيادة أعداد السيارات المنتجة محلياً في السوق خلال الفترة الأخيرة ساهمت في انخفاض الأسعار بشكل طفيف وتخفيف الضغوط على الدولار، ما شجع بعض المستهلكين على التركيز بشكل أكبر على المنتجات المحلية.
وأشار إلى أن السوق لم يصل بعد إلى مرحلة الإقبال الشرائي الحقيقي، موضحاً أن المستهلك المصري حذر إلى حد ما. عندما تبدأ الأسعار في الانخفاض، ينتظر العديد من الأشخاص لمعرفة ما إذا كانت ستنخفض أكثر قبل اتخاذ قرار الشراء.
وأضاف سعد أن الأسعار الحالية تبقى مرتفعة مقارنة بإمكانيات شريحة كبيرة من المستهلكين، خاصة مع ارتفاع أسعار الوقود مؤخراً، مما أثر سلباً على الطلب.
وتابع: «مع توقعات بارتفاع سعر الدولار خلال الفترة المقبلة، توقفت الواردات بشكل شبه كامل، لذا يعتمد السوق حالياً بشكل كبير على الإنتاج المحلي». وأكد أن دعم الصناعة المحلية أمر ضروري لمواجهة التحديات الحالية وتلبية احتياجات السوق.