بعد خفض الفائدة لأول مرة منذ 5 سنوات.. كيف يؤثر ذلك على الذهب والعقارات وشهادات البنوك؟

منذ 22 أيام
بعد خفض الفائدة لأول مرة منذ 5 سنوات.. كيف يؤثر ذلك على الذهب والعقارات وشهادات البنوك؟

خبراء: قرار خفض أسعار الفائدة إشارة قوية لتشجيع الاستثمار. – من المتوقع أن يتم سحب جزء من الودائع لصالح سوق الأسهم وسوق الذهب وسوق العقارات. وتحدد البنوك أسعار الفائدة على حسابات التوفير ومنتجات القروض بعد قرار خفض العائدات. نجيب: من المتوقع أن يرتفع سعر المعدن الأصفر إلى 5 آلاف جنيه خلال شهر. عطا: في ظل التطورات الإيجابية الحالية، فإن سوق الأوراق المالية هي “البديل الأمثل” للاستثمار.

ويتوقع عدد من الخبراء الاقتصاديين والمتخصصين انخفاض العائد على الشهادات المصرفية، عقب قرار البنك المركزي خفض سعر الفائدة بنسبة 2.25%. ويؤدي هذا إلى توجيه جزء كبير من السيولة من هذه الشهادات إلى أسواق الأسهم والذهب والعقارات. ويعتقدون أن قرار البنك المركزي يتوافق مع التوقعات ويرسل إشارة قوية لتشجيع الاستثمار المباشر. كما يرون أن التخفيض كان محسوباً ومدعوماً بالمؤشرات. ويتوقعون أن يستمر الانخفاض في العام الجاري بمعدلات تتراوح بين 6 و7 في المائة.

قرر البنك المركزي الليلة الماضية خفض أسعار الفائدة بنسبة 2.25 في المائة للمرة الأولى منذ خمس سنوات. ويعني هذا أن أسعار الفائدة لليلة واحدة على الودائع والقروض وكذلك سعر الفائدة الرئيسي هي 25% و26% و25.50% على التوالي. كما قرر خفض أسعار الإقراض والخصم بمقدار 225 نقطة أساس إلى 25.50%. وارتفع معدل التضخم السنوي إلى 13.6% في مارس/آذار، مقارنة مع 12.8% في فبراير/شباط، في حين انخفض التضخم الأساسي إلى 9.4%.

تترقب البنوك العاملة في السوق المحلية، عودة الحياة من إجازة عيد القيامة وشم النسيم، الثلاثاء المقبل، لمراجعة مستقبل أسعار الفائدة على منتجات الادخار والقروض، بعد قرار البنك المركزي المصري خفض أسعار الفائدة.

وينتظر السوق أيضا تأثير قرار البنك المركزي بشأن عوائد أذون وسندات الخزانة الحكومية ومدى تأثير هذا الخفض على الطلب الأجنبي على هذه الأدوات.

وأكد البنك المركزي المصري في بيانه الصادر أول من أمس أنه لن يتوانى عن استخدام كل الأدوات المتاحة لتحقيق استقرار الأسعار من خلال توجيه التضخم نحو هدفه البالغ 7% ± 2 نقطة مئوية في الربع الرابع من عام 2026.

وقالت لجنة السياسة النقدية في بيان للبنك المركزي إن حالة عدم اليقين بشأن آفاق النمو الاقتصادي والتضخم في جميع أنحاء العالم دفعت البنوك المركزية في بعض الاقتصادات المتقدمة والناشئة إلى تبني نهج حذر تجاه السياسة النقدية المستقبلية.

وعلى المستوى المحلي، أفادت اللجنة بأن المؤشرات الأولية للربع الأول من عام 2025 تشير إلى انتعاش مستدام في النشاط الاقتصادي للربع الرابع على التوالي.

وقال مصطفى شفيع، رئيس قسم الأبحاث في العربية أونلاين، إن قرار البنك المركزي جاء متوافقا مع التوقعات، وتوقع ألا تتجاوز تخفيضات أسعار الفائدة 6% هذا العام. ويرجع السبب في ذلك إلى حالة عدم اليقين بشأن الاقتصاد العالمي، إلى جانب توقعات بموجة محلية من التضخم نتيجة ارتفاع أسعار الوقود.

وفي 11 أبريل/نيسان الماضي، قررت لجنة التسعير التلقائي للوقود رفع أسعار المنتجات البترولية جنيهين، ليرتفع سعر بنزين 95 من 17 إلى 19 جنيهاً للتر. كما رفعت اللجنة سعر السولار من 13.5 جنيهاً إلى 15.5 جنيهاً للتر.

وأضاف الشافعي لـ«الشروق» أن انخفاض معدل التضخم السنوي كان سبباً قوياً لخفض سعر الفائدة، «رغم التوقعات بارتفاع معدلات التضخم خلال الأشهر المقبلة». وأوضح أن إجراءات البنك المركزي بخفض أسعار الفائدة بنحو 6 إلى 7 في المائة على مدار العام تعتبر آمنة وتوفر حافزا قويا لتشجيع الاستثمار.

ويتوقع الخبير الاقتصادي محمد فؤاد خفض أسعار الفائدة بنسبة 7% على مدار العام، ما لم تحدث تغيرات تحد من قرار البنك المركزي أو تضغط عليه.

وأضاف أن خفض أسعار الفائدة المحسوب والمدعوم بالمؤشرات يعزز مصداقية التزام البنك المركزي بأهدافه التضخمية، بحسب دراسة أجراها مركز العدالة لدراسات السياسات العامة. وأضاف: “إن إصرار البنك المركزي على تشديد السياسة النقدية ربما كان يمكن تفسيره على أنه رسالة غير مباشرة مفادها أن استقرار سعر الصرف هو الهدف الضمني، وهو ما قد يقوض ثقة السوق في استقلال إطار السياسة النقدية القائم”.

وفي مارس/آذار 2024، قرر البنك المركزي في اجتماع استثنائي توحيد سعر الصرف ورفع أسعار الفائدة بنسبة 6%.

توقعات بارتفاع الطلب على مشتريات الذهب

وأوضح لطفي منيب نائب رئيس قطاع الذهب، أن قرار البنك المركزي بخفض أسعار الفائدة من شأنه أن يدفع أسعار الذهب للارتفاع نتيجة زيادة الطلب على المعدن الأصفر كبديل ادخاري واستثماري عن شهادات البنوك. لكن الوضع مختلف الآن حيث أن سعر الذهب مرتفع بالفعل بسبب التوترات الجيوسياسية والحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة. إذا جرت مفاوضات بين البلدين وتم التوصل إلى حل، فمن المحتمل أن ينخفض سعر الذهب بشكل حاد في جميع أنحاء العالم.

وأوضح نادي نجيب، أمين شعبة الذهب الأسبق، أنه بعد قرار خفض أسعار الفائدة ارتفع سعر المعدن الأصفر محليا بنحو 10 جنيهات ليصل إلى 4770 جنيها.

وتوقع نجيب ارتفاع سعر الذهب نتيجة بيع بعض الشهادات والتوجه للاستثمار في الذهب كملاذ آمن. وسيؤدي هذا إلى ارتفاع السعر إلى 5000 جنيه مصري خلال شهر واحد.

التأثير الإيجابي المتوقع على سوق الأسهم

بدوره، وصف محلل الأسواق المالية محمود عطا قرار خفض أسعار الفائدة بنسبة كبيرة بلغت 2.25% بأنه “إيجابي للغاية”. وأوضح أن هذا التخفيض يأتي في وقت مهم حيث تواجه هياكل تمويل الشركات حاليا صعوبات، وهو ما انعكس سلبا على الاقتصاد الكلي.

وأعرب عطا عن قناعته بأن بداية التيسير النقدي ستجلب جوانب إيجابية كبيرة، خاصة للأسواق المالية التي تتأثر بشكل مباشر ببيئة أسعار الفائدة المرتفعة، وخاصة شهادات البنوك ذات العائد المرتفع وتكاليف الاقتراض المرتفعة.

وتوقع عطا أن يكون لهذا القرار تأثير إيجابي على أداء البورصة المصرية، التي قد تصبح في ظل أدائها القوي الحالي بديلاً استثمارياً مثالياً.

ويرى عطا أن هذا القرار يمنح الحكومة المصرية فرصة جيدة للمضي قدماً في برنامج الطرح العام الأولي الذي تأخر بسبب الوضع الاقتصادي. كما يمكن أن يساعد ذلك أيضًا على جذب المزيد من المستثمرين إلى البورصة المصرية خلال الفترة المقبلة.

ما هو الوضع في القطاع العقاري؟

وفيما يتعلق بقطاع العقارات، قال فتح الله فوزي، رئيس لجنة التشييد والبناء بجمعية رجال الأعمال المصريين، إن خفض أسعار الفائدة من شأنه أن يقلل تكاليف التمويل لشركات التطوير العقاري، وهو ما سيساهم في خفض أسعار الوحدات نسبياً. لكنه أشار إلى أن هذا الأمر سيتطلب فترة طويلة من الزمن وخفضاً إضافياً لأسعار الفائدة.


شارك